السودان.. جهود الوساطة الدولية والقارية تعود للواجهة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

الأزمة السودانية تعود إلى واجهة جهود الوساطة الدولية والقارية من جديد، الاتحاد الإفريقي دخل على خط المساعي الرامية إلى تسوية الأزمة السودانية،جهود الوساطة القارية بدأت بلقاء رئيس مجلس السيادة على أن تتلوها لقاءات مع القوى السياسية الأخرى، أما الجهود الدولية فقد تواصلت عبر الاستمرار في طرح المقترحات الأممية على الأطراف غير الحكومية.

الاتحاد الأفريقي على خط الوساطة

محركات الحلّ في السودان تنطلق بزخم دولي في محاولة لإنقاذ المرحلة الانتقالية ، والاتحاد الإفريقي يوفد مبعوثا إلى السودان للمساهمة في جهود الوساطة في البلاد، ويسلم البرهان رسالة خطية تتناول رؤية الاتحاد بشأن حل الأزمة.

الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة «يونيتامس» فى السودان، فولكر بيرتس، دعا أطراف الأزمة لإجراء مشاورات تحت مظلة الأمم المتحدة، تفضى لطاولة حوار مستديرة بين القوى السياسية في السودان.

من جهتها، أعلنت قوى الحرية والتغيير السودانية أنها قررت التعاطيَ بإيجابية مع المبادرة الأممية -التي لا تحوي أية تفاصيل بقدر ما هي دعوة للحوار بين الفرقاء-  لاستعادة المسار الديمقراطي. وقالت إنها ترى ضرورة لتحديد سقف زمني محدود للعملية السياسية. كما طالبت بأن تنأى المؤسسة العسكرية عن السياسة ودعت أيضا لإنشاء آلية دولية موسعة لإحداث اختراق في الأزمة الراهنة بالبلد، شريطة إنهاء «حالة الانقلاب» ووقفَ الانتهاكات ورفع حالة الطوارئ.

نقطة الخلاف الجوهرية

مرت الأزمة السودانية الراهنة بمراحل عدة؛ حيث كانت البداية بالاحتجاجات على نظام حكم البلاد 30 عاما، ومع تطورات الأحداث، ظهرت في المشهد مكونات جديدة، أدى تفاعلها إلى توافقات حكمت المرحلة الانتقالية، قبل أن تسوء العلاقات بين تلك المكونات.

الحديث عن الانتقال المدني الديمقراطي والعودة لمسار هذا الانتقال، لا يرغب فيه جنرالات الجيش، فهم يريدون تثبيت شرعية ما تم من إجراءات في الـ25 من أكتوبر الماضي وأن تصبح هذه الإجراءات هي المنصة التي يمكن أن يتأسس عليها تشكيل وزراء أو حكومة تكنوقراط، وبالتالي فهم لا يرغبون بالعودة إلى مشروعية أخرى تتأسس عليها الفترة الانتقالية وهذه هي نقطة الخلاف الرئيسية الآن.

بحسب الأكاديمي والمحلل السياسي المصري، حسن نافعة، فإن الأزمة السودانية دخلت منعطفا خطيرا بعد استقالة حمدوك. معربا عن أمله أن تتمكن كل القوى الحريصة على تأسيس دولة مدنية ديمقراطية في السودان من بلورة رؤية مشتركة لإدارة المرحلة الانتقالية، وإلا أصبحت الثورة في مهب الريح وسقطت كثمرة ناضجة في أيدي أعداء الديمقراطية على حد تعبيره.

أما وزير الصناعة السوداني السابق والقيادي في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، إبراهيم الشيخ، فأوضح أن جوهر الأزمة السودانية يتمثل في أن المكون العسكري هو من «انقلب على عقد الشراكة والوثيقة الدستورية، وأدخل البلاد في نفق مظلم».

تحركات أمريكية

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، مولى في، والمبعوث الخاص الجديد للقرن الأفريقي، ديفيد ساترفيلد، مرتقب وصولهما إلى الخرطوم وعلى أجندتهما لقاءات مع القوى السياسية الفاعلة والمؤيدين للديمقراطية وممثلات عن الشباب والنساء فضلا عن القادة العسكريين.

الرسالة الظاهرة من خلال هذه التحركات هي أن واشنطن ملتزمة بتمكين الشعب السوداني من حقه في الحرية والسلام والعدالة. إشارات يلتقطها السودانيين بإيجابية شريطة أن تستجيب لها القوى السياسية عبر تقديم بعض التنازلات من أجل التوصل لحلحلة الأزمة الحاصلة .

يبدو أن الولايات المتحدة تعول كثيرا على إخراج السودان من النفق المظلم، خاصة وأن السفارة الأمريكية بالخرطوم قد بدأت اتصالاتها في وقت سابق ببعض قادة لجان المقاومة القاعدية. مقابل هذه المساعي الدولية، تؤكد لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين وبعض الأحزاب رفضها لأي مفاوضات وطعنها في شرعية المكون العسكري كما تتعهد بمواصلة التصعيد الميداني.

ربما يعجبك أيضا