خبير عراقي: لهذه الأسباب أمريكا لن تنجح في مخططها بالشرق الأوسط !

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

في الوقت الذي يؤكد خبراء دوليون أن إدارة بايدن تتبنى شعار”إنهاء الحرب الأبدية ” في الشرق الأوسط وانشغال الإدارة الأمريكية الجديدة بإدارة التحدي الذي تشكله الصين، والذي يهدف إلى فصل الولايات المتحدة الأمريكية عن صراعات الشرق الأوسط التي لا نهاية لها والتي لا يمكن الانتصار فيها، نجد العديد من السياسيين بمنطقة الشرق الأوسط يؤكد العكس ومن جهة نظرهم مطامع أمريكا وتدخلاتها في المنطقة لن تنتهي، خاصة أن التدخل الأمريكي في الشأن العراقي استمر على مدار السنوات الماضية ونتائجه كانت مدمرة للمنطقة، حيث سمح الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 لإيران بتوسيع نفوذها بشكل كبير في العالم العربي، فمنذ أن احتلت أمريكا العراق، لعبت طهران على الولاءات الطائفية لتمكين شبكة من الوكلاء المسلحين التي تمتد الآن من لبنان وسوريا إلى العراق واليمن. الأمر الذي مكنها من تقوية الشيعة على حساب السنة في جميع أنحاء المنطقة وعززت نفوذها على كل دول المنطقة.

كما أن الولايات المتحدة ساهمت في تحقيق طموحات إيران النووية في عام 2015 من خلال صفقة بوساطة دولية، إلا أن ذلك أدى إلى توسيع بصمة إيران الإقليمية بالتوازي مع برنامجها النووي، الأمر الذى أدى إلى التثبت من أن احتواء طموحات إيران الإقليمية بات أمرًا بعيد المنال. وأثار إصرار واشنطن على عدم إدراج المسائل الإقليمية في المحادثات النووية حفيظة حلفائها العرب، الذين كانوا آنذاك على وشك النهاية الخاسرة للحروب الطائفية بالوكالة في العراق وسوريا واليمن. وعزز الرئيس الأمريكي باراك أوباما مخاوفهم بشأن التزام واشنطن بمساعدتهم في هذه الصراعات عندما نصح بأن الإيرانيين والسعوديين بحاجة إلى إيجاد طريقة فعالة للحوار ورغم أن الولايات المتحدة كبحت بشكل فعال طموحات إيران النووية في عام 2015 من خلال صفقة بوساطة دولية، إلا أن ذلك أدى إلى توسيع بصمة إيران الإقليمية بالتوازي مع برنامجها النووي، الأمر الذى أدى إلى التثبت من أن احتواء طموحات إيران الإقليمية بات أمرًا بعيد المنال. وأثار إصرار واشنطن على عدم إدراج المسائل الإقليمية في المحادثات النووية حفيظة حلفائها العرب، الذين كانوا آنذاك على وشك النهاية الخاسرة للحروب الطائفية بالوكالة في العراق وسوريا واليمن. وعزز الرئيس الأمريكي باراك أوباما مخاوفهم بشأن التزام واشنطن بمساعدتهم في هذه الصراعات عندما نصح بأن الإيرانيين والسعوديين بحاجة إلى إيجاد طريقة فعالة للحوار.

ومن هنا اختلفت الرؤى السياسية بين احتمالات تطور الموقف السياسي في العراق وفي الساحات العربية والدول المجاورة لها.

الخبير والمحلل السياسي العراقي الدكتور ضرغام الدباغ يرى أن الأمور لا تحسب هكذا لا بالتشاؤم ولا بالتفاؤل، بل بالتحليل المادي الموضوعي، بدون توابل.

وأوضح أنه ستتضح معالم الطريق بالاستناد إلى قواعد العمل السياسي التي لا يتجاهلها محترفو السياسة والدبلوماسية وصناع القرارات الاستراتيجية.

رغبات الولايات المتحدة ليست أوامر

أكد الخبير العراقي أنه ليس بالضرورة من تدعمه الولايات المتحدة ينتصر في النهاية، وأضاف موضحا بوسع الولايات المتحدة التدخل في أية بلد في العالم، ولكن ليس بوسعها حسم كل معركة تخوضها لصالحها.

وأضاف كافة المؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة مقبلة على معركة ولكن ليس على معارك كبيرة (وليس بالضرورة أن تكون حربية) وأيضا على هزائم أكبر.

