دماء على أرصفة الخرطوم.. دعوات لعصيان شامل والكيان الدولي يترقب

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

هاشتاج العصيان المدني الشامل يتصدر الأعلى تداولاً في السودان تزامناً مع دعوات لإضراب عام عقب مقتل 7 متظاهرين وإصابة العشرات في مظاهرات أمس بالسودان ضد العسكر، ودعوات لعصيان مدني شامل اليوم.. يشهد السودان بشكل أسبوعي مظاهرات حاشدة للمطالبة بالحكم المدني، وذلك بعد خطوات أحادية أقدم عليها المكون العسكري قبل أشهر.

فيما يستمر الغموض المحيط بماهية الاقتراحات الأممية بشأن السودان، وكذا بإمكانية أن يؤدي التفاوض عليها في نهاية المطاف إلى إقامة السلطة المدنية الديمقراطية التي تتوق إليها قطاعات واسعة من الشعب السوداني.

اتهامات متبادلة

حسب لجنة أطباء السودان وصل عدد القتلى في المظاهرات المستمرة إلى 71 منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 ، وتحدثت عن قمع المتظاهرين “بالرصاص الحي والقنابل الصوتية والقنص والضرب”.

يأتي هذا في وقت أكدت فيه الشرطة السودانية مقتل 7 أشخاص وإصابة 72 آخرين خلال مظاهرات الإثنين، متهمة الحراك الشعبي باللجوء إلى “العنف المنظم” ضد أفرادها ومراكزها. وفي تبريرها لسقوط هذا العدد من الضحايا، قالت الشرطة في بيان إن قيادتها “ناشدت قيادات الحراك الجلوس والتنسيق (للمظاهرات)، لكنها لم تجد استجابة”.

وأضافت: “بل قوبل ذلك بعداء مستحكم ومواجهات اتسمت بالعنف المنظم واستخدام (قنابل) المولوتوف (زجاجات حارقة) وتكتيك أشبه بالعسكري نتج عنها إصابات وقتل وطعن في وضع النهار”.

في المقابل، اتهمت قوى وأحزاب منها “قوى إعلان الحرية والتغيير-  الائتلاف الحاكم سابقاً” وحزبا “الأمة القومي” و”المؤتمر السوداني” الشرطة “باستخدام العنف وارتكاب المجازر” بحق المتظاهرين، داعية إلى “عصيان مدني” اليوم الثلاثاء.

وفد أمريكي لحلحلة الأزمة

حراك دولي لا يكاد يتوقف لحلحلة الأزمة في السودان. على غرار الجهود الأممية، تسعى واشنطن إلى لعب دور بارز من أجل تقريب وجهات النظر لمختلف الأطراف السودانية . لهذا الهدف يزور وفد أمريكي العاصمة السودانية الخرطوم للقاء أطراف عسكرية ومدنية في إطار الجهود الأميركية لحلحلة الأزمة.

ويضم الوفد مساعدة وزير الخارجية مولي فيي، والمبعوث الخاص الجديد للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد. وفي أجندة الزيارة لقاءات تهدف إلى دعم المبادرة الأممية التي أطلقت قبل أيام وترمي إلى عقد حوار مباشر بين مختلف الفرقاء المعنيين بالأزمة، وعقدت بالفعل لقاءات فردية لتحديد الأجندة ومحاولة وضع أسس مشتركة .

وفي الوقت الذي لقيت فيه المبادرة الأممية ترحيبا دوليا وإقليميا واسعا خاصة من طرف الولايات المتحدة وبريطانيا، أثارت جدلا ف السودان بين مرحب بها ومتحفظ عليها على رأسها قوى الحرية والتغيير التي أعلنت أنها ستتعاطى بإيجابية مع المبادرة لكنها شددت على أهمية تحديد سقف زمني لمجمل العملية السياسية وفقا لإجراءات واضحة.

أصدقاء السودان

في العاصمة السعودية، الرياض، عقد مجموعة «أصدقاء السودان» التي تطالب بإعادة الحكومة الانتقالية في البلاد بعد الانقلاب العسكري، بحضور ممثلين من كل من الإمارات، وأمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وجمهورية فرنسا، والسويد، والنرويج، بالإضافة إلى المسؤولين المعنيين من منظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ومجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي اجتماعا بشأن السودان الذي أكّد الالتزام بمواصلة جهود تحقيق الاستقرار الدائم في البلاد، وشدّد على ضرورة تنفيذ أجندة الإصلاحات وتقديم الدعم للسودان والبعثة الأممية هناك.

وناقش الاجتماع سبل تعزيز التنسيق المشترك لدعم كل الجهود التي تضمن الانتقال السلمي السياسي في السودان، بالإضافة إلى دعم جهود بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في جمهورية السودان (UNITAMS).

ومنذ أن عطّل الجنرال عبد الفتاح البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي استكمال انتقال السلطة إلى المدنيين عبر اعتقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وغالبية القادة المدنيين وتعليق عمل مجلس السيادة، يكثف الناشطون السودانيون المطالبون بحكم مدني ديموقراطي احتجاجاتهم في موازاة تصاعد العنف من قبل قوات الأمن بحق المتظاهرين .

ربما يعجبك أيضا