أمريكا تحبس أنفاسها.. عاصفة «مرعبة» تُوقف الرحلات والقادم أسوأ

عاطف عبداللطيف

رؤية

ألغت شركات الطيران الأمريكية آلاف الرحلات الجوية، اليوم (السبت) بسبب عاصفة شتوية مصحوبة برياح قوية وثلوج غزيرة عبر شمال شرق ووسط المحيط الأطلسي، وسط توقعات بأن تغطي عدة بوصات من الثلوج المدن الرئيسية.

ويتوقع أن تضرب العاصفة مناطق نيو إنجلاند وشمال شرق البلاد بما في ذلك مدينتي نيويورك وبوسطن. وأعلن حكام ولايات (ماريلاند وماساتشوستس ونيوجيرسي ونيويورك) حالة الطوارئ، ونبهوا إلى احتمال انقطاع الكهرباء وحثوا السكان على إخلاء الطرق، اليوم السبت، مع اقتراب عاصفة ثلجية قد تكون واحدة من أقسى العواصف في السنوات الأخيرة.

وقال حاكم ماساتشوستس، تشارلي بيكر، في مؤتمر صحفي: “ستكون عاصفة عاتية، واحدة من أعتى العواصف التي شهدناها في السنوات الماضية على الأرجح. وتوقع “بيكر” أن يكون الانتقال على الطرق شبه مستحيل، وحث الجميع على البقاء في منازلهم اليوم وغدًا قدر المستطاع”.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في تحذير، إن نهر نورستر ستنتج عنه عواصف ثلجية خطيرة وسيجعل السفر “شبه مستحيل”. وأفادت خدمة تتبع الرحلات، إلغاء نحو 4900 رحلة جوية أمريكية بين الجمعة والأحد.

وأعلن حاكما “نيويورك” و”نيوجيرسي” حالة الطوارئ، بينما أعلنت رئيسة بلدية بوسطن، ميشال وو، حالة طوارئ مرتبطة بالثلوج في مدينتها. وناشدت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوشول، في بيان: “ابقوا في منازلكم الليلة وخلال عطلة نهاية الأسبوع وتجنبوا السفر غير الضروري”.

بدأت شركات الطيران الأمريكية في إلغاء أكثر من 2000 رحلة بشكل استباقي قبل عاصفة شتوية قاسية من المتوقع أن تتسبب في سقوط ما يصل إلى 71 سم (28 بوصة) من الثلوج في بعض المناطق في شمال شرق الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

“الشركات الأمريكية” اتخذت هذه الخطوة الاستباقية، للتنبيه على عملائها لترتيب رحلاتهم، وبخاصة أن العاصفة المزمع هبوبها في نهاية الأسبوع الجاري من المتوقع أن تستمر لعدة أيام، وفقًا لمركز معلومات مطار بيتسبرج الدولي.

المخاوف من العاصفة الثلجية في أمريكا، أصابت الكثير من الأمريكيين بالذعر، وذكرت “رويترز”، أن الساعات القليلة الماضية، شهدت تهافتًا من المواطنين على شراء السلع الغذائية تحسبًا لأي طارئ.

أبرز العواصف الثلجية التي شهدتها أمريكا، عبر تاريخها:

العاصفة الثلجية الكبرى

في عام 1888، جلبت العاصفة من 40 إلى 50 بوصة من الثلج إلى كونيتيكت وماساتشوستس ونيوجيرسي ونيويورك، وأودت بحياة أكثر من 400 شخص. ودفنت “العاصفة الثلجية الكبرى” منازل وسيارات وقطارات وكانت مسؤولة عن غرق 200 سفينة جراء رياحها العنيفة.

العظمة الأبلاش الكبرى

في 24 نوفمبر 1950، دحرت عاصفة فوق كاروليناس في طريقها إلى أوهايو جلبت معها أمطار غزيرة ورياح وثلوج، وخلفت العاصفة ما يصل إلى 57 بوصة من الثلج، وتسببت في وفاة 353 شخص وأصبحت دراسة حالة استخدمت فيما بعد لتتبع وتوقع الطقس.

الإعصار الأبيض

تعد العاصفة الثلجية الأكثر شهرة لرياح قوة الإعصار وما زالت أعنف كارثة طبيعية تضرب منطقة البحيرات العظمى في الولايات المتحدة. وضربت العاصفة في 7 نوفمبر 1913، مما تسبب في 250 حالة وفاة ورياح معبأة على مدار 60 ميل في الساعة، لقرابة اثنتي عشرة ساعة.

عاصفة ثلجية 1996

توفي أكثر من 150 شخصًا خلال العاصفة التي ضربت الساحل الشرقي للولايات المتحدة في الفترة من 6 إلى 8 يناير من 1996، كما تسببت العاصفة الثلجية والفيضانات اللاحقة في خسائر قدرت بـ4.5 مليار دولار في الممتلكات.

يوم الهدنة عاصفة ثلجية

في 11 نوفمبر 1940، ما كان يسمى وقتئذ “يوم الهدنة”، هبت عاصفة ثلجية قوية ممزوجة بالرياح الشديدة لإحداث ثلوج 20 قدمًا عبر الغرب الأوسط، وتسببت في مقتل 145 شخصًا وآلاف الماشية.

عاصفة  «كنيكر بوكر»

على مدى يومين في أواخر يناير 1922، سقط ما يقرب من ثلاثة أقدام من الثلج عبر ميريلاند وفيرجينيا وواشنطن وبنسلفانيا. وكان الثلج ثقيلًا وأدى إلى انهيار المنازل والأسقف وسقف مسرح نيكربوكر الشهير في واشنطن، وأسفرت العاصفة عن مقتل 98 شخصًا وإصابة 133 آخرين.

العاصفة الكبرى 1975

راكمت العاصفة الشديدة ثلوجًا أكثر من قدمين فوق الغرب الأوسط على مدار أربعة أيام في يناير 1975، أيضًا أنشأت 45 إعصارًا، وكانت الثلوج والأعاصير مسؤولة عن مقتل أكثر من 60 شخصًا وبلغت تلفيات الممتلكات 63 مليون دولار.

العاصفة الثلجية الكبرى 1899

كانت العاصفة الثلجية المدمرة ملحوظة لكمية الثلوج التي أنتجتها (20 إلى 35 بوصة) بالإضافة إلى المكان الذي تضرب فيه بشدة فلوريدا ولويزيانا وواشنطن. وتعتبر المناطق الأمريكية الجنوبية ليست معتادة عادة على مثل تلك الكمية الكبيرة من الثلوج آنذاك.

شيكاغو بليزارد 1967

ألقت العاصفة التي ضربت في 26 يناير، 23 بوصة من الثلوج على شمال شرق إلينوي وشمال غرب ولاية إنديانا، مما أدى إلى إغراق 23 بوصة من الثلوج. وتسببت العاصفة في إحداث دمار في أنحاء مدينة شيكاغو، تاركة 800 حافلة تابعة لشركة شيكاغو ترانزيت و50 ألف سيارة في جميع أنحاء المدينة.

ربما يعجبك أيضا