قبيل زيارة بايدن.. إيران تسعى لتوسيع الحوار العربي نحو مصر والأردن

يوسف بنده

تستبق إيران تحركات إسرائيلية لتشكيل تحالف شرق أوسطي ضدها، فذهبت إلى توسيع دائرة الحوار الإيراني-العربي ليشمل مصر والأردن.


كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الجمعة 1 يوليو 2022، للمرة الأولى عن رعاية بلاده لحوارات إيرانية مع الأردن ومصر.

وحسب تقرير صحيفة “الشرق الأوسط“، سبق أن أعلن رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، رعاية بغداد حوارًا بين 5 دول رفض الإفصاح عنها. ولكن طبقًا لما أعلن، فإن الدول المعنية هي إيران والسعودية والأردن ومصر والولايات المتحدة.. فهل تنجح الوساطة العراقية؟

تصريحات إيجابية عن مصر

خلال لقائه قادة الفصائل الفلسطينية في العاصمة السورية، دمشق، يوم السبت الماضي، خرج وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، بتصريحات إيجابية عن مصر، مشددًا على أنها دولة مهمة في العالم الإسلامي، وأن تطوير العلاقات بين طهران والقاهرة يصب في مصلحة دول منطقة الشرق الأوسط وشعبي البلدين.

ورغم نفي عبداللهيان وجود مفاوضات مباشرة مع مصر لاستئناف العلاقات في الوقت الراهن، فإنه أشار إلى جهود جارية من أجل عودة مياه العلاقات بين طهران والقاهرة الى مجاريها في إطار التعاون بين دولتين إسلاميتين، لافتًا في الوقت ذاته إلى وجود مكتب لرعاية المصالح في كلا البلدين.

شروط مصرية

​​كشف صحيفة “الزمان” العربية، أن مصر أبلغت الجانب الإيراني شروطًا قبل الدخول في أي مفاوضات لتحسين العلاقات، منها عدم التدخل في شؤون المنطقة، وعلى رأسها دول الخليج التي تعتبرها مصر جزءًا من أمنها القومي، ووقف دعم المليشيات الإرهابية التي تهدد دول المنطقة، وعلى رأسها جماعة الحوثيين.

ويأتي الحديث عن الحوار الإيراني-المصري، تزامنًا مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، منتصف يوليو الحالي. وفي ظل مخاوف إيرانية من نتائج هذه الزيارة التي قد تؤدي إلى تحالف عسكري إقليمي ضد إيران، خصوصًا مع مساعي إسرائيل إلى نشر منظومات رادارية وصاروخية وليرزية في منطقة الخليج لرصد الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

2022 07 04 20 35 37 338136

طمأنة مصرية

وكشفت “الزمان” عن اجتماع أمني رفيع المستوى ضم مسؤولين عسكريين في الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن ومصر ودول خليجية، عقد مؤخرًا في مدينة شرم الشيخ المصرية، لبحث سبل تنمية العلاقات العسكرية بين تلك الدول في مواجهة قدرات إيران الصاروخية، قبيل بدء جولة بايدن التي تبحث إنشاء حلف “ناتو عربي” لمواجهة إيران، وتمدد النفوذ الروسي في المنطقة.

ولكن حسب الصحيفة العربية، فإن مصر رفضت الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران، وهو ما أبلغ به الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، سلطان عمان، هيثم بن طارق آل سعيد، خلال جولة السيسي الخليجية، الأسبوع الماضي، بحكم العلاقة الطيبة بين السلطنة والجمهورية الإسلامية.

الأردن بين التحذير والطمأنة

عبرت إيران عن قلقها من تصريحات العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، بشأن تأييده إنشاء حلف “ناتو” شرق أوسطي، وتحذيراته السابقة من نشاط الميليشيات المدعومة إيرانية على الحدود مع سوريا. ولكن على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية في بيروت، السبت الماضي، ظهرت تطمينات تجاه إيران على لسان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي.

وفي حوار مع صحيفة “النهار العربي” اللبنانية، نفى وزير الخارجية الأردني استلام اقتراح بتشكيل حلف عسكري يضم الدول العربية وإسرائيل ضد إيران، موضحًا أن مسألة تشكيل هذا التحالف ضد ايران لم تدرج في جدول اعمال القمة التي يعقدها زعماء 9 دول عربية مع الرئيس الأمريكي منتصف الشهر الحالي في العاصمة السعودية، الرياض.

المحادثات مع السعودية

العلاقات العربية مع إيران، تنتظر نتائج المحادثات الإيرانية السعودية الجارية بوساطة عراقية التي يتوقع أن تؤدي إلى تبادل فتح السفارات قبيل زيارة بايدن، وكشفت صحيفة “الزمان” في تقرير منفصل، أن بغداد تستعد لترتيب لقاء على المستوى الدبلوماسي بين المسؤولين السعوديين والإيرانيين يسبق “قمة جدة” التي تعقد منتصف الشهر الحالي.

وأوضحت الصحيفة أن المباحثات التي أجراها الكاظمي خلال الأسبوع الماضي في جدة وطهران، أسفرت عن حسم العديد من الملفات العالقة بين البلدين، ما يمكن أن يساعد في تخفيف التوترات بعموم المنطقة. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق استئناف المحادثات الثنائية مع السعودية قريبًا في بغداد.

ربما يعجبك أيضا