مخرجات زيارة المفاوض الأوروبي إلى طهران.. بين التفاؤل والفشل

يوسف بنده

معضلة الحرس الثوري تقف في وجه العودة إلى الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن، في ظل إصرار الطرفين على تقديم الطرف الآخر بعض التنازلات.


غادر المفاوض الأوروبي، إنريكي مورا، العاصمة الإيرانية طهران، الخميس الماضي 12 مايو 2022، بعد زيارتها لـ3 أيام، في محاولة لتحريك مفاوضات فيينا المتوقفة منذ شهرين.

وتصر حكومة طهران على رفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني للقبول بالعودة إلى اتفاق عام 2015. وترفض الولايات المتحدة الأمريكية هذا الطلب، وتعتبره خارج القضايا النووية.

العودة إلى المحادثات

تأتي زيارة مورا لطرح حلول لتحريك العودة إلى هذه المفاوضات. منها تجزئة القضايا المتبقية المهمة، حتى لا تُحرم إيران أو الأطراف الأخرى من النتائج الإيجابية لهذا الاتفاق، خاصة أن أوروبا تعاني من أزمة في تأمين الطاقة في ظل الأزمة مع روسيا.

أولى مخرجات زيارة مورا إلى طهران جاءت على لسان مسؤول السياسة الأوروبية، جوزيب بوريل، أمس الجمعة، الذي وصف الزيارة بالإيجابية. موضحًا أن “هذه الزيارة كانت أفضل من المتوقع، ذهب مورا برسالة محددة مني إلى طهران، كانت الإجابة إيجابية لدرجة نعتقد أنه يمكن استئناف المفاوضات. لكن لا يمكن حل الخلافات في ليلة واحدة، إلا أن ثمة آفاق للتوصل إلى اتفاق موجودة”، بحسب اقتصاد24.

وتأتي زيارة مورا وتصريحات جوزيب تزامنًا مع زيارة أمير قطر، تميم بن حمد، إلى طهران الخميس الماضي، وطلبه بذل الجهود للوصول إلى اتفاق نووي في فيينا. ووفقًا لوكالة فارس، من المقرر أن يلعب أمير قطر دورًا وسيطًا بين إيران والولايات المتحدة، وهو نفس الدور الذي كانت تلعبه سلطنة عمان.

إصرار إيراني

جاءت تصريحات المسؤولين في إيران، لتؤكد على إصرار طهران على أن الكرة في ملعب واشنطن، وأنها هي من يجب عليها المبادرة بالعودة إلى الاتفاق النووي، فقد أوضح وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، أمس الجمعة، أن اتفاقًا جيدًا وموثوقًا بات في المتناول، في حال ما اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قرارها السياسي والتزمت بتعهداتها.

وكشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أمس الجمعة، أنه “إذا كانت لدى أمريكا وأوروبا الرغبة في العودة إلى الاتفاق النووي، فنحن مستعدون والاتفاق في المتناول. بلغت مفاوضات رفع الحظر الجائر إلى نقطة لا يمكن فيها حل العقدة إلا من خلال قبول الجانب الذي أخطأ بحقوق إيران”.

لا قرار بعد!

تلعب الأزمة الروسية في أوكرانيا دورًا في تعطيل العودة للمحادثات النووية، فقد دخلت هذه المحادثات في دائرة الضغط المتبادل بين واشنطن وموسكو، وبيّن ممثل روسيا في المفاوضات النووية، ميخائيل أوليانوف، أمس الجمعة، أن بلاده كان بإمكانها تقديم مساعدات إلى طرفي التفاوض، للتوصل إلى اتفاق نووي، ولكنها الآن لا تفعل، لأن واشنطن قد دخلت في حرب بالوكالة ضد روسيا.

ويبدو أن الإدارة الأمريكية تنتظر تقييم نتائج زيارة مورا وأمير قطر، فقد قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “لا تزال هناك مسافة مع الاتفاق النهائي، وحان دور طهران لتقرر ما إذا كانت تريد الاتفاق. أمريكا ترغب في إحياء الاتفاق، لكنها أيضًا تستعد مع حلفائها لسيناريو عدم إحيائه. ولو أرادت إيران إلغاء عقوبات خارجة عن الإطار النووي فعليها إزالة المخاوف حول قضايا أوسع”، حسب موقع تيترنيوز.

ربما يعجبك أيضا