«فاروس» يناقش التنافس الفرنسي الروسي في غرب أفريقيا

يوسف بنده

استفادت روسيا من حالة الغضب الأفريقية من فرنسا وتاريخها الاستعماري، في تعزيز علاقاتها مع بلدان القارة السمراء، وسط ترحيب شعبي بهذا الصعود.


يعكس المشهد في غرب أفريقيا متغيرًا جديدًا وهامًّا، وهو أن دول غرب أفريقيا ومواطنيها يرحبون بالتواجد الروسي أكثر من الفرنسي.

فقد ناقش تقرير لمركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية تحت عنوان: «لماذا تفضل دول غرب أفريقيا روسيا على فرنسا؟»، أعدته د. «نرمين توفيق» الباحثة في الشئون الأفريقية، مكانة أفريقيا في خريطة إعادة تشكيل النفوذ في العالم، حيث تسعى روسيا لاحتلال مكانة فرنسا في إقليم غرب أفريقيا، الذي يطوق للخروج من الهيمنة الفرنسية على سياسته وثرواته.

صناعة الحلفاء

تربط روسيا علاقات تاريخية بأفريقيا تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي إلا أنها تراجعت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، غير أن بوتين سعى منذ وصوله للحكم في روسيا إلى إعادة تعزيز علاقات موسكو بأفريقيا عن طريق تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية، ثم العلاقات العسكرية، وأخيرًا العلاقات السياسية.

وتشكل الدول الأفريقية الكتلة التصويتية الأكبر في الأمم المتحدة، وفي هذا الإطار، تعمل روسيا على تنمية الحلفاء داخل القارة في تحديها للنظام الأمني ​​الحالي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من الدول الأوروبية. ولقد أثمرت هذه السياسة بالفعل، حيث أقنعت روسيا في عام 2014 أكثر من نصف الحكومات الأفريقية بمعارضة أو الامتناع عن التصويت الذي يدين ضم شبه جزيرة القرم.

منفعة متبادلة

تهدف الاستراتيجية الروسية إلى احتواء النفوذ الدولي في القارة الأفريقية سواء من جانب الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا مثلما تفعل الصين، وتحاول روسيا استثمار المزايا النسبية لها في إطار تعزيز علاقاتها مع دول القارة شعوبًا وحكومات. ولعل من أهم هذه المزايا أن روسيا لم يسبق لها تاريخيًّا استعمار أي جزء من القارة، كما أنها تركز دومًا على التعاون بدلًا من المساعدة.

وذلك على عكس العلاقات مع فرنسا التي تقدم دائمًا مصلحتها على مصلحة دول غرب أفريقيا، مما خلق حالة من الحنق الشديد والغضب لدى أبناء غرب أفريقيا، وقد ظهر ذلك بوضوح من الدعم اللامحدود من الشعب للمجلس العسكري في مالي رغم أنه وصل عن طريق انقلاب عسكري، وخرجت مظاهرات بالآلاف تؤيد المجلس وحليفته روسيا ضد فرنسا التي رفضت الانقلاب، وضد منظمة الإيكواس وعقوباتها الاقتصادية على مالي.

منافذ جغرافية

بدأت روسيا عودتها إلى أفريقيا باستراتيجية مختلفة عبر منافذ جغرافية متنوعة، وتمثِّل جمهوريتي إفريقيا الوسطى ومالي جبهة العمل الروسية المركزة في الوقت الراهن. في حالة جمهورية إفريقيا الوسطى بدأ التنسيق منذ نهاية العام 2017م عندما طلبت حكومة بانجي تجديد اتفاقية التعاون القديمة بينها وبين روسيا وتدريب الجيش الوطني وإعادة تأهيله بعد أن انهيار منظومة الجيش تقريبا.

ولم يلبث الأمر طويلًا حتى يمّمتْ جمهورية مالي وجهها نحو الشرق بدلًا من الغرب، وطلبت بشكل رسمي من روسيا مساعدتها عسكريًّا وأمنيًّا في سدّ الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأوروبية بقيادة قوات برخان الفرنسية التي كانت موجودة في مالي لأكثر من 8 سنوات ولم تحقق أهدافها التي أتت من أجلها والمتمثلة في محاربة الإرهاب ومساعدة مالي في التغلب على أنشطة الحركات الانفصالية والجماعات الإرهابية.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا