معرض القاهرة للكتاب.. عالم المهاجرين وحكاوي المحروسة وسؤال الهوية

شيرين صبحي

رؤية – شيرين صبحي

“هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل”، هو شعار معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 53، والتي يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة، وتضم 879 جناحًا، وتحل دولة اليونان ضيف الشرف.

ارتبطت الهوية المصرية بالمكان والزمان، وفي ظل المتغيرات التي تطرأ كل يوم، كيف سيكون شكل المستقبل، وكيف يمكننا الحفاظ على هويتنا في ظل تغيرات المستقبل؟

سؤال الهوية ومناحي الحياة المختلفة هو محور مجموعة من الندوات، التي تناقش الهوية في الأدب، وفي الفنون التشكيلية، وكذلك مناقشة الهوية المصرية والعربية بعد المتغيرات التي حدثت في المنطقة.

وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، أكدت أن اختيار “الهوية” كشعار للمعرض يأتى فى إطار خطة الدولة للتنمية المستدامة “رؤية مصر 2030″، والتي يمثل بناء الإنسان أحد محاورها، مشيرة إلى أن شعار الهوية يؤكد أن الشعوب التي تعرف هويتها هي القادرة على بناء حاضرها ومستقبلها.

“انتصار الهوية المصرية”، هو عنوان المؤتمر الذي نظمه المعرض، وتناول كافة التحديات التي واجهتها الدولة المصرية والمخاطر المتعلقة بها إبان ممارسات الجماعات الإرهابية، وكيف تصدت مؤسسات الدولة لهذه المخاطر.

الجماعات الإرهابية أو جماعات الإسلام السياسي بدأت كفكرة منذ القرن الحادي عشر، ثم تحولت إلى حقيقة في القرن الثامن عشر، كما يوضح الباحث إيهاب عمر في كتابه “مؤامرة الإسلام السياسي”، كاشفا كيف أن بريطانيا وألمانيا تنافستا على صناعة الإسلام السياسي وصياغة أجندته قبل أن تتسلم الولايات المتحدة الأمريكية هذا الملف عقب الحرب العالمية الثانية.

الكتاب يؤكد أن الظاهرة أقدم من تنظيم الإخوان والقاعدة وداعش، ولها نسخ صوفية وإصلاحية قبل أن يستقر الغرب على النسخة السلفية، وتقاطعت أفكار الإسلام السياسي مع القومية العربية قبل أن تتشابك معه في لعبة بريطانية متعمدة في إطار فرق تسد، وصولاً إلى صعود تجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعثمانيين الجدد في تركيا.

يبحر الكتاب من أقصى الهند وباكستان وإندونيسيا إلى قلب سنوات الربيع العربي، لنتعرف كيف تحولت جماعات الإسلام السياسي إلى جماعات وظيفية هدفها هدم المجتمعات من الداخل، في إطار حرب ليست دينية بالمرة ولكن لها أهداف سياسية واقتصادية بحتة.

حكاوي المحروسة

2022 637794438642211157 221

حكايات عن الموالد وثقافة التحطيب وعالم حسن فتحي المعماري، وكلوت بيك وعدلي باشا، والعديد من الأيام التي غيرت المشهد التاريخي في مصر، وغيرها من التفاصيل والحكايات الملهمة، هو ما يضمه كتاب “حكاوي بتوقيت القاهرة”، الصادر عن دار “دوّن”.

ومن الحكايات إلى التاريخ حيث ينبش الباحث مصطفى عبيد، في كتابه “ضد التاريخ”، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية؛ في الأحداث الماضية، طارحًا قراءات وافتراضات تُساهم في تقديم رواية أخرى للتاريخ المصري الحديث.

يطرح الكتاب الوجه الآخر للسياسي إسماعيل باشا صدقي، والمعاكس للصورة السائدة في الكتابات التاريخية، فضلًا عن طرح سؤال حول ما كان يُفترض أن يكون عليه محمد نجيب لو استمر في السلطة كرئيس لمصر.

ويقدم الكتاب أيضًا اكتشافًا جديدًا حول المرأة التي قلبت حياة سيد قطب، وحوَّلته من أديب وناقد رقيق، إلى مفكر تكفيري متشدِّد، كما يضيف الكتاب لأول مرة متهمين جددًا في جريمة اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لم يشملهم قرار الاتهام.

