انفجارات الصومال.. هل تعود «الشباب» إلى المشهد مجدداً ؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

استهداف تجمع وثكنة عسكرية للقوات الصومالية بتفجيرين نفذه مقاتلو حركة “الشباب” في مدينتي مركا وبولومرير بولاية شبيلي السفلى جنوب الصومال، وأنباء عن وقوع خسائر في صفوفهم. مقاتلو حركة “الشباب” يغيرون على قاعدة عسكرية للقوات الصومالية في مدينة أفمدو بولاية جوبا جنوب البلاد.

حركة “الشباب” الصومالية تكثف هجماتِها في الصومال، فهل تتجه الصومال إلى حرب أهلية؟ وهل تعود الحركة المتطرفة التي تتبع سياسة الإرهاب وإفشال عودة الصومال للسلم، إلى المشهد مجددا مستغلة الفوضى الأمنية التي تشهدها البلاد؟

نزيف متوصل

انفجار مروّع، وإخفاق تلو الآخر، والنزيف مستمر، ومأساة تتجدد في ظل سياسيين انتهازيين لا يهمهم سوى المناصب والكراسي في الصومال، الذي تحتل حركة “الشباب” مناطق عديدة، ومع ذلك لا يتحرك الجيش لقتالها في مشهد مربك للساسة والمحللين.

يحدث هذا في الصومال فقط، حيث أرسل الرئيس الصومالي، محمد عبدالله فرماجو، قوات خاصة إلى مدينة بلدوين، بينما يعبث تنظيم “داعش” في سوق بكارا في مقديشو، أكبر سوق في شرق إفريقيا، مجبرا على التجار إغلاق السوق أو دفع ضرائب إليه شهريا!

فرض إتاوات

صومال

مستفيدة من الوضع السياسي المتأزم والتراخي الأمني، تشتد قبضة الحركات المتطرفة في العاصمة مقديشو. بعد حركة “الشباب” التي أرهقت الصومال وباتت حجر عثرة أمام بناء الدولة، ها هي “داعش” تتمدد وتفرض إتاوات على المحال التجارية والشركات مما أدى إلى إغلاق كامل لسوق بكارا أكبر سوق في الصومال.

في الوقت الذي يعاني فيه أصحاب المتاجر والشركات من دفع الضرائب لكل من الحكومة وحركة الشباب وتنظيم داعش، يكتفي الرئيس الصومالي بالتعبير عن قلقه من سيطرة “داعش” على الموارد المالية في العاصمة!

متى تنتهي الانتخابات ؟

تمتد معاناة الصوماليين إلى فشل السلطات في تنفيذ جدول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لأكثر من 5 مرات خلال عام ونصف، دفع بالإدارة الأمريكية إلى التلويح بعقوبات ضد كل الأطراف التي تعرقل الاتفاق بشأنها.

التهديد الأمريكي بفرض عقوبات، رسالة وجرس إنذار للفاعلين السياسيين من مغبة الفشل في الانتهاء من الانتخابات وفق ما تم التوافق بشأن خلال المؤتمر التشاوري في التاسع من يناير الماضي بين رئيس الحكومة الصومالية محمد حسين روبلي ورؤساء الولايات الفيدرالية الخمس المنعقد في العاصمة مقديشو، ومخاوف من عودة البلاد إلى الفوضى وسيطرة الجماعات المتطرفة على مقاليد الحكم في البلد الذي يعاني أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة.

أكبر خدعة

الذين يؤمنون بأن الصومال نالت استقلالها منذ عام 1960، فهم مخطئون، إذ لا يزال البلد يرزخ تحت الاستعمار الفكري والعسكري والسياسي والاستغلالي، فأحد أنواع الاستعمار التي تطبق في الصومال اليوم هو الاستعمار المعاصر وهو الذي يكون فيه المستعمرون وأتباعهم المحليون متخفين أو غير ظاهرين للعيان.

لذلك من أبرز نقاط القوة التي تتمتع بها حركة «الشباب» قدرة أفرادها على التخفي والانخراط داخل المجتمع، فتراهم كـ”الحرباء”، فتراهم يعملون في الدوائر الحكومية ويتسلمون مناصب في الدولة، وهو ما يثير التساؤل: كيف يمكن كشفهم؟

ربما يعجبك أيضا