بتجريف الأراضي.. إسرائيل تسعى لاقتلاع الوجود العربي من النقب!

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

مدججون بالأسلحة يلاحقون المدنيين العزل الذين يحاولون الاعتصام للدفاع عن أرضهم، والوصول إلى قرية الأطرش في صحراء النقب لم يكن يسيرا أمام تحصينات الشرطة الإسرائيلية.

على مساحة 45 ألف دونم من أراضي قرى الأطرش وسعوة وخربة وطن وغيرها من القرى الفلسطينية في النقب، تحاول سلطات الاحتلال تجريف الأراضي من أجل زراعتها بالأشجار، وهي وسيلة أخرى لتهجير الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم في حالة وصفها البعض بـ «بالعمل الإجرامي».

برنامج مثير للجدل

ويرى أهل النقب برنامج غرس الأشجار أنه تمهيد للاستيلاء على أرضهم، وهددت القائمة العربية الموحدة، الشريك العربي في الحكومة الحالية والتي يتمركز دعمها في المجتمعات العربية بالنقب، بمقاطعة الحكومة الائتلافية بسبب البرنامج المثير للجدل.

واقتحمت، جرافات الاحتلال الإسرائيلي، وسط وجود مكثف لعناصر الشرطة والجيش، أراضي «سعوة» و«الرويس» بمنطقة النقب في أراضي عام 48 المسماة الخط الأخضر، واستأنفت عمليات تجريفها تمهيدًا للاستيلاء عليها واقتلاع عرب النقب من أراضيهم.

استمرار تجريف الأراضي

وبالأمس (الثلاثاء) تم اعتقال 21 شابا، كما تجددت الاشتباكات، اليوم الأربعاء، في منطقة الأطرش احتجاجًا على استمرار تجريف الأراضي واعتقلت شرطة الاحتلال 9 من الأهالي، ومن بين المعتقلين طفلة تبلغ من العمر (12 عامًا)، بينما اقتحمت وحدات شرطية معززة قرية صويوين ونفذت حملة اعتقالات بحق السكان أيضا.

وزراء سابقون من الليكود غرسوا أشجارا دخيلة في أرض ليست لهم لتكريس المشروع الصهيوني عليها والتي تتفق عليه المعارضة والحكومة الإسرائيليتان، وسط احتجاجات من النواب العرب في الكنيست سواء كانوا في الحكومة أو المعارضين.

انتقادات بين الحكومة والمعارضة

وتبادل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية يائير لابيد الانتقادات اللاذعة بشأن أعمال التجريف التي تسميها إسرائيل برنامج “غرس الأشجار” في النقب.

ونسبت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إلى نتنياهو قوله “لن يوقف أحد غرس الأشجار في أرض إسرائيل”، فيما رد وزير الخارجية يائير لابيد، الشريك الأساسي لرئيس الحكومة الحالية نفتالي بينيت، على نتنياهو موجهًا النقد له فقال “12 عامًا من التخلي عن النقب وإهمال مشكلة البدو” خلال فترة رئاستك للحكومة .

عمل عنصري يستهدف الوجود العربي

ويرى الخبراء في الشأن الإسرائيلي، أن هذا العمل إجرامي وعنصري يستهدف بالتحديد الوجود العربي في الأراضي المحتلة، فاليوم يتم ترحيل المواطن العربي من أرضه وغدا يقيم الاحتلال عليها مستوطنة إسرائيلية.

أكثر من ثلاثين قرية فلسطينية في النقب، تحرم أبسط الحقوق، لكن أهلها يتشبثون بأراضيهم مهما كلفهم الأمر.

هبة شعبية وإضراب عام

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الأجهزة الأمنية والسياسية في إسرائيل تخشى من توسع الاحتجاجات إلى ما يشبه هبة شعبية كما حصل في مايو الماضي.

وشهدت منطقة النقب اليوم إضرابًا عامًّا يشمل جهاز التربية والتعليم، احتجاجًا على ما يمارَس بحق سكان القرى غير المعترف بها، خاصة قرية الأطرش التي تواجه عمليات تجريف مستمرة منذ 3 أيام.

وعم الإضراب الشامل معظم قرى النقب المحتل، منها نقع بئر السبع ومدارس الأطرش وخربة الوطن وسعوة وبير هداج والزرنوق والرويس.

تهويد للأراضي الفلسطينية

من جانبها نددت وزارة الخارجية والمُغتربين الفلسطينية، اليوم الأربعاء، بالجرائم التي تمارسها السلطات الإسرائيلية في النقب، معتبرة أنها امتداد لحربها على الوجود العربي الفلسطيني، وتكريس نظام فصل عنصري (أبرتهايد).

وأضافت الوزارة – في بيان صحفي – أن ما يتعرض له النقب عامة وقرية الأطرش والقرى المُجاورة لها انعكاس للعقلية الاستعمارية الاستيطانية التهويدية الإسرائيلية، وترجمة لثقافة العداء والكراهية والعُنصرية ضد الفلسطيني أينما كان، وامتداد للحرب التي تشنها إسرائيل لتدمير مستقبل الأجيال الفلسطينية عبر فرض المزيد من العقوبات والتضييقات على حياتها ومقومات صمودها في أرض وطنها.

نكبة جديدة للشعب الفلسطيني

وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن النكبات التي تلحق بالشعب الفلسطيني، خاصة وأن قادتها ومسؤوليها يتفاخرون بها كإنجازات تسجل في تاريخهم الإجرامي، ويطلقون الدعوات لمواصلة حملة تجريف الأراضي في النقب والاستيلاء على المزيد منها لصالح المشاريع التهويدية.

فيما أكد الشيخ كمال الخطيب القيادي الإسلامي داخل الخط الأخضر في تصريح صحفي أن “ما يجري بالنقب ليس اعتداء على الأرض فقط وإنما اعتداء على العرض عبر اعتقال النساء والفتيات بطريقة همجية ووقحة.. صمود وثبات أهلنا في النقب هو من سيُفشل مشروع المؤسسة الإسرائيلية، أهلنا في النقب كانوا دائمًا رقمًا صعبًا وسيبقون كذلك”.

انقذوا النقب

وشهد وسم (#أنقذوا_النقب) تفاعلًا عربيًّا واسعًا لتسليط الضوء على مخططات التهجير للأسر والأهالي في الداخل المحتل.

وعبّر متضامنون عن رفضهم وتضامنهم مع أهالي القرى المهددة بالتهجير والتجريف، من خلال التغريد على وسم #أنقذوا_النقب، الذي دشن بالتزامن مع تدافق الأحداث الواردة من النقب المحتل، الذي يواجه هجمة استيطان شرسة يقف لها الأهالي بالمرصاد.

ربما يعجبك أيضا