المركز الأوروبي يناقش نشأة المقاتلين الأجانب في أوكرانيا

يوسف بنده

جندت روسيا وأوكرانيا “مقاتلين أجانب” على أمل أن خبرتهم في القتال في المناطق الحضرية بتلك المناطق يمكن أن تساهم في إنهاء الحرب لصالح احداهما.


المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، نشر تقريرًا للباحث حازم سعيد عنوانه: “المقاتلون الأجانب في أوكرانيا.. النشأة والقيادات والأيديولوجيا والمخاطر الأمنية”.

ناقش هذا التقرير آثار الحرب الروسية الأوكرانية على نشاط قادة الجماعات الجهادية واليمينية المتطرفة، الذين لجؤوا إلى المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد المقاتلين والتخطيط للسفر إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال ضد روسيا.

كتيبة “آزوف” الأوكرانية

نشأت كتيبة آزوف في مايو 2014، وهي منظمة شبه عسكرية تضم مجموعة من الشباب يقدر عددهم بـ900 فرد من القوميين المتطرفين وأكثر من 50% من أعضائها ناطقون بالروسية، وكثير منهم من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك. وقد مثلت آزوف واحدة ضمن أكثر من 50 مجموعة متطوعة تحارب في شرق أوكرانيا.

وقد تلقت الوحدة دعمًا من وزارة الداخلية الأوكرانية في عام 2014 وجرى تمويل هذه القوات بصفة خاصة من “الأوليجارشية” وأشهرهم الملياردير في مجال الطاقة إيجور كولومويسكي حاكم منطقة دنيبروبتروفسكا. وتلقت تمويلًا ومساعدة أيضًا من الملياردير حاكم منطقة دونيتسك، سيرهي تاروتا.

الأيديولوجيا والأهداف

تبنى مؤسس “آزوف” الأيديولوجية النازية وكان ينتمي إلى منظمة تفوق البيض. تصف نفسها بأنها منظمة قومية متطرفة. ويصب تركيزها أساسًا على الصراع الدائر والمستمر بين روسيا وأوكرانيا، وحزبها “الفيلق الوطني”، تأسس عام 2016، بقيادة أندري بيليتسكي من كتيبة آزوف من الحرس الوطني الأوكراني وأعضاء من فيلق آزوف المدني، يدعو إلى توسيع سلطات وصلاحيات رئيس الدولة.

نظم حزب الفيلق الوطني اليميني المتطرف في أوكرانيا تدريبات عسكرية لمتطوعين من صفوفه في العاصمة كييف، في 6 مارس الحالي 2022، وتضمّنت التدريبات التي نظمها الحزب التعرّف إلى المبادئ الأساسية في استخدام السلاح الفردي، ومعرفة الأمور اللوجيستية والأمنية المتعلقة بتوفير الحماية للمدنيين، إضافة إلى الإحاطة بكيفية تقديم الإسعافات الأولية للمصابين.

جماعة “القطاع الأيمن” أو”برافي سيكتور” والمقاتلون الأجانب في أوكرانيا

نشأت جماعة القطاع الأيمن عام 2013 وتكونت من المتطرفين القوميين وأنصار اليمين المتطرف. بلغ عدد أعضائها في عام 2014 نحو 10 آلاف مقاتل. وأصبحت دعامة أساسية في القتال ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا. تجاوز عدد المتطوعين فيها 16 ألفًا ينتمون إلى جنسيات عدة، من بريطانيا إلى أستراليا وبولندا وإيطاليا واليابان، وتستعد أوكرانيا لتزويدهم بأسلحة أوتوماتيكية وزيادة تدريبهم.

وكشفت تقارير صحفية عالمية عن منح الجنسية للأجانب الذين سافروا إلى أوكرانيا للمشاركة في الحرب ضد روسيا، فيجري تجنيد “مرتزقة ماهرين” لتنفيذ عمليات داخل البلاد، تشمل مواجهة المرتزقة التي يرسلها الكرملين وجهًا لوجه، مقابل مبالغ تصل إلى 2000 دولار يوميًّا.

الجهاديون في أوكرانيا

أعلنت الاستخبارات الروسية في 4 مارس الحالي 2022 أن واشنطن تستخدم  قاعدة التنف في سوريا، معسكرًا لتدريب أفراد تنظيم داعش قبل إرسالهم إلى دونباس شرقي أوكرانيا لمؤازرة النازيين الجدد، على حد زعمها. وذلك في إطار الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت أسبوعها الثالث وتستمر حتى اليوم السبت 12 مارس 2022.

وقام الأمريكيون نهاية عام 2021 الماضي بتحرير عشرات المقاتلين التابعين لتنظيم داعش من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، وأرسلتهم إلى قاعدة التنف التي تسيطر عليها أمريكا، فخضعوا لتدريب خاص على تنفيذ الأعمال القتالية قبل إرسالهم إلى منطقة دونباس. وأن أمريكا تعتزم إرسالهم إلى أوكرانيا عبر بولندا. على حد ما أعلنت عنه الاستخبارات الأمريكية.

مرتزقة روسيا

اتهمت وزارة الدفاع الأمريكية روسيا بتجنيد مرتزقة سوريين وأجانب آخرين للقتال في أوكرانيا. وخلصت التقيمات الأمريكية إلى أن روسيا جندت مؤخرًا مقاتلين سوريين، على أمل أن تساعد خبراتهم في القتال في المناطق الحضرية في السيطرة على العاصمة كييف. لا يقتصر تجنيد مرتزقة عرب للقتال في أوكرانيا على سوريا فقط، فقد انتشرت أنباء عن محاولات لتجنيد عراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل المشاركة في الحرب الأوكرانية.

فيما توجد أنباء حول عمليات تجنيد لرعايا تونسيين موقوفين في السجون الأوكرانية للمشاركة في الحرب ضد القوات الروسية. وتستفيد روسيا وأوكرانيا من الظروف الاقتصادية الصعبة في إفريقيا لجذب المقاتلين الأجانب، ففي السنغال جرى الإعلان عن تجنيد 36 شخصًا للمشاركة في الحرب ضد روسيا. وفي نيجيريا وصل هذا العدد إلى 115 شخصًا ومن مالي نحو 400 فرد.

مشهد مرعب

يظل عدد المتطوعين والمقاتلين الأجانب الذين سيذهبون إلى أوكرانيا، أو ذهبوا بالفعل، غير معروف وسط مخاوف دولية وأوروبية من مخاطر تجنيدهم. يعد الإرهاب أحد أكبر المخاطر المتعلقة بالمقاتلين الأجانب، فقد بات من المتوقع أن تصبح مدينة كييف مأوى للجماعات المتطرفة والإرهابية، فيستطعيون من خلالها التخطيط لهجمات إرهابية بما يهدد الأمن الأوروبي والدولي.

وبات تدفق المقاتلين الأجانب إلى أوكرانيا، منذ بداية الأزمة الأوكرانية، يمثل قلقًا متزايدًا ليس فقط للدول الأوروبية، لأنه توجد مخاوف من انتقال هؤلاء المقاتلين إلى دول الجوار الأوروبي أو عودتهم إلى بلدانهم بخبرات قتالية بأسلحة بالغة الخطورة. وهو الأمر الذي يشير إلى استخدام أفراد من جنسيات مختلفة عن الروسية والأكرانية لتجنيدهم في الحرب الروسية الأوكرانية مقابل حصولهم على الأموال.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا