عبد اللهيان في موسكو وزاجري في لندن.. هل تنفرج محادثات النووي الإيراني؟

يوسف بنده

مؤشرات على إمكانية وقوع انفراجة في محادثات النووي الإيراني في فيينا.. ما مدى إمكانية تحقق ذلك؟


وصل وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، أمس الثلاثاء، 15 مارس 2022، إلى موسكو، في ظل التعقيدات التي خيمت على محادثات فيينا النووية، وهددت بإفشالها.

ودخلت المفاوضات النووية بين إيران والمجموعة الدولية 5+1 في نفق المطالب الروسية التي شملت تقديم ضمان لعدم تأثر علاقات روسيا التجارية مع إيران، لعرقلة التوصل لاتفاق مع إيران حتى انتهاء الحرب في أوكرانيا، من أجل الحفاظ على الأزمة النووية كورقة ضغط على الغرب.

حل عقدة طلبات روسيا

واجهت موسكو الاتهام بوضع العصي في “عجلة مفاوضات فيينا” التي تقدمت نحو مراحلها الأخيرة لإحياء الاتفاق. وخلال زيارة عبداللهيان، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، حلّ عقدة الطلبات الروسية في مفاوضات فيينا بشان عدم تأثّر التعاون التجاري والاقتصادي والنووي بين إيران وروسيا، بالعقوبات المفروضة على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.

وقال الوزير الروسي في المؤتمر: “حصلت موسكو على ضمانات نصية من واشنطن بأن العقوبات المفروضة على روسيا لن تنعكس على تعاونها مع إيران. وأدرجت في نص الاتفاق عينه حول استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني”.

التحالف مع روسيا

يبدو أن حكومة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، التي اختارت الاقتراب من معسكر الشرق، لن تتراجع عن ذلك، رغم دور روسيا في عرقلة المفاوضات النووية، فقد قال وزير الخارجية الإيراني، لنظيره الروسي: “إننا نشكركم على جهودكم البناءة خلال مفاوضات فيينا من أجل التوصل إلى اتفاق حول رفع الحظر عن إيران”.

وذكر عبداللهيان أنه “بصرف النظر عن جميع التطورات الدولية، إيران تولي أهمية إلى توسيع العلاقات مع جارتها روسيا”، منوهًا في هذا السياق بالاتفاقات الأساسية التي أبرمها البلدان خلال زيارة الأخيرة للرئيس الإيراني لموسكو ومباحثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 انتظار “قرار واشنطن”.. وأمل عقد اتفاق

يظهر من زيارة عبد اللهيان لموسكو أن طهران سعت لكسب ثقة الجانب الشرقي، روسيا والصين، من أجل سد الذرائع أمام الولايات المتحدة الأمريكية، فقد صرح وزير الخارجية الإيراني، خلال اتصال مع نظيره الصيني، وانج يي، اليوم الأربعاء، بأن طهران ستصل إلى اتفاق جيد وراسخ ومستديم بدعم من جميع أطراف المفاوضات في فيينا لو تصرف الجانب الأمريكي بواقعية.

وأشارت تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مقابلة مع قناة “فرانس 24” أمس الثلاثاء، إلى إمكانية حدوث انفراجة في المحادثات النووية والتوصل لاتفاق أخير. فقد رحب غروسي بتصريحات وزير الخارجية الروسي، مضيفًا: “آمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق قريبًا وبدء العمل”.

 انفراجة أخرى

تأتي انفراجة أخرى في إطار تخفيف التشنج بين إيران والغرب، فقد ذكرت وكالة “رويترز” ومصادر بريطانية أن السلطات الإيرانية أطلقت سراح السجينين البريطانيين من أصول إيرانية، نازنين زاجري راتكليف، وأنوشه آشوري، وأنهما سيغادران إيران بعد إطلاق سراحهما اليوم الأربعاء.

وكشفت وكالة “فارس” الإيرانية عن أن بريطانيا حولت 530 مليون دولار من الأصول الإيرانية المجمدة لديها إلى حساب إيران، وأن الفريق البريطاني تسلَّم  نازنين زاجري، وتجري الإجراءات الرسمية لاستبدالها في مطار الإمام الخميني بطهران.

ربما يعجبك أيضا