وسط تدهور الجنيه.. جهود لإنهاء الخلافات السياسية بين الفرقاء في السودان

محمود سعيد

بدأ السودان في أغسطس 2019، مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة.


أدت الخلافات بين المكونات المدنية والعسكرية في السودان إلى تخطي سعر صرف الدولار حاجز الـ600 جنيه، ما تسبب في انعكاسات خطيرة على الأحوال المعيشية للشعب السوداني.

منذ أكتوبر 2021، يمر السودان بأزمات سياسية ومظاهرات رافضة للإجراءات الاستثنائية التي اتخذها رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، أبرزها “فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وتجميد لجنة إزالة التمكين”، وهذا تعتبره قوى سياسية مخالفًا لاتفاقات المدنيين والعسكريين.

مجلس السيادة السوداني

البرهان دعا الأحزاب والقوى السودانية لـ”العمل معًا لإيجاد الحلول التي تخرج البلاد من دائرة العنف والخلاف وتجنبها الانحراف عن السلمية والقتل سواء بين المتظاهرين أو أفراد القوات النظامية لأنهم جميعا أبناء السودان”، مبينًا أنه اتخذ إجراءات 25 أكتوبر الماضي لـ”تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، متعهدًا بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.

وأشار رئيس مجلس السيادة إلى أن الدولة لن تمنع أحدًا عن حرية التعبير في الرأي مع ضرورة التمسك بالسلمية والحرص على التظاهر الحضاري وحفظ دماء ومقدرات أبناء البلاد، منوهًا بأن “القوات المسلحة والقوات النظامية ليست عدوًا للشعب ولن تتردد يومًا في تقديم أرواح أبنائها قربانًا لتحقيق أمن واستقرار وسلامة البلاد”.

قوى الحرية والتغيير السودانية

قوى الحرية والتغيير، وهي الائتلاف الحاكم السابق بالسودان، رحبت بالتنسيق بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، لحل الأزمة السياسية في البلاد، بعد لقاء قيادتها، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان، فولكر بيرتس، ومبعوث الاتحاد الإفريقي محمد ولد لبات.

وأوضحت قوى الحرية والتعبير، أن “أي عملية سياسية يجب أن تحقق أهداف الثورة ومطالب الشارع، وتبدأ بإلغاء حالة الطوارئ، وإنهاء العنف وإطلاق سراح كافة المعتقلين لتهيئة المناخ للعملية السياسية”، لافتةً إلى أن سلطات البلاد اعتقلت عضو مكتبها التنفيذي بابكر فيصل، الذي يشغل أيضًا عضوية لجنة “إزالة التمكين”.

وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني، مالك عقار، إن الحركة الشعبية تعمل على تنظيم وبناء نفسها لمرحلة الانتخابات القادمة، مطالبًا الأحزاب السياسية بترتيب أوضاعها استعدادا للانتخابات، مضيفًا أن الصراع السياسي الذي يشهده السودان، يتركز حول السلطة وكراسي الحكم، وليس لتمكين الديمقراطية والحكم المدني.

الجهود الأممية والإفريقية

حذر مبعوثون من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من أن السودان بحاجة إلى اتفاق سياسي جديد بحلول يونيو القادم، مشددين على ضرورة خلق مناخ لإجراء حوار يضمن خروج السودان من أزمته، وأجرت البعثة الأممية مشاورات أولية مع المكونات السودانية المدنية والعسكرية في يناير وفبراير الماضيين، للتباحث بشأن سبل الخروج من الأزمة الراهنة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، شدد في التقرير ربع السنوي الذي قدمه إلى مجلس الأمن الدولي السلطات السودانية، على استمرار الجهود الأممية المتكاملة للمساعدة في الفترة الانتقالية بالسودان، داعيًا لإجراء تحقيق شامل في مزاعم استهداف متظاهرين خلال الاحتجاجات المستمرة منذ 25 أكتوبر الماضي.

مظاهرات مستمرة في السودان

مئات السودانيون خرجوا في مظاهرات بعدد من أحياء العاصمة الخرطوم تنديدًا بمقتل متظاهرين اثنين، أمس الأول الخميس، أعلنت لجان المقاومة ما أسمته “التصعيد الثوري”.

وأشار بيان لجنة أطباء السودان، إلى “وجود عدد من الإصابات بالرصاص الحي في مدينة الخرطوم وأم درمان غربي العاصمة”، وأنه “بشهيدي 10 مارس ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 87 قتيلًا منذ 25 أكتوبر الماضي”.

انهيار الجنيه السوداني أمام الدولار

في ظل الأزمات السياسية، تخطى سعر الدولار الأمريكي 600 جنيه، ما عمق أزمات السودان المتعلقة بارتفاع أسعار الخبز والطحين والوقود وغاز الطهو، وسارع البنك المركزي السوداني لتوحيد سعر الصرف، وأقر إجراءات جديدة لضبط الاستيراد.

وأعلن نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو، القبض على أكثر من 40 شخصًا من كبار التجار المهربين للذهب والمتعاملين بالدولار، منوهًا بأن السلطات حصرت شركات الامتياز والمخلفات بغرض إجراء مراجعات شاملة لها للاستفادة من المورد في إنعاش الاقتصاد. وبالإضافة إلى ذلك، وصل إلى ميناء بورتسودان الجنوبي 20 ألف طن من القمح في إطار منحة روسية للشعب السوداني.

ربما يعجبك أيضا