مركز فاروس: أزمة «أمبازونيا» 6 سنوات من الحرب الأهلية في الكاميرون

يوسف بنده

رؤية

 على مدى السنوات الست الماضية، تحولت الكاميرون الواقعة في منطقة وسط الغرب الأفريقي إلى منطقة صراعات ونزاعات، فُقد خلالها الكثير من الأرواح والممتلكات، وذلك في ظل وجود أزمة إنسانية تعصف بالاستقرار السياسي والاقتصادي للكاميرون، ومواجهة للجماعات الإرهابية؛ بوكو حرام في أقصى الشمال، وميليشيات من جمهورية أفريقيا الوسطى في الشرق، وإعلان بعض المناطق الانفصال عن الكاميرون، مما يؤثر على كيان الدولة وحدودها الثابتة منذ الاستقلال.

وجاء في تقرير لمركز فاروس للاستشارات، وأعدته الباحثة في الشؤون الأفريقية إيمان الشعراوي، حول هذه الأزمة:  ليس من المبالغة أن تُعزى معظم المطالبات الانفصالية -التي تعاني منها القارة السمراء- للاستعمار، وذلك بسبب تقسيم الحدود بشكل لا يراعي الطبيعة الإثنية والثقافية للدول الأفريقية، وهو ما حدث في الكاميرون التي كانت تحت الحكم الاستعماري الألماني من عام 1884 إلى عام 1916، إلا أنه بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، سلمت عصبة الأمم جزءًا من الكاميرون إلى فرنسا والآخر لبريطانيا.

واستطرد التقرير: أدت عملية إعادة التوحيد القائمة على المركزية والاندماج القسري، والإخفاق في إدارة التعددية الثقافية إلى شعور الأقلية الناطقة بالإنجليزية بالتهميش لذلك في عام 2016 بدأ الصراع الانفصالي في إقليمي الشمال الغربي والجنوب الغربي الناطقين بالإنجليزية.

وسرعان ما تحولت هذه الاحتجاجات إلى اشتباكات مسلحة بين مختلف الجماعات الانفصالية الناطقة بالإنجليزية والحكومة المركزية، ثم في عام 2017 أعلن الزعيم الانفصالي سيسيكو جوليوس أيوك تاب انفصال الكاميرون الإنجليزي كدولة مستقلة تحت اسم جمهورية “أمبازونيا”، وهو ما رفضته الحكومة الكاميرونية، واستمرت المعارك بين الطرفين بالشكل الذي تحولت فيه إلى حرب أهلية.

واختتم التقرير بقوله: استمرار حالة الإنكار التي تتعامل بها الحكومة الكاميرونية ومحاولة إلقاء اللوم على الانفصاليين لن يفضي إلى تقديم حلول تعالج الأسباب الجذرية للحرب الأهلية؛ لذلك يجب اتخاذ إجراءات جادة لوقف النزاع والتي تتمثل في:

1- التأسيس الفوري لوقف إطلاق النار.

2- الإفراج عن السجناء الانفصاليين المحتجزين والسماح بعودة المنفيين.

3- فتح حوار سياسي شامل دون شروط مسبقة يضم جميع الأطياف خاصة الانفصاليين لمناقشة تكوين الدولة والإصلاحات للنظام الانتخابي لإنشاء حكومة وطنية تضم كافة الأطياف ويمثل فيها الناطقين بالإنجليزية.

4- استدعاء نظام المصالحة الرواندي “الغاكاكا”، الذي يمثل شكلًا من أشكال العدالة للتعامل مع الأشخاص المتهمين بالجرائم بشكل سريع، وفي نفس الوقت ينهي رواسب الحرب الأهلية، بما يساهم في تحقيق المصالحة الوطنية.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا