الأزمة الأوكرانية.. انطلاق المفاوضات بين موسكو والناتو حول الضمانات الأمنية

محمود رشدي
روسيا وأوكرانيا

رؤية – محمود رشدي

في محاولة لرأب الصدع بين روسيا والناتو، تُعقد مفاوضات بين موسكو وحلف الأطلسي على أن تتبعه محادثات أخرى مع منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، واتفق الطرفان على العمل من أجل تخفيف حدة التوتر في المنطقة، لترتكز بالأساس على الضمانات الأمنية الروسية والتي أُعلن عنها في السابق لتضع اتفاقية إلزامية تمنع وسع الناتو في الشرق الأوروبي، ولكن لا يوجد دليل على حدوث تحول كبير في المحادثات.

وأفادت تقارير عديدة بأن روسيا نشرت حوالي 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، وهو ما أثار مخاوف من هجوم وشيك، في نفس الوقت الذي حذر فيه الجيش الروسي الولايات المتحدة من “الاستهانة بالمخاطر” التي تنطوي عليها مواجهة موسكو مع الغرب.

بدء المفاوضات

بدأ حلف الناتو وروسيا المحادثات الأولى وجهاً لوجه منذ عامين، في محاولة لتخفيف حدة التوتر التي سببها ما أشيع عن نشر القوات الروسية على الحدود الأوكرانية.

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي هذه المحادثات بأنها “لحظة الحقيقة” في العلاقات بين الجانبين.

وكان أعضاء حلف شمال الأطلسي قد أكدوا، قبل الاجتماع، أنهم لن يقبلوا المطالب الروسية، التي تتضمن عدم انضمام أوكرانيا للحلف، ووقف توسع الحلف في مناطق النفوذ الروسية شرقاً.

وبحسب بي بي سي فإن الناتو يرغب في تركيز المحادثات بشكل مباشر على الوجود العسكري الروسي بالقرب من أوكرانيا. وقال مراسل شؤون الدفاع في بي بي سي يأمل البعض في أن يساعد الحوار على التوصل إلى اتفاق وإن هناك تفاؤلًا ضئيلًا حول انفراج الأزمة. رغم أن الولايات المتحدة قد قالت إن محادثاتها مع روسيا يوم الإثنين، لم تسفر بعد عن أي انفراج.

عواقب كبيرة

قالت شيرمان إن الولايات المتحدة أثارت عدة أفكار “أولية” تهدف إلى تخفيف التوترات، بما في ذلك وضع قيود متبادلة على حجم ونطاق التدريبات العسكرية والمفاوضات حول نشر الصواريخ.

رغم ذلك، قالت شيرمان إن الولايات المتحدة اعترضت على مقترحات روسية “غير مناسبة” بالنسبة للحكومة الأمريكية، بما في ذلك مطالبة روسيا بأن يلتزم الناتو بعدم ضم أوكرانيا أبدا إلى التحالف.

وشرحت “لن نسمح لأي كان بتوجيه صفعة لسياسة الباب المفتوح للناتو”.

ووفقا لشيرمان، أخبر الوفد الأمريكي الروس أن أي غزو سيواجه “تكلفة وعواقب كبيرة تتجاوز بكثير ما واجهوه في عام 2014” عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

وأضافت أن هذه الإجراءات يمكن أن تشمل عقوبات ضد المؤسسات المالية الرئيسية، وقيود على التصدير، وتعزيز وضع قوات الناتو على أراضي الحلفاء وزيادة المساعدة الأمنية لأوكرانيا.

وكانت محادثات جنيف الجولة الأولى من عدة اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وحلفاء للولايات المتحدة والروس هذا الأسبوع.

وعقد اجتماع يوم الإثنين دون مشاركة الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، بما في ذلك أوكرانيا، مما دفع شيرمان ومسؤولين أمريكيين آخرين إلى إشراك أوكرانيا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي في أي قرارات.

وقال بوريل يوم الإثنين إنه قيل له إنه لن يتم الاتفاق على أي شيء بدون “التعاون والتنسيق والمشاركة القوية من جانب الاتحاد الأوروبي”.

واستضافت جنيف الإثنين مفاوضات استمرت سبع ساعات ونصف الساعة بين روسيا والولايات المتحدة حول ملف الضمانات الأمنية على رأسها مطالبة الطرف الروسي للناتو بضمان عدم توسعه شرقا، الأمر الذي يرفضه قطعا الجانب الأمريكي.

وتأتي المفاوضات الروسية الغربية على خلفية مزاعم مستمرة من قبل أعضاء الناتو والسلطات في كييف حول حشد روسيا لقواتها قرب حدود أوكرانيا وتحذيرات متكررة من قبل الحلف من شن موسكو “أي عدوان جديد” على الأراضي الأوكرانية و”دفع ثمن باهظ” لأي تحرك مماثل.

ربما يعجبك أيضا