وسط ظروف صعبة.. الثلوج تفاقم معاناة النازحين السوريين

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

ستكون خيامهم باردة هذه الليلة، سيتسلل البرد إلى أجسادهم، كثيرون لن يناموا يحلمون بمنازلهم التي هجّرهم منها النظام وروسيا، هي ذات المعاناة منذ سنوات ولا جديد فيها. لم يبقَ لهم إلا خيمة وسماء وذكريات ضائعة وبعض الأمل، هنا تموت الإنسانية ويصرخ الموت خجلاً من موتهم.

الثلوج تفاقم معاناة المدنيين في مخيمات ريف حلب الشمالي، في ظل فقدان مقومات الحياة وتردي أوضاع المهجرين المعيشية وعدم قدرتهم على تأمين مواد التدفئة، لا سيما بعد أن تقلصت المساعدات المقدمة سواء من مفوضة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أو من الجمعيات والهيئات الإغاثية إلى الحد الأدنى.

أوضاع كارثية

لا تزالُ العاصفةُ الثلجية «هبة» التي ضربت الحوضَ الشرقي للبحر المتوسط تُواصل هبوبَها وتُلقي بتأثيراتها المناخية على عدد من الدول. أوضاع كارثية في مخيمات ريف عفرين شمالي حلب جراء العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة وأدت لقطع الطرقات ومحاصرة المدنيين وانهيار عدد من الخيام، في ظل أوضاع مأساوية يعيشها المدنيون وفقدانهم لمقومات الحياة ومواد التدفئة.

“برد كتير جوا الخيمة من دون ما ينزل تلج، والله تجمدنا اليوم وطلعنا أنا وأخي نزيح التلج لنخفف شوي من البرد”.. صرخة مكلوم من داخل مخيمات النازحين السوريين لعلها تجد قلوبا رحيمة ترق لحالهم وتقدم لهم يد العون والمساعدة.

ضربت العاصفة الثلجية مخيمات النازحين لتحول موسم الفرح بالزائر الأبيض إلى أزمة باتت تتكرر في كل عام. نحو 20 مخيما للنازحين السوريين في عفرين تضررت جراء المنخفض الثلجي الذي ضرب المنطقة خلال الساعات الماضية، وأحدثت أضرارا مما زاد من معاناة النازحين الذين يقدر عددهم – حسب منظمات محلية- بأكثر من مليون ونصف المليون نازح.

 وناشدت منظمة “منسقو الاستجابة” الجهات المانحة تقديم الدعم العاجل والفوري للنازحين في المخيمات والتجمعات شمالي غربي البلاد.

مشاهد تدمي القلوب

FJd7r2NWYAYZWfU

أصعب أنواع الأسى موجود حالياً بكل خيمة، كارثة حقيقية تضرب مخيمات الشمال السوري، والعازل الوحيد لأطفالهم هو خيمة قماشية، مع انعدام كل وسائل التدفئة. مآسٍ تتوالى على أكثر من 1.5 مليون إنسان يعيشون في الخيام حتى أصبحت حياتهم كأنها الجحيم. مشاهد مؤلمة من مخيمات النازحين في شمال سوريا بعد أن تسببت الثلوج الكثيفة بسقوط العديد من الخيم، تقدر بأكثر من 1820 خيمة في مخيمات شمال غرب سوريا لأضرار، 920 منها هدمت بالكامل، جراء العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة منذ يومين.

صور وفيديوهات مخيمات الشمال السوري التي أغرقت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تدمي القلب، أطفال شبه متجمدين، نساء وشيوخ يتراقصون من البرد، خيم تتطاير إثر العاصفة الثلجية، وثمة من يتجهم في وجه المبعوث الدولي، وآخر يثني عليه.

وحل، وطين، وبرد”: تلخيص لحياة النازحين في الشمال السوري، الأطفال هناك لا يحلمون بمدرسة وألعاب ولا ببيت داف!

أحلامهم بسيطة؛ أحذية غير ممزقة تحمي أقدامهم من صقيع الشتاء، وطين المخيمات! أحلامهم؛ خيمة تقيهم بَرَدَ الشتاء وثلوجه! أحلامهم؛ لقمة تسدّ جوعة بطونهم، ودواء يهدئ أوجاعهم!

الولاد ما بيتحملوا معانا بهالبرد الصبح بتلاقونا ميتين”. “تعبت.. عِمت عيوني من البكاء.. مُسنة مُهجّرة تبكي حالها وأبٌ يصف سوء حال مخيمات الشمال السوري بعد عاصفة ثلجية أجبرت كثيرين على البقاء في العراء.

الخوذ البيضاء.. جهود تتواصل

لليوم الثالث تواصل فرق الخوذ البيضاء  العمل على تجريف الثلوج في ريف حلب الشمالي، وتمكنت اليوم (الخميس) ، من فتح طرقات واصلة إلى مخيمات وقرى في ريف مدينتي أعزاز وعفرين وتستمر بالعمل لتسليك جميع الطرقات المغلقة في المنطقة بسبب تراكم الثلوج.

الدفاع المدني السوري وعبر صفحته الرسمية بتويتر قال إن الثلوج الكثيفة فاقمت معاناة المدنيين في مخيمات ريف حلب الشمالي، حيث أصبحت الأوضاع كارثية في مخيمات ريف عفرين جراء العاصفة الثلجية التي أدت لقطع الطرقات ومحاصرة المدنيين وانهيار عدد من الخيام.

على مدى أحد عشر عاما هي عمر الثورة السورية تتكرر معاناة السوريين في المخيمات، العواصف الثلجية تدمر الخيام وتحاصر المخيمات وتمنع وصول الطعام والماء لها، والأمطار الغزيرة تغرق تلك الخيام، فيما يبقى العالم ينظر إلى مأساة المدنيين دون أي تحرك لإنهائها، والتي يجب أن تبدأ بمحاسبة المجرمين ممن هجر هؤلاء المدنيين وقصفهم، ثم إجراء حل سياسي يضمن عودة النازحين واللاجئين بشكل آمن إلى قراهم ومنازلهم.

ربما يعجبك أيضا