الانتخابات الفرنسية.. ماكرون في مواجهة اليمين المتطرف

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

في أبريل القادم، سيتحدد وجه الرئيس الفرنسي الجديد، ومع دنو موعد الانتخابات، يعيش الفرنسيون حرارة المنافسة بين المرشحين، إذ تظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة ستكون محصورة بين إيمانويل ماكرون ومرشحي اليمين.

لا يبدو أن الفرنسيين محكومون بمواجهة عقيمة بين ماكرون ومارين لوبان بحسب ما كررته وسائل الإعلام مرارا. إذ بمجرد أن دخلت اللعبة فاليري بيكريس مرشحة حزب “الجمهوريون”، كأول امرأة تمثل اليمين في انتخابات رئاسية في فرنسا، قلبت أرقام استطلاعات الرأي. 

مشهد سياسي جديد

وفق تقرير لفرانس برس، يرى محللون سياسيون أنه لأول مرة منذ عام 1945، يشكل اليمين المتطرف أغلبية داخل اليمين.

ومنذ عام 1965، أجريت عشر انتخابات رئاسية في فرنسا، كان اليمين المعتدل دائما يشكل فيها الأغلبية في الدور الأول من السباق الرئاسي. إذ يظهر مجموع الأصوات لمرشحي اليمين، أن اليمين كان في الأقلية مرة واحدة فقط وذلك في عام 1981 (49.2 بالمئة)”.

ففي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حققت فرنسا اليمينية الأغلبية المطلقة في أعوام 1965 و1969 و1974 و1988 و1995 و2002 و2007 و2012 وفي عام 2017 ، كانت الأغلبية نسبية لأن الناخبين في هذه الحالة الذين صوتوا لإيمانويل ماكرون لا يمكن عدهمسواء على اليمين أو اليسار.

ويفشل اليمين في الدور الثاني بسبب الانقسام الذي تحدثه الجبهة الوطنية داخل اليمين. لكن اليمين الحكومي الذي مثله الرئيسانالسابقان، نيكولا ساركوزي وجاك شيراك، كان دائما أقوى من اليمين المتطرف.

غير  أنه في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، استطاعت مارين لوبن، اليمينية المتطرفة، إحداث المفاجأة، بوصولها إلى الدور الثاني. وهوالسيناريو الذي نتوقع حدوثه في انتخابات 2022. اليوم، وبحسب استطلاعات الرأي الحالية، فإن أكثر من 50 بالمئة من الأصوات تميللليمين، و70 بالمئة منها لصالح اليمين المتطرف. وهو أمر جديد على المشهد السياسي في فرنسا.

نقاط القوة 

 يظهر أن إدارة الوباء هي إحدى نقاط قوة ماكرون، إذ تعتقد أغلبية واضحة (57%) أن لا أحد منمنافسيه يستطيع تقديم أداء أفضل منه في هذا المجال.

ومن بين معارضي ماكرون، الذي لم يعلن بعد ترشحه رسمياً لرئاسيات أبريل، تحقق مرشحة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان، بلاء حسناً، إذ يعتقد 25% من الفرنسيين أنها ستكون أفضل من ماكرون، واعتبر 22% أنها ستكون أفضل على مستوى الأمن، متقدمة على اليميني المتطرف، إريك زمور (14%)، وفاليريبيكريس (13%)، وفق استطلاع رأي أجراه، المعهد الفرنسي للرأي العام.

الشك في مصداقية لوبان 

 في المقابل، لا يزال الشك في مصداقية لوبان يثقل كاهلها، إذ يقتنع 48% من الفرنسيين بأنها، إذا تم انتخابها، ستكون أسوأ من رئيسالدولة الحالي، بينما اعتبر 27% أنها لن تكون لا أفضل ولا أسوأ. 

ووفق صحف فرنسية، الذي أوضحت أنه على هذا الأساس تفوز رئيسة التجمع الوطني في مبارزتها مع زمور، إذ يُقدِّر 18% فقط أنالمجادل سيكون أفضل من ماكرون، في حين حكم 54% بأنه سيحقق نتائج أقل. بيكريس. 

منافس شرس 

 وتظل فاليري بيكريس، أول مرشحة امرأة في تاريخ حزب «الجمهوريين»، ممثل اليمين التقليدي في فرنسا، أكثر خصوم ماكرون شراسة،إذ ترى أقلية فقط (30%) أن أداءها سيكون أقل جودة من ماكرون، في حين اعتبرت غالبية من شملهم الاستطلاع (53%) أنها لن تكون لاأفضل ولا أسوأ.

وفي المجال الاقتصادي، اعتُبرت مرشحة حزب «الجمهوريين» أكثر مصداقية من منافسيها، إذ يعتقد 16% أنها ستكون أفضل منماكرون، مقابل 12% لمارين لوبان، و6% فقط لإيريك زمور. وتعتبر بيكريس، بحسب «لُوجُورْنَالْ دُو دِيمُونْشْ»، إلى حد بعيد الأكثر قدرةعلى الفوز على ماكرون في عام 2022، إذ يعتقد 46% من المشاركين في الاستطلاع أنها تستطيع هزيمته، ويؤمن الكثيرون بفرصها؛85% من المتعاطفين مع حزب «الجمهوريين»، وأيضا 46% من المتعاطفين مع حزب «التجمع الوطني»، وكذلك في اليسار؛ 46% منالمتعاطفين مع الحزب الأخضر الأوروبي، و45% من الاشتراكيين.

ربما يعجبك أيضا