استقالة المرأة الحديدية.. إخوان تونس يستغلون غياب نادية عكاشة عن المشهد

محمود

رؤية – كريم بن صالح

أثارت استقالة مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة من مهامها أمس (الإثنين) العديد من التساؤلات ونقاط الاستفهام ف حين عبرت حركة النهضة الإسلامية وحلفائها عن سعادتهم بفرار الاستقالة مروجين الكثير من الإشاعات حولها.

ولعل سبب ابتهاج قيادات النهضة وطابورها الخامس بقرار نادية عكاشة تقديم استقالتها يعود لدور هذه المسؤولة البارزة التي تلقب بـ”المرأة الحديدة” داخل قصر قرطاج في إنجاح إجراءات 25 يوليو والقضاء على هيمنة الحركة الإسلامية على أجهزة الدولة التونسية.

وعمدت الأذرع الإعلامية للحركة وخاصة ما يعرف ” بذبابها الأزرق” على صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك إلى ترويج الكثير من الشائعات حول وجود خلافات بين عكاشة ووزير الداخلية توفيق شرف الدين وان هنالك شقوقا في قصر قرطاج.

بل وصل الأمر بحركة النهضة وأبواقها الإعلامية للقول بأن عائلة الرئيس تدخلت لصالح قرارات وزير الداخلية توفيق شرف الدين ونفوذه على حساب نادية عكاشة وكذلك الربط بين المكالمة الهاتفية التي جمعت سعيد بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وبين قرار الاستقالة.

ورغم أن الرئيس قيس سعيد لم يعلق على قرار الاستقالة لكن مصادر تتحدث عن محاولات ربما سيتخذها سعيد لإقناع عكاشة بالتراجع عن موقفها في خضم المرحلة الحساسة الحالية التي تستوجب كل الجهود لإخراج البلاد من أزماتها خاصة الاقتصادية منها.

ويرى مراقبون أن نادية عكاشة تمكنت من تحقيق نفوذ كبير في قصر قرطاج ما جعلها خلال الفترة الماضية جنبا إلى جنب مع الرئيس خلال استقباله رؤساء الدول أو في اجتماعات مجلس الأمن القومي التي ضمت قيادات من الجيش ووزارة الداخلية.

وبل تقول العديد من المصادر ان نادية عكاشة لعبت دورا محوريا للغاية في ملاحقة مسؤولين وقيادات في الدولة على علاقة بأخطبوط حركة النهضة والعمل على كشف حقيقة الجهاز السري للحركة الإسلامية.

وكثف الإسلاميون من ضغوطهم على نادية عكاشة في الفترة الأخيرة في محاولة لإحداث انقسام في مؤسسة الرئاسة لكن مديرة الديوان الرئاسي ترفض الظهور الإعلامي أو الرد على الانتقادات التي تطالها بين الحين والآخر.

علاقة نادية عكاشة بضباط في الداخلية

لكن ما أثار الكثير من التساؤلات ما تردد بشان علاقة نادية عكاشة بضباط في وزارة الداخلية تم فرض التقاعد الوجوبي عليهم.

وكشفت وكالة رويترز وفق مصدر سياسي رفض الكشف عن اسمه أن عكاشة خيرت الاستقالة بعد قيام وزير الداخلية بإحالة 6 ضباط على التقاعد الوجوبي.

بدوره كشف الناشط الإعلامي برهان بسيس في مداخلة بإذاعة ” الديوان” الخاصة ان “نادية عكاشة استقالت بعد إحالة ضابطين في الداخلية مقربين منها على التقاعد الوجوبي وهما كمال القيزاني وعبد القادر بن فرحات”.

وتابع برهان بسيس ” نادية عكاشة عبرت عن رفضها لقرار الإحالة ولجأت إلى الرئيس لكن قيس سعيد أجابها أن الأمر من صلاحيات وزير الداخلية”.

وقال بسيس ” كمال القيزاني وعبدالقادر بن فرحات لعبا دورا هاما في إجراءات 25 جويلية من خلال اتصالاتهما مع العديد من الكوادر الأمنية لإنجاح الإجراءات”.

ويرى مراقبون إن هذه التخمبنات مفهومة في ظل قيام نادية عكاشة بكشف الأسباب التي دعتها للاستقالة وأهمها ” وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة بالمصلحة الفضلى”.

لكن عكاشة لم توضح بالتحديد حقيقة هذه الاختلافات في وقت شهدت فيه مؤسسة الرئاسة العديد من الاستقالات خلال السنتين الماضيتين.

ويرى مراقبون أن رئاسة الجمهورية التونسية قادرة على تعويض نادية عكاشة بشخصية أخرى يمكنها ان تلعب في المرحلة المقبلة دورا هاما لإنجاح سياسات الرئيس قيس سعيد ومواجهة خطر الإسلام السياسي الذي يعيش حالة من لعزلة السياسية والشعبية.

ولا يزال الرئيس قيس سعيد والمحيطون به يحظون بثقة وتأييد شعبي كبير رغم الشائعات المتداولة وهو ما تؤكده جل استطلاعات الرأي في البلاد.

ربما يعجبك أيضا