الاتفاق النووي وملفات أخرى.. وزير خارجية إيران يستغل «دافوس» لإطلاق رسائله للغرب

يوسف بنده

بدت مشاركة وزير الخارجية الإيراني في دافوس كأنه يحمل رسالة من روسيا ويسعى إلى رمي الكورة في ملعب الآخرين.


استغل وزير الخارجية الإيرانية، حسين عبداللهيان، مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، اليوم الخميس 26 مايو 2022، لإطلاق رسائل سياسية وأمنية واقتصادية.

ويتلهف العالم إلى نهاية المحادثات النووية الجارية في فيينا، لمعرفة ما الدور الذي يمكن أن تقدمه طهران لطمأنة أوروبا بشأن قضية الطاقة، ولدول جوارها بشأن للأمن. وأيضًا، إيران التي تعاني من أزمات اقتصادية حادة تسعى للاستفادة من الاتفاق لجذب الاستثمارات.

الملف النووي في دافوس

يبدو أن الولايات المتحدة متشائمة من إمكانية التوصل لإتفاق نووي أخير مع إيران في فيينا، ,قال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، أمس الأربعاء، إن احتمال نجاح محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي أقل من فرص فشلها، مشددًا على أن واشنطن مستعدة لتشديد العقوبات على طهران إذا لم تتوصل إلى اتفاق، وسترد على أي تصعيد ضد إسرائيل وحلفاء آخرين.

ولكن عبداللهيان قال خلال “دافوس” إن بلاده جادة في التوصل إلى اتفاق نووي “قوي ومستدام”، مشيرًا إلى أن طهران ستبقي باب الدبلوماسية “مفتوحًا”. وأضاف “طرحنا مبادرة جديدة مؤخرًا لإحياء الاتفاق النووي، وعلى الرئيس الأمريكي وقف سياسة الضغوط القصوى”، مجددًا تمسك بلاد بالرفع الكامل للعقوبات الدولية، حسب ما ذكر تقرير وكالة “برنا” الإيرانية.

عقدة الحرس الثوري

تصر إيران على رفع اسم الحرس الثوري من قائمة العقوبات والإرهاب كشرط أساسي لإتمام الاتفاق النووي. وتشير وسائل إعلام أمريكية إلى أن الرئيس جو بايدن قرر الإبقاء على الحرس الثوري ضمن قائمة الإرهاب. ونقل موقع “بولتيكو” الأمريكي أن بايدن نقل قراره إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، خلال مكالمة هاتفية في 24 إبريل الماضي.

وفي المقابل، قال عبداللهيان، في دافوس، إن هذه القضية فرعية وأن أولويات المفاوضين هي مصالح الشعب الإيراني، والمطالب الاقتصادية في إطار التجارة العالمية، مضيفًا: “لا نسعى لامتلاك أو تطوير سلاح نووي، وإسرائيل تواصل تلفيق هذه الأكاذيب”. ويبدو أن عبداللهيان يحاول تهميش المخاوف الإقليمية بإظهار أن طهران أكثر براجماتية في تعاملها مع الملفات الخارجية.

الحوار مع السعودية في دافوس

كشف وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الثلاثاء الماضي، عن إحراز بعض التقدم في المحادثات مع إيران، لكنه قال إن هذا التقدم لم يكن بالقدر الكافي، مضيفًا أن أيادي المملكة لا تزال ممدودة إلى طهران “نواصل تشجيع إيران على الانتباه إلى ما يمكن أن يكون تغييرًا مهمًا للغاية في منطقتنا”، وشدد على أن “حقبة جديدة من التعاون” يمكن أن تعود بالنفع على الجميع.

ومن دافوس، قال عبداللهيان إنه “إذا كانت السعودية مهتمة بالعودة إلى علاقاتها مع إيران فنحن نرحب بذلك”، وشف أنه قد يجتمعُ بوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في دولة ثالثة لم يكشف عنها. وكذلك شدد على أن “إيران والسعودية دولتان كبيرتان وذات نفوذ في المنطقة، وأن “طهران لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرياض بالكامل”.

الحرب في أوكرانيا

سعت إيران للدخول على خط الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وأعلن عبد اللهيان لنظيره الروسي، سيرجي لافروف، خلال مكالمة هاتفية، يوم الخميس الماضي 19 مايو، استعداد طهران لأداء دور الوسيط بغية وقف الأعمال القتالية في أوكرانيا. وشدد على موقف طهران المعارض لاستخدام أدوات الحرب والعقوبات.

ولكن أمام العالم الغربي في منتدى دافوس، سعى وزير الخارجية الإيراني إلى نقل وجهة نظيره الروسي الغائب عن الاجتماع، وقال في ما يبدو أنه تحميل للمسؤولية على الأوروبيين: “في الواقع، حلف الناتو والولايات المتحدة شاركا في عمليات مستفزة في المنطقة، لتبرير وجود الحلف وتبرير توسعه واستفزاز الكرملين”.

وأشار عبداللهيان إلى أنّ “روسيا تلوم أوكرانيا وتقول إنّها لا تريد وقف الحرب، ولا تريد التفاوض، وأوكرانيا تتهم روسيا بالأمر نفسه”، داعيًا إلى العمل على “وقف الحرب في أسرع وقت ممكن، وحلّ وتسوية المشاكل من خلال الحوار”، حسب ما نقلت عنه سبوتنيك.

ربما يعجبك أيضا