جيل الهزيمة

53067 247643747 4483625361674670 6078880353713824954 n 1

الكاتب محمود الورداني، يقدم فصولا من سيرة زماننا في كتابه “الإمساك بالقمر”، وفيه يقدم أسئلة عن الحاضر والمستقبل، في ظل واقع زاخر بالوعود والانكسارات، طارحا الهموم التي شغلت رفاق جيله الذين اكتووْا بنار هزيمة 1967، ويؤكد إننا لا نقرأ في كتابه “تأريخًا ولا سيرة ذاتية ولا سيرة لجيل، بل هي ذلك كله، مضفورًا بالبدايات الباكرة والتشكل والمعارك والأحلام والتجارب الكبرى والدور الذي لعبته السياسة تحديدًا”.

تعود إلينا الكاتبة سلوى بكر بروايتها الجديدة “فيلة سوداء بأحذية بيضاء”، التي تدور في إطار درامى اجتماعى فى سبعينيات القرن الماضى حول “عفت زين” الطالبة في كلية التربية الرياضية، والتي تحلم بأن تصبح مدربة جمباز مشهورة، وتسكن بحي الزيتون، وتتعرف على حسام الذي عمل في إحدى شركات المقاولات بعد تخرجه، ليتزوجا، وتفاجأ بعد سنوات من حياتهما سويا، تحول شخصيته رأسا على عقب لتجد نفسها أمام مأزق وحيرة كبرى.

ترصد “بكر” التغييرات التي حدثت في المجتمع المصري وبدايات ظهور الجماعات المتطرفة ومدى تأثيرها على حياة ومعاملات الشعب المصري وأفكاره إلى يومنا هذا.

عالم المهاجرين

499

في روايته “الغابة السوداء تتكلم”، يدخل الكاتب العراقي  صلاح عبد اللطيف عالم المهاجرين، حيث تدور الأحداث في ألمانيا في النصف الأخير من القرن الماضي، وتستعرض الصراعات الداخلية للعربي المغترب وعلاقته بالآخر، من خلال رصد لدواخل الشخصيات وأثر الأزمات العربية على أفكارهم.

يقدم الكاتب بانوراما إنسانية عن المهجرين العرب في لحظات تاريخية، كما يرصد الآخر (الغربي) في علاقته الملتبسة بالمهاجر العربي، ويكشف عن المشترك الإنساني بين الغرب والشرق.

بين مصر والعراق وفلسطين والمغرب ونيويورك يطوف بنا الكاتب، كاشفًا نكبتنا وهزائمنا، وزيف شعاراتنا.

“في الهجرة، ليس ثمة رجل مراوغ وامرأة طائشة إلا وكان الحب ثالثهما. لكن الطاقة الكبيرة التي تغذي أرواح هؤلاء تُفنيها يومًا بعد يوم مشاعر الحب عن بُعد؛ حبّ الآخر الغائب، وحبِّ الوطن البعيد”.

في روايتها الجديدة “الكل يقول أحبك”، تجسد الكاتبة مي التلمساني عالم الهجرة وآثاره النفسية والاجتماعية والثقافية على حياة مجموعة من العرب المقيمين في كندا.

عالم المهاجرين يتجلى أيضا في رواية “هناك حيث ينتهي النهر”، للكاتبة مريم عبدالعزيز، التي تدور أحداثها حول “سلمى” التي يموت والدها ويدفن في مسقط رأسه بمدينة رشيد، فتقرر ترك القاهرة والسفر للبحث عن قبر والدها، فينكشف لها عالما مخيفا في تلك المدينة التي تبدو وادعة بين غابات النخيل ومصب النهر وشاطئ المتوسط. وعوضًا عن قبر أبيها، تعثر على مئات القبور. تكتشف وجود تنظيمات عصابية حولت المدينة إلى قاعدة لإطلاق قوارب المهاجرين الفارين نحو شواطئ أوروبا. صارت المدينة عالمًا من أمهات ثكالى وأطفال من مصر وسوريا وأفريقيا السمراء، يبتلعهم البحر فيفقدون حلمهم بالوصول إلى شواطئ الأمان.

ربما يعجبك أيضا