شبكات الجيل الخامس.. قطاع الطيران يدق ناقوس الخطر

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

عشية بدء تشغيل شبكات الاتصال من الجيل الخامس 5G في بعض المطارات الأمريكية، حذرت بعض شركات الطيران من خطورة ذلك على الملاحة الجوية، ما أثار التساؤلات حول سبب هذا التحذير ودوافعه.

رؤساء أكبر 10 شركات طيران أمريكية حذروا من اضطرابات كارثية في قطاعي النقل والشحن في حال تشغيل شبكات الجيل الخامس، كما هو مقرر دون وضع ضوابط لمحطات الإرسال الواقعة قرب مطارات الولايات المتحدة.

مخاوف من إجراءات السلامة الجوية

شركات طيران كبرى في الهند واليابان والإمارات، ألغت بعض رحلاتها إلى وجهات أمريكية وسط خطة لتشغيل شبكات الجيل الخامس “5G”  في بعض المناطق الأمريكية، وذلك بسبب مخاوف أن تؤثر في إجراءات السلامة الجوية بسبب أن النطاق الترددي “C-Band“.

وكان من المقرر إطلاق الجيل الخامس بدءاً من 19 يناير/ كانون الثاني 2022 بعد إرجاء ذلك مرتين في السابق. وتخشى شركات الطيران من تداخل إشارات شبكات الجيل الخامس مع موجات تردد أجهزة الملاحة الجوية، خاصة أثناء الظروف الجوية السيئة، فيما تقول شركات الاتصالات إن الخدمة آمنة.

تداعيات كارثية على قطاع الطيران

تقول الشركات: إن 4% من رحلات الطيران اليومية في الولايات المتحدة قد تتعطل بسبب ذلك. تبدو المشكلة وفقا لبيان الشركات في أن الترددات التي تستخدمها شبكة الجيل الخامس قريبة من الترددات التي تستخدمها أجهزة قياس الارتفاعات في الطائرات وهي التي تساعد في الهبوط ورصد تيارات الرياح الخطرة.

وطالبت الشركات بإبعاد أجهزة الجيل الخامس مسافة تصل إلى نحو 3 كيلومترات عن كل مطارات البلاد. في المقابل تجادل شركات الاتصالات بأن شبكة الجيل الخامس موجودة في نحو 40 دولة بدون مشكلات تذكر تتعارض مع الطيران.

في بداية العام الماضي، فازت شركتان أمريكيتان بعقود تقدر بنحو 80 مليار دولار لنشر شبكة الجيل الخامس في كامل الولايات المتحدة، غير أن إطلاق المشروع تم تأجيله لأكثر من مرة بسبب تحذيرات كتلك.

رهاب الجيل الخامس

منذ اختراع الهاتف في نهايات القرن الثامن عشر، سعى الإنسان إلى تطوير وسائل الاتصال ونقل المعلومات لما يمثل ذلك من مصادر أساسية للمعرفة والتقدم. هذا التطور شهد مراحل مختلفة، ولكن المرحلة الفارقة كانت في مطلع ثمانينات القرن الماضي، عندما نجحت اليابان في تشغيل نظام الجيل الأول من الاتصالات باستخدام موجات الراديو العادي والأنالوج، لإجراء الاتصالات الصوتية اللاسلكية.

تتميز شبكة الجيل الخامس عن مثيلاتها بسرعاتها الهائلة والتي تصل نظريا إلى نحو 20 جيجا في الثانية الواحدة كما أنها تستطيع ربط أكثر من مليون هاتف في الكيلومترمربع واحد مقارنة بـ 60 ألف هاتف في الكيلومتر مربع قدرة شبكة الجيل الرابع على الربط.

ليست هذه المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول شبكة الجيل الخامس، ففضلا عن اتهامات التجسس التي ألقيت على الصين أحد أبرز مزودي أبراج الخدمة، أثيرات عن الشبكة إشاعات عدة منها تسبب إشعاعاتها بالسرطان وتشبث فيروس كورونا في جسم الإنسان، وهو ما نفته منظمة الصحة العالمية وأكدت أنها آمنة صحيا لكن ذلك لا يمنع انتشار ما بات يعرف اليوم بـ«رهاب الجيل الخامس» وانتشرت بين المؤمنين به أساور وإكسسوارات يدّعي مروجوها أنها توفر حماية من أشعة الشبكة، وهو ما ثبت خطأها بل ذهبت إلى أن هذه الأساور والإكسسوارات هي بذاتها مشعة بشكل ضار وارتداؤها بشكل طويل قد يضر بالصحة.

ربما يعجبك أيضا