بسبب الغلاء.. خطة ترشيد الدعم تواجه تظاهرات غاضبة في إيران

يوسف بنده

في ظل العقوبات الغربية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، تواجه السلطات في إيران موجة تظاهرات بسبب الغلاء، بعد خطط تحرير سعر الصرف وإعادة توجيه الدعم.


صادقت الحكومة الإيرانية على تنفيذ خطة اقتصادية تهدف إلى ترشيد الدعم الحكومي المقدم للسلع الأساسية، بهدف دعم التنمية الاقتصادية.

وتواجه الحكومة في إيران أزمة بين مواجهة التهريب والهدر بسبب انخفاض سعر المحروقات، والدعم الذي تقدمه لتوفير السلع الأساسية، وبين التأثيرات السلبية لرفع الدعم على الطبقات الفقيرة والمحرومة، ما أدى إلى اندلاع موجة من التظاهرات الغاضبة في معظم مدن إيران.

من الفئوية إلى السياسية

منذ أكثر من 10 أيام، اندلعت الاحتجاجات في بعض المدن الإيرانية، بسبب قرار الحكومة خفض الدعم، وتحرير سعر الدولار الرسمي، ما تسبب في ارتفاع الأسعار بما يصل إلى 300% لمجموعة متنوعة من المواد الغذائية التي تعتمد على الدقيق. وكذلك رفعت الحكومة أسعار بعض السلع الأساسية مثل زيت الطعام، ومنتجات الألبان، في بلد يعيش نحو نصف سكانه البالغ عددهم 85 مليون نسمة تحت خط الفقر.

ومع استمرار الاحتجاجات الفئوية، اتخذت منحى سياسيًّا وردد المحتجون شعارات تدعو قادة البلاد إلى التنحي، وطالبوا بمزيد من الحريات. وانتشرت التظاهرات في الأقاليم، لا سيما المهمشة مثل أردبيل وخوزستان ولورستان وبلوشستان، ما دفع السلطات إلى تكثيف التواجد الأمني في المدن الكبرى، وقطع الانترنت عن بعض المناطق، خشية تطور التظاهرات، حسب “رويترز“.

أمريكا على الخط

وفي أول تعليق لحكومة بايدن على الاحتجاجات في إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في حسابه على “تويتر“، إن واشنطن تدعم الحق في حرية التعبير، والحق في حرية التجمع للشعب الإيراني. وكتب برايس، عبر تويتر مساء الأحد: “ندعم حقهم في التجمع السلمي وحرية التعبير في الفضاء الإلكتروني وخارجه، دون خوف من العنف أو الانتقام”.

وفرضت السلطات في إيران القيود على وسائل الإعلام في تغطية هذه التظاهرات، وحذرت وزارة المخابرات من استخدام عبارات محددة، مثل “الجراحة الاقتصادية”، و”المعاملة العنيفة”، و”مواجهة المواطنين”، و”الاعتصام”، حسب قناة “ايران انترنشنال” المعارضة.

تظاهرات خوزستان

تحركات لاحتواء الأزمة

في محاولة لاحتواء الأزمة وطمأنة الرأي العام في إيران، تشدد الحكومة على أن مسألة تحرير سعر الدولار لمكافحة المتربحين من الدولار الحكومي ومن السوق السوداء. وشدد رؤساء السلطات الثلاث في اجتماع مشترك على ضرورة حفظ الاستقرار المعیشی للمواطنین کمبدأ رئیس فی تنفیذ خطة مراجعة الدعم، وتوفیر جمیع السلع الأساسیة فی الأسواق، مع تشديد الرقابة على الأسعار.

وتعتزم الحكومة إعداد نظام استخدام بطاقة التموین الإلکترونیة لعرض السلع الأساسیة بأسعار مدعومة للمواطنین فی أقرب فترة زمنیة. وفي المحافظات بدأ المسؤولون مخاطبة المواطنين والاستجابة لمطالبهم، وقال محافظ خوزستان، صادق خلیلیان، في اجتماع لمجلس حوار القطاع الخاص والحکومة: “من الضروری الوفاء بشعار العام من خلال توفیر الأدوات والمتطلبات، کتعمیم الدعم”، حسب شبكة “رهياب“.

ربما يعجبك أيضا