باشاغا يدخل طرابلس ثم ينسحب.. ماذا يجري في لييبا؟

محمود طلعت
رئيس الوزراء الليبي المكلف من قبل البرلمان، فتحي باشاغا

رئيس الوزراء الليبي المكلف من قبل البرلمان، فتحي باشاغا، دخل اليوم إلى العاصمة طرابلس، لكن ما لبث أن اتخذ قررًا بالانسحاب.


أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، فجر يوم الثلاثاء 17 مايو 2022، دخول العاصمة طرابلس، استعدادًا لمباشرة أعمال حكومته.

وقال باشاغا في كلمة متلفزة “وصلنا بسلام إلى العاصمة.. والاستقبال كان حافلًا والرسائل لم تنقطع”، لافتا إلى عزمه تنظيم مؤتمر صحفي لتوضيح المستجدات، حسب ما أوردت وسائل إعلام ليبية، لكن لم تمر ساعات حتى أعلن انسحابه والعودة إلى مدينة درنة.

قرار سريع بالانسحاب من طرابلس

باشاغا وعقب ساعات من دخوله وأعضاء من حكومته إلى العاصمة طرابلس، قرر الخروج منها، وحمّل حكومة منافسه عبدالحميد الدبيبة مسؤولية التصعيد العسكري الذي جرى.

وقال باشاغا عبر حسابه بـ “تويتر”، إنه فوجئ بالتصعيد العسكري الخطير الذي أقدمت عليه مجموعات مسلحة تابعة للحكومة منتهية الولاية، رغم دخوله “السلمي” إلى طرابلس دون استخدام العنف وقوة السلاح، واستقباله من قبل الأهالي.

نزع فتيل الفتنة

رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أشار إلى أن تعريض سلامة المدنيين للخطر جريمة يعاقب عليها القانون، ولا يمكن له أن يساهم في المساس بأمن العاصمة وأهلها الآمنين. وأضاف “جئنا بالسلام و للسلام، و بالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية نزعنا فتيل الفتنة، ولم نرضَ بمجاراة الخارجين عن القانون، وتعريض المدنيين للخطر”.

وتابع “إن سلوكيات الحكومة منتهية الولاية الهستيرية، ومواجهتهم للسلام بالعنف والسلاح دليل قاطع على أنها ساقطة وطنيًّا وأخلاقيًّا ولا تمتلك أي مصداقية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة”. و أضاف “لسنا طلابًا للسلطة، بل عاقدين العزم على بناء دولة مدنية ديمقراطية ذات سلطة منتخبة، دولة يسودها القانون، ولا يحكمها منطق العنف والفوضى الذي ترعاه الحكومة منتهية الولاية”.

استنفار الطيران المسيّر

قبيل وصول باشاغا، أمر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، بوضع الطيران المسيّر في حالة استنفار وعلى أهبة الاستعداد لأية طوارئ، واستخدام الذخيرة الحيّة ضدّ أي تحركات مشبوهة.

وسرعان ما عاد الهدوء إلى طرابلس، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة بين مؤيدين لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، وأخرين داعمين لباشاغا، بعد ساعات من وصول الأخير إلى العاصمة، بحسب العربية.نت.

انتشار المسلحين في العاصمة

تعقيبًا على ما جرى، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، اليوم الثلاثاء، إن دخول رئيس الوزراء الليبي المكلف من قبل البرلمان، فتحي باشاغا، إلى طرابلس كان “سلميًّا”، لكن بعد الهجوم عليه قرر الانسحاب حفاظًا على الأرواح، وفقًا لسكاي نيوز.

واعتبر المحجوب أن تواجد المجموعات المسلحة مشكلة أمنية مستمرة، مشيرًا إلى أن الأزمة تتمثل في أن الحكومات المتعاقبة رفعت قدرات هذه المجموعات المسلحة المتغولة داخل العاصمة، وأصبح لديها مناطق نفوذ.

دور الجيش الوطني الليبي

اللواء خالد المحجوب أوضح أن الجيش الوطني الليبي يدرك خطورة المرحلة، ولهذا تفادى التدخل المباشر في العاصمة من أجل مصلحة ليبيا العليا ومصلحة الليبيين.

وقال: “نحن حتى الآن مع أفضل الحلول وهي الجسم الشرعي، أي مجلس النواب وقراراته، دون أن نتدخل أو نكون مع أي طرف للحفاظ على المؤسسة العسكرية.. القوات المسلحة تنأى بنفسها عن التدخل في الشأن السياسي حتى لا تفاقم الأزمة”.

قلق أمريكي.. ودعوة للهدوء

عبرت واشنطن عن بالغ قلقها إزاء التقارير عن اشتباكات مسلحة في طرابلس، ودعت السفارة الأمريكية في ليبيا جميع الجماعات المسلحة إلى الامتناع عن العنف، وقالت في بيان عبر تويتر “على القادة السياسيين إدراك أن الاستيلاء على السلطة، أو الاحتفاظ بها بالعنف لن يؤذي إلا الشعب”.

من جهته، حث السفير الألماني في ليبيا جميع الأطراف على التحلي بالمسؤولية، كما اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن ما يجري في طرابلس كان متوقعًا، معبرًا عن خشيته من عودة الاقتتال.

مصر تدعو إلى ضبط النفس

أكدت القاهرة أنها تتابع بقلق التطورات الجارية في طرابلس، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ علي الهدوء في ليبيا، والحفاظ علي الأرواح والممتلكات، ومقدرات الشعب الليبي، وفق بيان الخارجية المصرية.

وحثَّت مصر جميع الأطراف الليبية على ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تأجيج العنف، مشددة على حتمية الحوار بهدف الوصول إلى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بالتزامن ودون تأخير.

مبادرة الحوار الوطني الشامل

أطلق رئيس الحكومة المكلف من البرلمان الليبي، فتحي باشاغ االأسبوع الماضي مبادرة للحوار الوطني الشامل، ودعا إلى إجراء حوار في إطار المصالحة الوطنية يشمل مختلف القوى السياسية والمجتمعية والعسكرية.

وشدد باشاغا عقب عقد حكومته ثالث اجتماع لها في مدينة درنة على أن مبادرته تهدف إلى الحفاظ على السيادة الليبية، ومنع التدخل الأجنبي بجميع أشكاله ومن كل الأطراف، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في إجراء الانتخابات.

ربما يعجبك أيضا