كيف تستفيد إيران من علاقاتها المتميزة مع الفاتيكان؟

يوسف بنده

في ظل مساعي بابا الفاتيكان للضغط على روسيا لإيقاف الحرب في أوكرانيا، تستغل إيران هذه المساعي لتدويل القضية في فلسطين واليمن.


بعث المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، رسالة إلى بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، تشير إلى قوة العلاقات بين إيران والفاتيكان على مستوى الدولة والحوزة الدينية.

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والفاتيكان في عام 1954، واستمر الفاتيكان في الحفاظ عليها بعد الثورة الإيرانية، وروج لها عديد الأئمة الإيرانيين مطالبين بفتح حوار للأديان. وزار الفاتيكان الرئيسان محمد خاتمي في 2007، وحسن روحاني في 2016.

رسالة خامنئي

نقل مدير الحوزة الدينية في إيران، علي رضا أعرافي، خلال زيارة وفد ديني إيراني الفاتيكان، الثلاثاء الماضي، رسالة شفوية من خامنئي، إلى البابا فرنسيس. وحسب وكالة “مهر“، قال خامنئي: “استحسن مواقفكم دفاعًا عن المظلومين، ونتوقع مواصلة جهود الدفاع عن مضطهدي العالم، خصوصًا الشعبين الفلسطيني واليمني، واتخاذ مواقف صريحة وشفافة بهذا الشأن”.

وأضاف: “حل القضية الفلسطينية يتمثل في تشكيل نظام يحكم فلسطين من خلال الاستفتاء العام والانتخابات النزيهة التي يشارك فيها جميع السكان الأصليين من جميع الديانات”. وقال البابا فرنسيس: “أبلغ تحياتي إلى قائد الثورة الإسلامية في إيران والمراجع الدينية العظام في إيران، ونحن بدورنا نؤيد الموضوعات التي يقولها قائد الثورة الإسلامية”.

قضايا إقليمية

تأتي رسالة خامنئي، بعد كشف وكالة “رويترز” في إبريل الماضي، أن البابا فرنسيس من الممكن أن يزور القدس وبيروت في يونيو الجاري. وفي 6 مايو الماضي، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنه متوقع إلغاء الزيارة على خلفية التوتر الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين في البلاد.

تاتي رسالة المرشد الأعلى في إطار حملة إيران لتجريم التطبيع والتنديد بالهجمات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي المحتلة، فضلًا عن إدخال قضايا إقليمية مثل اليمن وفلسطين ضمن ملف أوكرانيا، التي سيأتي من أجلها البابا إلى القدس، فمقرر أن يلتقي فرانسيس رئيس الكنيسة الروسية لإقناعه بالتدخل لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بوقف الحرب.

62281504

زعامة إيران

تستفيد إيران من علاقاتها الفاتيكان في تسويق نفسها بصورة الزعامة للعالم الإسلامي الشيعي. ولطالما تكرر سفارتها في إيطاليا أن “إيران والفاتيكان” رمزان للإسلام والمسيحية في العالم، وبإمكانهما من خلال المبادئ الدينية والأخلاقية للديانتين السماويتين الترويج للقيم والأخلاقيات في العالم، والتعاون لتسوية الصراعات والتحديات الطائفية والعرقية”.

وخلال السنوات الماضية، نظمت إيران حوارات على مستوى مفكري البلدين، وعديد جولات الحوار بين الديانات لمناقشة البحوث الكلامية والنظرية في طهران وقم والفاتيكان. وتساعد هذه العلاقات طهران على الخروج من دائرة العزلة، بما تبدو فيه دولة طبيعية بعلاقاتها مع العالم المسيحي داخل أوروبا.

دور للبابوية

تعتبر إيران أن للبابوية الكاثوليك مكانة مؤثرة في الغرب، ولذلك خلال زيارة الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، الفاتيكان، طلب من البابا الصلاة من أجله. ويراهن الفاتيكان على دور إيران في الشرق الأوسط لمواجهة التطرف وإخماد الحروب لمواجهة ظاهرة الهجرة التي تهدد استقرار المجتمعات الأوروبية، التي باتت تقلق من التغيرات الديموغرافية داخل الشرق الأوسط وأوروبا.

وطالب بابا الفاتيكان، في يناير 2020، عقب مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الولايات المتحدة وإيران بتجنب التصعيد والسعي “للحوار وضبط النفس” لتفادي صراع أوسع في الشرق الأوسط.

ربما يعجبك أيضا