معارك اليوم الثالث.. داعش تحاول إخلاء سبيل أعضائها وقوات قسد تصد الهجوم

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

يستمر القتال لليوم الثالث على التوالي في شمال شرق سوريا بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المسؤولة عن سجن غويران الذي يضم أكثر من ثلاثة آلاف من المشتبه بهم من أعضاء التنظيم.

لا تزال تداعيات هجوم تنظيم داعش على سجن غويران في الحسكة مستمرة، خصوصاً وأن مراقبين أكدوا أنه رسالة من التنظيم لإثبات وجوده في المنطقة.

فبعدما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التابعة للأكراد، إعادة السيطرة بشكل كامل على المكان رغم وجود بعض العناصر المنفلتة في أحياء قريبة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات الدواعش فروا من السجن غويران وانتشروا في محيطه ومناطق قريبة منه.

عودة التنظيم

بداية الهجوم كانت عند ساعات المساء الأولى من يوم الخميس، حين اقترب عناصر من خلايا داعشية نائمة في المنطقة وفجّرت عربات مفخخة بالقرب من الباب الرئيسي للسجن بعد تسللهم لمحيط السجن من حي الزهور جنوبي الحسكة، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية المسؤولة عن الحماية والدواعش خارجه.

واستهدف عناصر التنظيم خزانات الوقود، وصهاريج محروقات لتمويه طائرات التحالف بالدخان ومنع ملاحقتهم. في هذه الأثناء، بدأ عصيان آخر داخل مهاجع السجن، حيث أحرق إرهابيو داعش المعتقلين الأغطية والمواد البلاستيكية.

فيما أدت الاشتباكات إلى سقوط قتلى وفرار عدد من عناصر داعش إلى حي الزهور القريب واختبائهم في منازل المدنيين.

الرد السوري

أدانت الحكومة السورية الأعمال التي أدت إلى نزوح آلاف المواطنين السوريين في محافظة الحسكة وزيادة معاناتهم وطالبت بانسحاب القوات الأمريكية من شمال سورية الشرقي والقوات التركية من شمال سورية الغربي ومجلس الأمن بالتصدي لمسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين الأبرياء معتبرة أن ما تقترفه القوات الأمريكية وميليشيات (قسد) أعمالاً ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. بحسب وكالة الأنباء السورية.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان تلقت (سانا) نسخة منه اليوم حول جرائم (قسد) والولايات المتحدة بحق المدنيين السوريين في الحسكة: ارتكبت عصابات (داعش) و(قسد) خلال الأيام القليلة الماضية مجازر بحق المدنيين وتدميراً هائلاً في البنى التحتية بمحافظة الحسكة، وقد شاركت قوات الاحتلال الأمريكي وخاصة سلاح الطيران بشكل همجي في هذه الجرائم التي راح ضحيتها المدنيون الأبرياء بمن فيهم كبار السن والأطفال والنساء من أبناء هذه المحافظة التي عانت الكثير خلال السنوات الماضية نتيجة للممارسات الدموية لهذه الأطراف.

نزوح الآلاف

تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا عن سقوط أكثر من 85 قتيلا، بينهم 5 مدنيين، إثر الاشتباكات المتواصلة في المنطقة.

وتسببت المعارك بنزوح مئات المدنيين من الأحياء المحيطة بمناطق الاشتباكات، ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول عن النازحين والمخيمات في الإدارة الذاتية الكردية شمال شرقي سوريا قوله إن “الآلاف غادروا منازلهم القريبة من سجن الصناعة إلى مناطق يتواجد فيها أقاربهم ولن يعودوا إلى منازلهم قبل عودة الأمن إلى المنطقة”.

من جهتها نقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن الخارجية السورية قولها إن الاشتباكات “أجبرت آلاف الأسر والعائلات على الرحيل مع أبنائها من منازلها بحثاً عن ملاذات آمنة في المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية”، مضيفة أن هذه الأسر تلقت “العناية العاجلة”.

ونفى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، ما تردّد عن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على سجن غويران في الحسكة شمال شرقي سوريا، مؤكّدًا أنه لا يزال في قبضة تنظيم “داعش” بعد الهجوم عليه.

وقال عبد الرحمن، السبت، إن 150 داعشيًّا فرّوا من السجن فور عملية الهجوم، لافتًا إلى إعادة القبض على 130 منهم، فيما أدّت الاشتباكات التي اندلعت على إثر الهجوم إلى مقتل 45 داعشيًّا.

وأشار إلى أن عناصر “داعش” احتجزوا عددًا من العاملين في السجن كرهائن، وقال إنه لا يُعرف حتى الآن مصير هؤلاء الرهائن.

ولفت إلى أنّ قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي (تقوده الولايات المتحدة)، تواصل البحث عن الفارين من السجن، مشيرا إلى تنفيذ ضربة جوية على مبنى في محيط السجن يعتقد أنه يؤوي عناصر من “داعش”.

ويعد غويران أكبر سجن من بين عدة سجون معروفة علنا أن قوات سوريا الديمقراطية تحتجز فيها الآلاف من مقاتلي “داعش”.

وسيطر تنظيم “داعش” على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، حتى طرد من هذه الأراضي بين عامي 2017 و2019 على يد عدة قوى، من بينها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن العراقية، لكن خلايا التنظيم تواصل شنّ هجمات في كلا البلدين. وهذه هي المرة الثانية منذ ديسمبر الماضي، التي يهاجم فيها تنظيم “داعش” السجن في محاولة للإفراج عن سجناء من أعضائه.

ربما يعجبك أيضا