شهدت لقاء محمد صلاح و”صاحبة السعادة”.. قلعة وندسور بين الماضي والحاضر

شهدت قلعة وندسور التاريخية في بريطانيا لحظات وحكايات كثيرة، بين الفرح والحزن والدفء والجفاء، وكانت تلعب أدوارًا مختلفة مع اختلاف ساكنيها وهي صامدة عبر عقود طويلة.

وعادت القلعة للظهور مؤخرًا، لكن ظهورها هذه المرة غير مرتبط بأحد أفراد العائلة البريطانية العريقة أو بزيارة رسمية لأحد الرؤساء، وإنما مرتبط بـ”فخر العرب” أو “الفرعون المصري” محمد صلاح، الذي صور حلقة لبرنامج “صاحبة السعادة” في هذه القلعة، ما جعل من شاهدوا “برومو” الحلقة يتساءلون عن ماهية هذا المكان الفخم.

تاريخ قلعة وندسور

حتى لحظة تصوير نجم كرة القدم المصري محمد صلاح لحلقة “صاحبة السعادة”، سكن قلعة وندسور 39 ملكًا على مدار نحو ألف سنة، ولا تزال القلعة من أهم الأماكن التي تتردد عليها الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا العظمى، وبحسب موقع “reader’s digest” تعد الأقدم بين قلاع العالم الآن.

غالبية ملوك وملكات إنجلترا كان لها تأثير مباشر في بناء وتطوير للقلعة، التي هي حاميتهم، ومنزلهم، وقصرهم الرسمي، وأحيانًا سجنهم. وبحسب الموقع الرسمي للقلعة فإنها تقع في مقاطعة بيركشاير ببريطانيا، وتعتبر قلعة وندسور واحدة من أكبر المساكن في العالم، فهي تضم حوالى 1000 غرفة، ويمتد القصر على مساحة 60 ألفًا و952 مترًا مربعًا، وأبراجه المهيبة مرئية من كل ناحية.

أول ملك يتخذها مسكنًا

بدأ بناء القلعة في القرن الحادي عشر، وذلك بعدما غزا ويليام الفاتح إنجلترا في أواخر القرن الحادي عشر، وكان يهدف إلى استخدامها كحصن، ولمراقبة جزء استراتيجي من نهر التايمز، وأيضًا للمساعدة في حماية هيمنة النورمان حول لندن. وقد عاش أفراد العائلة المالكة في ذلك الوقت في قصر الملك إدوارد المعترف في قرية أولد ويندسور. وفي عام 1110، أصبح الملك هنري الأول أول ملك يستخدم القلعة كسكن له ولعائلته، ومنذ ذلك الحين تسكن العائلة المالكة في قلعة ويندسور.

المؤرخ هيو روبرتس، وصف غرف القلعة بأنها “سلسلة فاخرة لا مثيل لها من الحجرات التي اعتبر على نطاق واسع أنها التعبير الكامل والراقي للذوق الجورجي اللاحق”. وتوجد تلة يقع عليها البرج الدائري، وهي أقدم جزء من القلعة، ومصنوعة من التربة الناتجة عن الحفر حول القلعة. وقد نصب هنري الثاني البرج عام 1170.

ويمكن للضيوف تسلق الـ200 درجة لمشاهدة المنظر الرائع من الأعلى. وتضم القلعة جزءًا كبيرًا من المجموعة الملكية الفنية، مثل لوحات للفنانين دافنشي وميكلانجيلو وهوجارث وفيرمير، والتي تزين جدران القلعة من الداخل.

سعادة وحزن بالقلعة

شهدت وندسور لحظات سعادة كثيرة وتكليل قصص حب بالزواج، كان أشهرها في العقد الأخير زواج الأمير هاري وميجان ماركل، اللذين تركا الحياة الملكية فيما بعد.

ومن اللحظات المحزنة التي شهدتها القلعة، مراسم دفن الأمير فيليب، في أبريل الماضي، بعدما أسهم في تغيير شكل ونظام القلعة مع بداية حكم زوجته. وبسبب ظروف وباء كورونا شهدت المراسم حضورًا قليلًا في كنيسة سان جورج التي ترجع للقرن الخامس عشر، والتي اعتبر المؤرخ جورن مارتن روبنسون أنها “واحدة من أسمى الإنجازات للتصميم القوطي العمودي الإنجليزي”.