«فاروس» يناقش دلالات ومآلات الانتخابات في الصومال

يوسف بنده

في الصومال، وجود السياسي المتمرسن آدم مدوبي على رأس السلطة التشريعية، فرصة مواتية لإدارة عملية انتخاب الرئيس الجديد بشفافية، خشية أن تقع البلاد فريسة للصراعات السياسية والجماعات الإرهابية.


في يوم 28 أبريل 2022، أنجز الصوماليون الانتخابات البرلمانية واختير رئيسي مجلسي البرلمان، لتكون الخطوة التالية اختيار رئيس جديد للبلاد.

وحسب تقرير مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، أعده الخبير في قضايا الأمن الإقليمي والشأن الأفريقي، رأفت محمود، بعنوان “دلالات الانتخابات البرلمانية الصومالية.. ومآلات الانتخابات الرئاسية”، سيتضح ما إذا كان الصومال على موعد لإنهاء الدور السياسي للرئيس الحالي واختيار رئيس جديد، وهو المرجح.

عوامل مؤثرة على الانتخابات

يعاني الصومال، منذ أواخر عام 2021، من احتقان سياسي نتيجة خلافات بين رئيس الصومال، محمد فرماجو، من جهة ورئيس الحكومة نتيجة قرار فرماجو، بتمديد ولايته عامين ثم تراجعه، والخلافات بينهما بشأن تعيينات في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، فضلًا عن سيولة أمنية وإرهاب مستشرٍ، ونجحت الجماعات الإرهابية خاصة جماعة الشباب في عرقلة كافة عمليات التسويات السياسية.

ويعاني الصومال من أوضاع اقتصادية ووضع إنساني متردٍّ للغاية مع تفاقم الوضع الغذائي، فالصومال هو أشد البلدان تضررًا من الجفاف في القرن الأفريقي. وكان لمؤسسات التمويل الدولية دور في التحفيز تجاه إتمام العملية الانتخابية، ومن ذلك أعلن صندوق النقد الدولي الذي يدعم الميزانية الصومالية، أن هذا الدعم قد يتوقف مع حلول مايو 2022.

نتائج الانتخابات

بموجب النظام الانتخابي في الصومال تنتخب مجالس الولايات ومندوبو عدد كبير من العشائر أعضاء البرلمان، الذين يعيِّنون بدورهم الرئيس، وانتخب الشيخ عدن محمد نور، المعروف باسم الشيخ عدن مادوبي 66 عامًا رئيسًا لمجلس النواب بغالبية 163 من أصل 252 صوتًا بعد جولتين من التصويت.

كذلك حُدد أعضاء اللجنة التشريعية المكلفة بالإشراف على الانتخابات الرئاسية، وشكل البرلمان الصومالي بغرفتيه مجلسي الشعب والشيوخ لجنة برلمانية لترتيب الانتخابات الرئاسية في الصومال، وجاء ذلك في جلسة جمعت أعضاء البرلمان 329 عضوًا في العاصمة مقديشو ترأسها رئيس مجلس الشعب آدم عبدالله.

الأثر على جماعة الشباب

مع ازدياد التوتر والخصومة السياسية في العاصمة والأقاليم، فإن ذلك يصب لصالح جماعة الشباب ويزيدها قوة، وبالتالي فإنهاء الخصومة بين طرفي الصراع والذي يتمثل في رئيس الحكومة ورئيس الصومال والبدء في عملية انتخاب رئيس جديد قد يؤدى إلى التركيز نسبيًّا على مواجهة جماعة الشباب التي استفادت كثيرًا من الصراع والتنافس الداخلي.

ونتيجة غياب التنسيق والتعاون الوثيق بين المؤسسات الأمنية بسبب تأثرها بالخلافات السياسية بين الرئيس المنتهية ولايته فرماجو ورئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال، روبلي، تمكنت جماعة الشباب من إعادة نفوذها وتمركزها في عديد مناطق الصومال. ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، قد تزيد جماعة الشباب العمليات الإرهابية خلال الأيام المقبلة لتعطيل الاستحقاق الرئاسي.

مسارات محتملة للرئاسة

توجد مؤشرات على أن مسار الانتخابات الرئاسية الحالية قد تمضي إلى نهايتها باختيار رئيس جديد، وأن التنوع في خبرات المرشحين المتنافسين وانتماءاتهم السياسية وطبيعة ارتباط بعضهم بجهات خارجية والذين بلغوا حاليًا حوالي 20 مرشحًا، يشير إلى انتخابات رئاسية عالية التنافس وستشهد تدخل عامل العشائر الصومالية التي ينتمي إليها المرشحون بالإضافة إلى عامل الانتماءات السياسية الخارجية لعدد من المرشحين.

أيضًا الضغوط الدولية قد تدفع في طريق استكمال الاستحقاق الرئاسي لأهمية موقع الصومال الاستراتيجي والرغبة في تحقيق استقرار سياسي وأمني داخله، وإن كان هناك تضارب في المصالح الدولية والإقليمية داخل الصومال، ولكن يبدو أن خسائر الوضع الحالي تضغط في اتجاه إتمام العملية الانتخابية.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا