هل يبشر تلاقي المصالح بين إيران وأوروبا بنجاح «محادثات الدوحة»؟

يوسف بنده

مع تفاقم أزمة الطاقة العالمية، تستغل إيران الأمر لفتح نافذة حوار مع الغرب في ظل تحولات إقليمية ودولية.


انطلقت جولة جديدة من مفاوضات رفع العقوبات عن إيران، أمس الثلاثاء 28 يونيو 2022، في العاصمة القطرية الدوحة، بعد تعثر المحادثات سابقًا في فيينا.

وحسب تقرير لموقع “نور نيوز” المقرب من الأمن القومي الإيراني، استُهلّت المفاوضات بلقاء جمع كبير المفاوضيين، علي باقري، ونائب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، الذي أعلنت طهران أنه سيتولّى مهمة تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة.

لا تجاوز للخطوط الحمراء

أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، أمس الثلاثاء، أن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في قطر ثلاثية وغير مباشرة. وأضاف: “على الرغم من أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أبلغنا مرارًا عبر الوسطاء بأنه يتمتع بالإرادة الجديّة للتوصل إلى اتفاق، ولكننا ما زلنا لا نرى، عمليًّا، أي شيء سوى السلوكيات القائمة على الضغوط القصوى لعهد سابقه ترامب.”

وجدد عبداللهيان استعداد بلاده الجاد للتوصل إلى اتفاق وصفه بـ”الجيد والمستدام والقوي”، مشددًا في الوقت نفسه على أنهم لن يتجاوزوا “الخطوط الحمراء” أبدًا، في إشارة إلى شروط حددها سابقًا المرشد، علي خامنئي، للقبول باتفاق مع الدول الكبرى.

وقال الوزير الإيراني: “الخطوط الحمراء المحددة في المفاوضات ترقى إلى مستوى صنع السياسات واتخاذ القرار، وقائمة على أساس توفير أقصى قدر من المصالح الوطنية، ولكننا نعتقد إن كان لدى الجانب الأمريكي نوايا جادة وتتسم بالواقعية، فإن الاتفاق متاح.”

أزمة النفط تبشر بنجاح مفاوضات الدوحة

تسود حالة من التفاؤل في الأوساط الإيرانية بشأن نجاح المفاوضات في الدوحة، لأسباب تتعلق بالقلق الأوروبي من موسم الشتاء والعجز في توفير الطاقة، خصوصًا بعد الدعوة التي أطلقتها فرنسا على هامش قمة مجموعة السبع، الاثنين الماضي، إلى الدول المنتجة للنفط لزيادة الإنتاج “استثنائيًّا”، ما اعتبرته صحيفة “أرمان ملي” أن أوروبا تفرش السجاد الأحمر أمام نفط إيران.

وأوضحت الصحيفة أن أوروبا تعمل على قطع 90% من واردات النفط الروسية بنهاية العام الجاري 2022، ما يعني أن موسكو ستسعى للاستيلاء على أسواق آسيا من إيران التي أصبحت أمام “فرصة ذهبية” لملء الفراغ في أوروبا، وهي الرغبة التي عززها تصريح وزير النفط، جواد أوجي، بأن الحظر على إيران التي تمتلك أكبر احتياطيات من النفط والغاز، أحد أسباب تهديد أمن الطاقة العالمي.

رغبة إيرانية في إنجاح الاتفاق

يبدو أن إيران عازمة على إنجاح مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، ما يظهر في استجابتها لدعوة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، لعقد محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، دون وجود ممثلي الدول الخمس الكبرى الأخرى، روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وتشعر حكومة طهران بالقلق من زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المزمعة إلى الشرق الأوسط، منتصف يوليو المقبل، وتحاول التعجيل يرفع العقوبات والعودة بالعلاقات مع أوروبا، حتى لا تبقى على هامش التحولات التي تجري في المنطقة والعالم خلال تلك الفترة.

هل تنجح الدوحة في تخطي النقاط الخلافية؟

تُعدّ الملفات المتعلقة بتنفيذ إيران التزاماتها في إطار اتفاق الضمانات الشاملة من النقاط الخلافية المهمة لدى الجانب الأمريكي. وكذلك مطالب إيران برفع جميع العقوبات المفروضة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، والتي فُرضت ضمن سياسة الضغوط القصوى الأمريكية، ولكن واشنطن ترى ذلك “مطالب خارج الاتفاق”، وتحث إيران على الاستجابة أولًا للمخاوف الإقليمية.

وتطالب إيران أيضًا بضمانات سياسية وحقوقية وتجارية من الجانبين الأمريكي والأوروبي حتى لا يتكرر الانسحاب من الاتفاق. وفي المقابل، ذكرت الولايات المتحدة أنه لا يمكن تقديم ضمانات في هذا الشأن في ظل تغير الإدارات. وتطالب إيران بإخراج الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، ما يحتاج إلى مفاوضات أوسع تشمل ملفات أخرى، وهذا أمر ترفضه إيران.

ربما يعجبك أيضا