«اليد الممدودة».. هل تنجح في لمّ شمل الجزائريين؟

محمود طلعت

رئيس أركان الجيش الجزائري دعا القوى المدنية والسياسية للانخراط بقوة في مبادرة "اليد الممدودة" بهدف تقوية الجبهة الداخلية.


دعا رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، إلى الانخراط في مبادرة “اليد الممدودة” التي أطلقها الرئيس عبدالمجيد تبون، مطلع مايو الحالي 2022.

وفيما تشهد المبادرة استجابة من أحزاب سياسية موالية، تتجه الأنظار إلى قوى المعارضة التي تمثل استجابتها دعمًا لجهود المصالحة، لكن خبراء عابوا عليها الغموض في بعض جوانبها وأهدافها، إضافة إلى الجدل بشأن المشمولين بها، فما القصة؟

تحذير من الفتنة والتفرقة

قال قائد الجيش الجزائري، خلال زيارة عمل قادته إلى الناحية العسكرية الثانية في وهران، يوم الأحد الماضي 22 مايو 2022، إن تقوية أسس الجزائر الجديدة مسؤولية الجميع، ويشارك في بنائها كل أبنائها المخلصين، وفقًا لوكالة الأنباء الجزائرية. وشدد على: “أعداؤنا يدركون جيدًا، أن سر قوتنا يكمن في وحدتنا”.

وأضاف “لذلك هم يعملون ليل نهار، وبكل الوسائل المتاحة، على ضرب هذه الوحدة، من خلال بث خطاب الفتنة والتفرقة بين مكونات الشعب”. وأشار إلى أن “هذه المؤامرات والممارسات العدائية، وإن أضحت خلفيتها مكشوفة للعيان، فإننا مطالبون جميعًا، كلٌّ من موقعه، بإدراك أهدافها الحقيقية والتصدي لها بحزم وعزم، من خلال التحلي بأعلى درجات الوعي”.

تقوية الوطن داخليًّا.. ولقاءات مع الأحزاب

تهدف مبادرة “اليد الممدودة” إلى تقوية الجبهة الداخلية للوطن، من منطلق الإرادة السياسية الصادقة للسلطات العليا للبلاد، من أجل لم الشمل واستجماع القوى الوطنية، خاصة في هذه الظروف الدولية الراهنة، وفقًا لشنقريحة. وتأتي دعوة الرئيس الجزائري، بعد تشديد بعض الأحزاب والمكونات السياسية الجزائرية على دعمها المبادرة، في مقدمتهم رئيسا غرفتي البرلمان، حسب ما أوردت “سكاي نيوز”. 

وحسب تقرير سكاي نيوز، فقد أعلن الرئيس الجزائري عن لقاء يجمع الأحزاب السياسية كافة، تتويجًا لسلسلة لقاءات جمعته مع بعض ممثلي الطبقة السياسية، وهي المشاورات التي يقول تبون إنها تدخل في إطار مبادرته للمِّ الشمل. وفي حين تشهد المبادرة استجابة من أحزاب سياسية، تتجه الأنظار إلى القوى السياسية المعارضة التي تمثل استجابتها دعمًا لجهود المصالحة السياسية لتعزيز الوحدة الوطنية.

غموض يحيط بمحاور المبادرة

يرى المحامي وخبير القانون الدولي، إسماعيل خلف الله، إن وجود مبادرة للم الشمل هو أمر إيجابي بكل وضوح، ودليل على وجود نية الصلح بين الجميع، ولكن ما يجعل الأمر غامضًا بعض الشيء، أنها لم تفصح عن أدواتها ومقاصدها أو محاورها، حسب تصريحاته لـ”فرانس 24“.

وتساءل خلف الله: “هل ستكون المبادرة مع مَن كانوا يمثلون منظومة بوتفليقة سابقًا وهم الآن داخل السجون؟ أو ستكون مع مَن كانوا في بداية نظام الرئيس تبون وكانوا سببًا في عرقلة المشروع الذي طرحه؟ أو مع تيارات سياسية في الداخل فقط دون الخارج؟ أو مع رجال الأعمال الذين نهبوا خزينة الأموال العامة؟ أو ماذا؟”.

موقف حركة الإصلاح الوطني

أعلنت حركة الإصلاح الوطني بالجزائر، الأحد 22 مايو 2022، مباركتها لمبادرة رئيس الجمهورية الجزائري، عبدالمجيد تبون، وانخراطها فيها، داعية الفاعلين في المجتمع إلى الالتفاف حول هذا “المشروع النبيل”، بحسب بيان لها. ورأت الحركة في البيان نفسه، أن نية الرئيس تبون “واضحة وصادقة وأنه رئيس الجميع”

وأضاف البيان “وبادر الرئيس تبون بمشروع مصالحة سياسية، يد الرئيس ممدودة للجميع”، وأشارت الحركة إلى أن “كلمة إقصاء لا وجود لها في قاموسه، ويسخر كل حكمته للمِّ شمل الأطراف التي لم تكن تتفق في الماضي، في طريق مشروع الجزائر الجديدة”، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية.

مطالب الإفراج عن المعتقلين

فتحت مبادرة “اليد الممدودة” المجال واسعًا للمطالبة بالإفراج عن فئات واسعة من المساجين، وليس فقط عن معتقلي الحراك، ودعا حزب موالٍ للحكومة إلى “رفع الظلم” عن أطر حكومية أدانها القضاء بتهم الفساد، في حين عاد مطلب قديم، يتعلق بإطلاق سراح عدد كبير من عناصر “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” المحظورة.

ودعا “التجمع الوطني الديمقراطي” عقب اجتماع مكتبه الوطني، إلى اتخاذ تدابير عاجلة وحازمة لرفع الجرم عن التسيير، ووقف عبثية الرسائل المجهولة، وإعادة المكانة للكوادر المظلومين، الذين لم تتلطخ أيديهم بالفساد ونهب المال العام، وتعريض مقدرات الأمة للخطر، وفقًا لصحيفة “الشرق الأوسط”.

ربما يعجبك أيضا