النهضة تدخل معركة كسر عظام مع الرئيس التونسي.. دعوات مشبوهة للتظاهر رغم الوباء

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تستعد حركة النهضة الإسلامية لدخول معركة جديدة في مواجهة الرئيس قيس سعيد بعد أن دعت وحلفاءها للتظاهر يوم 14 يناير الجاري في الذكرى الحادية عشر لفرار الرئيس الراحل زين العابدين بن علي بعد ثورة عارمة شهدتها تونس.

وتسعى النهضة لاستحضار تلك الأحداث، وذلك لتحريض التونسيين على الاحتجاج ضد إجراءات قيس سعيد، خاصة وأن الرئيس التونسي قام بتغيير ذكرى الثورة من 14 يناير إلى 17 ديسمبر، مشيرا إلى أن الموعد الأول هو توقيت الركوب على الثورة واستثمارها سياسيا من قبل بعض القوى السياسية.

وكعادتها استخدمت النهضة -في بياناتها- عبارات “الانقلاب” و”دولة الاستبداد” و”الدفاع عن الشرعية والدستور” لدغدغة مشاعر أنصارها.

النهضة تشهر ورقة البحيري والمتطرفين

لكن المختلف هذه المرة هو قيام الحركة  الإسلامية باستغلال الوضع الصحي لنائب رئيسها نور الدين البحيري في المعركة السياسية ضد الرئيس، وهو ما أثار انتقادات واسعة.

وكانت السلطات التونسية ألقت القبض على نور الدين البحيري في ملفات تتعلق بشبهات الإرهاب والتزوير، حيث تم وضعه رهن الإقامة الجبرية في شمال البلاد قبل نقله إلى المستشفى مع تعكر وضعه الصحي.

وأصدرت النهضة، قبل يومين من المظاهرات، بيانا يطرح الكثير من التساؤلات بشأن الحديث عن تدهور صحة البحيري واقترابه من الموت، رغم أن الطاقم الطبي في المستشفى يؤكد استقرار الحالة الصحية لنائب رئيس النهضة.

وقد طالب الناشط الإعلامي مراد الزغيدي، من حركة النهضة عدم استغلال وضع البحيري الصحي في المعارك السياسية، داعيا السلطات إلى ضرورة متابعة الحالة الصحية لنائب رئيس حركة النهضة يوميا وبشكل جدي، وذلك لتفويت الفرصة على الحركة.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد أكد مرارا انه أمر بتوفير كل الظروف في المستشفى من، أجل مراقبة الوضع الصحي للبحيري، وذلك حتى لا تتخذ النهضة الأمر ذريعة للتصعيد.

في مقابل ذلك، اتهم الإعلامي التونسي والناشط السياسي رياض جراد رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي بالتنسيق مع كل حزب التحرير وتنظيم أنصار الشريعة المصنف إرهابيا لتنظيم مظاهرات مناوئة للرئيس قيس سعيد في 14 يناير الجاري.

وقال رياض جراد -في تصريح لقناة التاسعة الخاصة، مساء أمس الأربعاء- “أملك معطيات ومعلومات موثقة حول اتصال الغنوشي بقيادات حزب التحرير وأنصار الشريعة لتحريض الناس على الخروج ضد الرئيس قيس سعيد”.

وأضاف جراد، إنه يتحدى راشد الغنوشي أن يكذبه، مشيرا إلى أن هذا الاتصال خطير للغاية ويكشف مخططات حركة النهضة وتعاملها مع التنظيمات المصنفة إرهابية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها النهضة ورقة المتطرفين لتأجيج الشارع ضد خصومها دون مراعاة للأمن القومي ولحالة الاستقرار المجتمعي.

كورونا وصحة التونسيين آخر ما تفكر فيه النهضة

ويرى مراقبون، أن النهضة التي تعيش حالة من الارتباك والحصار الشعبي والسياسي تريد الخروج من أزمتها عبر التظاهر وتحريك الشارع دون مراعاة للوضع الصحي والوبائي المتدهور بسبب تفشي فيروس كورونا.

وتحدثت اللجنة العلمية المتعلقة بمجابهة تفشي كورونا أن الآلاف يصابون بمتحور أوميكرون يوميا، وهو أمر مقلق للغاية، وأن أي تظاهرات ستزيد من حالات العدوى.

وفي خضم ذلك أعلنت رئاسة الحكومة أنها قررت اتخاذ عدة إجراءات لوقف نزيف التفشي بما فيها منع التظاهرات السياسية والثقافية والرياضية وفرض حظر للتجول من الساعة العاشرة ليلا إلى الخامسة صباحا.

وحاولت حركة النهضة وأذرعها، خاصة ما يعرف بحراك “مواطنون ضد الانقلاب” تأليب الرأي العام المحلي والخارجي على الرئيس بالقول: إن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا وخاصة المتحور أوميكرون تهدف في الأساس إلى منع التحركات الاحتجاجية.

لكن محافظ العاصمة التونسية كمال الفقي رد قائلا : إن القوى والأحزاب الداعية للتظاهر تعيش حالة غيبوبة، ولم تحقق شيئا منذ 10 سنوات، مؤكد أنها جزء من الماضي ولا فائدة لما يدعون إليه.

وقال المحافظ: “من حق هؤلاء معارضة المسار الحالي ولكنهم  لا يعنون لنا شيئا، وما نقوم به لا يعتبر مسًّا من الحريات، وأن ممارساتهم تُعد عملية تشويش على الحكومات”.

ويرى مراقبون، أن السلطات التونسية ستطبق القانون بحزم ولن تسمح أبدا بالتظاهر في ظل الظروف الصحية القاهرة.

ربما يعجبك أيضا