انتخابات برلمانية مبكرة بالعراق.. هل تطفئ غليان الشارع؟

محمود طلعت
لا تغيير لسعر صرف الدينار

تصاعدت دعوات إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في العراق خلال الأيام الماضية خصوصًا بعد انسحاب التيار الصدري من البرلمان.


دعت قوى سياسية عراقية لانتخابات مبكرة، عقب اتفاق يفضي إلى تعديل القانون وتغيير المفوضية العليا للانتخابات، وإلغاء العمل بنظام الاقتراع الإلكتروني.

ويعيش العراق على وقع أزمة سياسية مستمرة منذ استقالة نواب التيار الصدري من البرلمان، بعد أن حقق التيار المرتبة الأولى في انتخابات أكتوبر الماضي بواقع 73 مقعدًا، ولكنه أخفق في تشكيل حكومة أغلبية مع حلفائه من السُنة والأكراد.

دعوات لانتخابات برلمانية مبكرة

طرح تحالف “قوى الدولة” الذي يجمع تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وائتلاف النصر بقيادة حيدر العبادي، يوم الجمعة الماضية 24 يونيو 2022، مبادرة سياسية تفضي إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

ونصت المبادرة على انتهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات جديدة محددة المدة، وتشكيل معادلة حكم وسطية متزنة، ومحل قبول إقليمي دولي، ومحل اطمئنان للقوى السياسية المشاركة وغير المشاركة بالحكومة، ضمانًا لوحدة الصف الوطني، وفق ما ذكر موقع شفق نيوز الإخباري.

احتقان سياسي ومشهد ضبابي

شدد زعيم حركة “الجيل الجديد” الكردية، شاسوار عبدالواحد، على ضرورة حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، وهو الأمر الذي أيّده سابقًا تحالف عزم السني بقوله: “إننا نتعامل جديًّا مع أطروحة إعادة الانتخابات، فالاحتقان السياسي وصل إلى مراحل حرجة”.

وعلق رئيس مركز “بغداد” للدراسات الاستراتيجية، مناف الموسوي، بالقول إن المشهد السياسي العراقي معقّد وضبابي، خصوصًا بعد فشل مشروع التغيير الذي تقدم به التيار الصدري، وانسحابه من العملية السياسية والبرلمان، وفقًا لوسائل إعلام عراقية.

استباق الغضب الشعبي

يرى الموسوي أن دعوات إعادة الانتخابات ربما يكون سببها الخشية من عودة خروج الجمهور إلى الشارع، ولذلك فإنه تحاول الكتل السياسية استباق الأحداث من خلال تقديم مبادرات، والحديث عن الذهاب لانتخابات مبكرة.

وقبل أيام، اعتبر زعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، أن الخلل الآن أعمق وأكثر تعقيدًا، مشددًا على أنه لا يمكن تشكيل حكومة في ظروف هادئة مهيأة للنجاح، ودعا إلى اتفاق سياسي لإعادة الانتخابات بعد تعديل القانون وإلغاء التصويت الإلكتروني، وإجراء تغييرات مهمة في المفوضية.

قوى شعبية تستعد للتظاهر

تستعد قوى شعبية للخروج في مظاهرات مطلع الشهر المقبل من أجل “إسقاط البرلمان”، بحسب دعوات أطلقها المرشح السابق للانتخابات البرلمانية عن التيار الصدري، منتظر الزيدي.

وحذّر عضو مجلس النواب، سجاد سالم، من اندلاع تظاهرات شعبية، وقال إن النقمة الشعبية مرتفعة جدًا، خصوصًا في ظل إصرار الكتل السياسية على نفس البناء القديم، مضيفًا أنه “من الممكن انهيار كل شيء”، وفقًا لما نقلته عنه شبكة رووداو الإعلامية.

دوامة يصعب الخروج منها

المستشار السابق لرئيس الوزراء العراقي لشؤون الانتخابات، حسين الهنداوي، اعتبر أن نتائج الانتخابات المبكرة التي جرت أكتوبر 2021، أدخلت القوى السياسية الحالية دوامة من الصعب الخروج منها.

وقال الهنداوي، في تصريحات نشرتها شبكة رووداو يوم السبت 25 يونيو 2022: “من الناحية العملية، فإن نتائج الانتخابات المبكرة التي جرت العام الماضي بالتأكيد أحدثت خلخلة وأدخلت جميع الكتل والتحالفات السياسية في دوامة لن تنتهي حتى الانتخابات المقبل.

جلسة استثنائية لـ”النواب”

عقد مجلس النواب العراقي، الخميس الماضي، جلسة استثنائية أدى خلالها 64 نائبًا اليمين الدستورية كبدلاء عن نواب الكتلة الصدرية الذين استقالوا في 12 يونيو.

وتعهدت القوى السياسية المشاركة في الجلسة بالعمل لإزالة مظاهر الاحتقان السياسي والاجتماعي كافة، معربين عن أملهم في مشاركة نواب الكتلة الصدرية في نقاشات لإيجاد برنامج حكومي مشترك، وحل الخلافات وفقًا للدستور.

ربما يعجبك أيضا