مركز فاروس: ميزان القوى الجوية بأفريقيا وأثره على مكافحة الإرهاب

يوسف بنده

رؤية

أفريقيا قارة محورية، تمتلك نظريًّا الأسس التي تستطيع من خلالها تحقيق الرفاهية والأمان لشعوبها، وذلك بصلابة ما يمكن أن نطلق عليه “أركان الارتكاز للقارة الأفريقية” المتمثلة في أربع دول رئيسية وهم: مصر التي تمثل الارتكاز الشمالي للقارة والتي تمتد في بعض الأحيان بقوتها الكامنة لعمق القارة، وجنوب أفريقيا محور ارتكاز الكتلة الجنوبية للقارة، ونيجيريا الارتكاز الغربي، وإثيوبيا ارتكاز القرن الإفريقي.

تلك القوى الأربع تمثل بثِقلها السكاني بالأساس مدفوعة بقدراتها الاقتصادية وجذورها الحضارية أركان الاتزان الأربع لحدود القارة.

وفي تقرير نشره مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، كتب أحمد عادل الباحث المتخصص في شئون الدفاع والأمن، حول العلاقة بين تشكيل الجيوش القوية في أفريقيا ومكافحة الإرهاب: إن انعكاسات سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دول القارة، قد أثر بشكل مباشر على بناء جيوش وطنية قادرة على حماية أمن تلك الدول ومقدراتها من أي تهديدات، تلك الجيوش وعلى الرغم من توافر المقومات لدى بعض بلدانها سواء الإمكانيات الاقتصادية والبشرية التي تمكنها من أن تصبح قوة مؤثرة في محيطها مثل نيجيريا وإثيوبيا، لم تستطع أن تصل إلى تلك المؤسسية التراكمية التي تصل في النهاية لهيكل قوة متكامل يؤدي دوره بكفاءة في صون مقدراتها، ومساعدة جوارها الإقليمي في الأزمات والصراعات المتعددة والممتدة، وقد نرى بأن الاستثناء من ذلك يتمثل في كل من مصر والجزائر اللتان استطاعتا لعقود أن ترسخا لقوات مسلحة احترافية لديها كافة عناصر القوة القتالية التي تمكنها من تنفيذ مهامها بشكل متكامل ومنظم بشكل منفرد أو بالتعاون مع جيوش مجاورة أو صديقة.

لذا فإن الناتج الطبيعي هو بيئة خصبة للغاية لتوطن التنظيمات الإرهابية بشكل واسع في مختلف القارة الأفريقية وتحديدا في المحيط الاستراتيجي لدول الارتكاز إن لم يكن بداخلها، مصحوبا بتوغل تنظيم داعش في القارة وصراعه مع أفرع تنظيم القاعدة والتنظيمات المتشددة الأخرى سعيا منه للانفراد بالنفوذ الأوحد في أفريقيا، وهذا ما أدى لأن أصبح النشاط الإرهابي معقدا للغاية من حيث نمطه وانتشاره وسيولته بين بعض حدود دول القارة ضعيفة القدرات الأمنية والعسكرية، ما أدى لعدم قدرة تلك الدول ومن خلفها الحلفاء الدوليين العاملين منذ سنوات على محاربة الإرهاب بتلك المناطق، والسيطرة وحصر تلك النشاطات الإرهابية، وهو ما ترتب عليه استشراء تلك الحركات وأنشطتها في دول كانت قد انتهت من وجود تلك التنظيمات.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا