بعد أحكام قضائية.. ما قصة عملاق المحروقات الجزائري «سوناطراك»؟

محمود طلعت

صدر حكم قضائي في الجزائر مؤخرًا بسجن الوزير الأسبق للطاقة والمناجم شكيب خليل 20 سنة بتهم فساد طالت مجمع سوناطراك.. فما القصة ومن المتهم فيها؟.


قضت محكمة جزائرية، (الإثنين 14 فبراير 2022)، بسجن الوزير الأسبق للطاقة والمناجم، شكيب خليل، غيابيًا 20 سنة، وغرامة تقدر بنحو 15 ألف دولار، مع تأييد الأمر بالقبض الدولي عليه الصادر في سبتمبر 2019، في القضية المعروفة باسم “سوناطراك” بعد إدانته بتهم فساد خلال توليه منصبه على مدى أكثر من 10 سنوات، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.

«سوناطراك».. رئة الاقتصاد الجزائري

تعدّ مجموعة المحروقات الجزائرية «سوناطراك»، المملوكة للحكومة، أعرق مؤسسة في الجزائر، تأسست في ديسمبر 1963م، واقترن اسمها بالاقتصاد الجزائري كونها الرئة التي تتنفس منها الدولة.

وتعززت مكانة سوناطراك في النسيج الاقتصادي الوطني بتأميم الحكومة الجزائرية لقطاع النفط في فبراير 1971. ومع التأميم وجدت الشركة نفسها أمام تحدي توسيع أنشطتها بسرعة لتشمل جميع المنشآت النفطية على التراب الجزائري.

بدايـة انفجار القضية وتهم الفساد

انفجرت قضية «سوناطراك» مطلع 2010 وتطورت لاحقًا، وتوسع المتورطون فيها عبر مراحل عرفت في الإعلام الجزائري بقضايا سوناطراك 1 و2 و3 و4، وتتعلق بشبكة فساد مالي وسياسي تضم مجموعة من السياسيين والمسؤولين في قطاع النفط.

وتوجه للمتهمين تهم تتعلق بتلقي رشاوى وعمولات بملايين الدولارات مقابل صفقات ضخمة بين سوناطراك وشركات عالمية.

شكيب خليل.. أبرز المتهمين

قضية وزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل، كانت أول ملف يُفتح في الجزائر من أعلى المستويات، بشأن الفساد المالي في سوناطراك، وكان ذلك عام  2013 وصدرت مذكرات توقيف دولية بحق شكيب وعديد من المقربين منه بتهم منح امتيازات غير مبرّرة للغير، وسوء استغلال الوظيفة، وإبرام صفقات مخالفة للتشريع والقوانين، بحسب الإعلام الجزائري.

وترك شكيب خليل (82 عامًا) الحكومة في 2010 بعد فضائح فساد في مجموعة سوناطراك طالت مديرها التنفيذي ومسؤولين كبارًا في شركة النفط والغاز تمّت محاكمتهم وإدانتهم.

الهروب إلى الولايات المتحدة

فرّ وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل إلى الولايات المتحدة، وصدر في 2013 أمر دولي بالقبض عليه بتهمة تلقي رشاوى من عملاق النفط الإيطالي «إيني» مقابل الحصول على عقود جزائرية، لكن تمّت تبرئته وعاد إلى الجزائر في 2016، لكنّ المحكمة العليا أعادت فتح ملف الفساد بخصوصه، فغادر الجزائر مرة ثانية.

وصدر الحكم بحق شكيب خليل غيابيًا كونه متواريًا عن الأنظار خارج البلاد، ويرجّح أن يكون في الولايات المتحدة باعتبار أنه يحمل الجنسية الأمريكية، وفقا لفرانس برس.

أوغاستو تعصف بولد قدور

في مارس 2021، أعلنت وسائل إعلام جزائرية، توقيف عبد المؤمن ولد قدور بمطار دبي، الذي سيّر مجمع سوناطراك من 2017 إلى 2019، وذلك استنادًا لمذكرة دولية صادرة بحقه بطلب من القضاء الجزائري.

ويتهم ولد قدور بقضايا فساد، منها التنازل عن حقول في مشاريع نفطية بصحراء الجزائر لشركات أجنبية بينها شركة ريبسول الإسبانية وتوتال الفرنسية. كما يلاحق  في قضية تتعلق بشركة «بي .أر .سي»، بتهم إبرام صفقات مخالفة للتشريع، واختلاس وتبديد أموال عامة، وطفت إلى السطح قضية شراء سوناطراك لمصفات أوغاستو.

أحكام القضاء الأخيرة

أدين في القضية أيضًا المدير العام السابق لسوناطراك، محمد مزيان، وأصدر القضاء الجزائري في 14 فبراير 2022 بحقه حكمًا بالسجن 5 سنوات سجنًا نافذًا، وغرامة نافذة  بجنحة إبرام صفقات مخالفة للتشريع. كما أدين نائبه عبدالحفيظ فيغولي بالتهمة نفسها وحكم عليه بالسجن النافذ لمدة 6 سنوات.

كما قضت المحكمة غيابيًا بسجن كل من «جيلبرتو بولاطو وماسيمو ستيلا، الممثّلين عن المجموعة الإيطالية سايبام، 5 سنوات وغرامة مالية كبيرة لكل واحد منهما»، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.

ربما يعجبك أيضا