وأكمل من الواضح الجلي أن العملية السياسية المتعثرة التي بدأت بعد احتلال بغداد سارت سيرا متعثراً.. ثم أصبحت نقيصة لمن يشارك بها، ثم أصبحت كارثة، وأخيراً باتت عاراً التصق إلى الأبد بمن شارك بها ومد يده في طبخها الملوث. والأسباب واضحة.

وضرب مثلا بالقول: لقد أقدمت الولايات المتحدة على انسحابات مذلة لحفظ ماء الوجه، بما يشبه الانكسار الواضح.

حلفاء أمريكا انتقلوا من التبعية للشراكة

كما أكد أنه قد تتخلى الولايات المتحدة تحت الضغط : السياسي / والاقتصادي / والعسكري، عن بعض حلفائها، وأضاف ليست فقط التطورات الدولية التي تشير إلى بروز قوى عالمية جديدة: سياسية واقتصادية وعسكرية، بل وأن درجة تحكم الولايات المتحدة على حلفاء الأمس لم يعد بدرجة مقبولة لأمريكا. بمعنى رغبة الحلفاء الانتقال من التبعية إلى الشراكة.

وأكمل العراقي ضرغام الدباغ الولايات المتحدة بدورها تخاطب حلفاءها في مختلف الساحات: نحن قاتلنا معكم، ووضعناها على قمة السلطة، وخسرنا سياسيا واقتصاديا وبشرياً، ولكنكم لم تثبتوا أهليتكم السياسية والعقلية (التخطيط) في إدارة اوضاعكم. ونحن مضطرون النظر بواقعية أكثر لمصالحنا.

ستركز الولايات المتحدة على المحيط الهادي (الباسفيكي) وأستراليا ونيوزيلندا واليابان وكأنها مخافر أمامية أمام البر الأمريكي، في وقت نجد فيه رصانة ومتانة الموقف الصيني على كافة الصعد، بلغ درجة النضج، واللا تراجع.

كما أوضح أن الروس يتقنون اللعب وأصول التصرف في أوروبا في الساحة الأوروبية، ولهم فيها خبرة وباع طويل.

ماذا سيجري في العراق ؟

الأمريكان وحلفاؤهم هم القوة الأمضى في العراق، رغم فشل كافة مشاريعهم وخططهم فشلا ذريعاً، إلا أنهم يتسيدون الآن الساحة بسبب القوة السياسية للولايات المتحدة، والتفوق العسكري الساحق للتحالف الثلاثي الولايات المتحدة إيران إسرائيل.

· تشتت القوى الوطنية المعارضة للاحتلال، وافتقارها لقدرات الرؤية الاستراتيجية والأيديولوجية والسياسية. وثغرات أخرى مهمة

· سياسة الأرض المحروقة والاقتلاع والإبادة والتجريف بلا هوادة التي ارتكبتها قوى الاحتلال

وفي المقدمة العدو الفارسي. سوف تسجل باستحقاق المساءلة التاريخية

· الولايات المتحدة حققت تقدماُ على حليفيها (إسرائيل بسبب ضعف معسكرها العراقي، وإيران التي يتعرض جذر موقفها السياسي والأيديولوجي والعسكري للضعف بسبب سوء التخطيط والعمل، و تناقضها الصارخ مع المحيط العربي / الإسلامي.

احتمالات الموقف في العراق

· افتضاح الخطط الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية في العراق والمنطقة

تراجع الوسط الشعبي المساند للعملية السياسية، وبروز معارضة وطنية جديدة، تقود الحراك النضالي السياسي

· سيتأثر الموقف الإيراني بشدة بهزائم تلحق بها في ساحات في المنطقة

بالتزامن أو كنتيجة لذلك، نظام الملالي الإيراني ومشروعه الفاشل سيندحر في إيران بسبب عجزه التام في صياغة نظرية حكم مقبولة.

يتبلور الوعي الشعبي في العراق بدرجة ملموسة، وسوف تتوصل الجماهير الشعبية إلى إفراز قيادات وطنية جديدة، والأحزاب الوطنية التاريخية التي تعاني حالياً من مشكلات صعبة، سوف تتخلص (وإن متأخراً) من أزمتها السياسية و الأيديولوجية والتنظيمية الخانقة.

بعض هذه النتائج قد تحقق فعلاً، وتشخيصها بحاجة فقط لرؤية دقيقة بعقل سياسي واع، وملامح المرحلة.

المقبلة ستكون نتيجة للواقع المادي الموضوع.

ربما يعجبك أيضا