طريق جديد وتعزيزات عسكرية.. مخطط حوثي جديد لتضييق الخناق على تعز

محمود طلعت

تواصل مليشيا الحوثي المراوغة لإبقاء حصارها مدينة تعز خارج دائرة النقاش، وإحباط جهود الأمم المتحدة والالتفاف على المشاورات الجارية في الأردن.


استنكر فريق التفاوض الحكومي إقدام الحوثي على فتح طريق ترابي مجهول بمحافظة تعز، في محاولة للالتفاف على المشاورات الجارية في الأردن، وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ).

وتأتي الخطوة الحوثية بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من المحادثات، أمس السبت 4 يونيو 2020 في العاصمة الأردنية عمّان، بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين، وعقب تمديد الهدنة الأممية لشهرين، تبدأ في 2 يونيو وتستمر حتى 2 أغسطس 2022.

تفاصيل المخطط الحوثي

تفصيلًا، أشارت مصادر محلية في تعز إلى أن الطريق الجديد للحوثيين يربط بين شارعي الستين والخمسين، ويمر عبر مناطق قريبة من معسكر الدفاع الجوي في المطار القديم، ومدينة النور ومناطق البعرارة وشارع 24 وسوق الزنقل، ومنها إلى وسط المدينة.

ويهد مخطط مرور الطريق للوصول إلى معسكر الدفاع الجوي، ومناطق ذات أهمية استراتيجية عسكرية شمال غربي المدينة، عجزت الميليشيات عن الوصول إليها خلال السنوات الأخيرة، ما يمهد لمرور المعدات العسكرية الحوثية نحو المناطق المحررة في ظل الهدنة.

تظاهرات ضد الحوثيين

في السياق، نفذ مواطنون بمدينة تعز وقفة احتجاجية أمام عقبة منيف، على خطوط التماس للتنديد بالحصار الذي تفرضه الميليشيات على تعز، وتحركات الحوثيين بشأن شق طريق فرعي باتجاه مدينة النور غرب تعز.

ولا يشكل الطريق الجديد أي أهمية بالنسبة لمرور العربات المحملة بالبضائع أو للمسافرين، لمروره في مناطق فيها ألغام، وتطل عليها مواقع الحوثيين من الجهة الشمالية الشرقية، وتهدده سيول الأمطار، باعتباره منطقة “رخوة” لا يمكن المرور فيها في أثناء سقوط الأمطار، وفقًا لـ”العربية”.

تعزيز الحصار على تعز

ذكرت مصادر محلية في محافظة إب، اليوم الأحد، أن رتلًا عسكريًا من الآليات والمسلحين يتبع ميليشيا الحوثي، شوهد وهو في طريقه باتجاه تعز لتشديد قبضة الحصار المفروض على المدينة منذ نحو 8 سنوات، وفقًا لموقع “ديسمبر” اليمني.

وذكرت المصادر اليمنية أن شاحنات نقل عسكرية “قاطرات” مرّت بمنطقة النجد الأحمر في محافظة إب جنوب العاصمة صنعاء، باتجاه تعز ومن المحتمل أن تبدأ الميليشيا بنشرها في منافذ المدينة.

مفاوضات فتح المعابر

حمّلت الحكومة اليمنية ميليشيا الحوثي مسؤولية تعثر استئناف مفاوضات فتح المعابر والطرقات في تعز برعاية الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية. وقال رئيس فريق التفاوض الحكومي، عبدالكريم شيبان، إن فريقه متواجد في عمان، وأن استمرار غياب وفد الطرف الآخر يعرقل سير مفاوضات فتح معابر تعز.

وأشار شيبان في بيان صحفي الجمعة 3 يونيو 2022، إلى التزامه بالبحث عن كل السبل لإنهاء حصار الحوثي لمدينة تعز، ووضع العالم أمام حقيقة الطرف المعرقل لاتفاق الهدنة، واستمرار معاناة الشعب اليمني، وفقًا لصحيفة “عكاظ”.

دعوة لاحترام المفاوضات

أصدرت لجنة التفاوض الحكومية في الأردن، السبت 4 يونيو، بيانًا ذكرت فيه أن جماعة الحوثي تحاول الالتفاف على المفاوضات وإفشالها، داعية المبعوث الأممي، هانس جروندبرج، لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية في التصدي لألاعيب الحوثي، واحترام النقاشات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة.

ودعا شيبان المجتمع الدولي لإدانة الحصار الوحشي الذي تفرضه المليشيات على محافظة تعز، وسرعة الالتزام ببنود الهدنة الأممية التي تقضي بفتح الطرق الرئيسية، وتسهيل حركة تنقل المدنيين والبضائع، باعتباره حقًا إنسانيًّا مكفولًا في جميع القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، وفقًا لوسائل إعلام يمنية.

حصيلة القتلى خلال شهرين

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أول أمس الجمعة، إن 19 مدنيًّا لقوا مصرعهم باليمن، وأصيب 32 آخرون في نحو 20 حادثة مرتبطة بالصراع خلال شهري الهدنة التي رعتها المنظمة الدولية، وذلك بسبب ألغام ومقذوفات من مخلفات الحرب.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، ليز ثروسيل، في بيان، “نتجت هذه الخسائر بأغلبيتها عن ألغام أرضية. وعن متفجرات من مخلفات الحرب، ما يؤكد مخاطر هذه الأجهزة التي تهدد حياة المدنيين، وغالبًا لفترات طويلة من الزمن، وتؤدي إلى سقوط قتلى أو تتسبب بإصابات خطيرة“، بحسب “فرانس برس”.

ربما يعجبك أيضا