بين توازن القوى وتخفيف حدة العقوبات الغربية.. رئيس روسيا يزور إيران الثلاثاء المقبل

يوسف بنده

في إطار تمدد تداعيات الحرب على أوكرانيا، تأتي زيارة الرئيس الروسي إلى طهران لمناقشة ملفات متعلقة بالشرق الأوسط والقوقاز والتصدي للعقوبات الغربية.


يسافر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى العاصمة الإيرانية، طهران، لعقد محادثات مع نظيرَيْه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء المقبل 19 يوليو 2022.

وحسب “رويترز” فسوف “تكون هذه هي الزيارة الخارجية الأولى لبوتين إلى الشرق الأوسط، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وستأتي بعد نهاية زيارة بايدن إلى كل من إسرائيل وفلسطين والسعودية، والتي يبدؤها الرئيس الأمريكي، اليوم الأربعاء.

توازن أمام واشنطن

تتزامن زيارة بوتين مع قلق طهران من التحركات الأمريكية في المنطقة لتكوين تحالف أمني ضدها، فحسب تقرير الجريدة الكويتية، قال رئيس البرلمان الإيراني، باقر قاليباف: “واشنطن ترتكب، في الشرق الأوسط والخليج الخطأ نفسه، الذي ارتكبته مع كييف، عبر توسيع الناتو، فتدعم إسرائيل لربط منظوماتها الدفاعية بأخرى خليجية للتصدي للصواريخ والمُسيرات الإيرانية”.

وقد كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن إيران تستعد لنقل مئات من الطائرات المُسيرة إلى روسيا، بما فيها ما لديها قدرات على حمل أسلحة، وتدريب متخصصين روس على استخدامها الشهر الحالي. وهو ما يكشف عن تعاون تسليحي بين موسكو وطهران في إطار الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين، التي تنص على تبادل تكنولوجيا التسليح.

في مواجهة العقوبات

في إطار مواجهة العقوبات الغربية على موسكو، تمثل إيران ممرًّا تجاريًّا مهمًّا بالنسبة إلى روسيا، فحسب تقرير “سي إن إن” الأمريكية، قال رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني، رضا بور إبراهيمي، إن “روسيا جادة في توسيع علاقاتها الاقتصادية مع طهران، بسبب العقوبات التي فرضتها أمريكا والاتحاد الأوروبي على موسكو، لحربها ضد أوكرانيا”.

ويأمل البلدان في رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار، ويبحث البنك المركزي الإيراني مع الروس أيضًا، إبعاد عملتي اليورو والدولار من تعاملاتهما. وكذلك الاستعانة بمنصات محلية للربط بين البنوك، لتخطي العقوبات الغربية المفروضة على البلدين. ودخل إيران أول قطار نقل وترانزيت البضائع، قادمًا من روسيا متوجهًا إلى الهند، عبر سكك الحديد الإيرانية.

14010422 1014 1 1

مستقبل سوريا

كانت روسيا وتركيا وإيران قد عقدت محادثات في نور سلطان (آستانة) عاصمة كازاخستان عام 2018، استهدفت خفض حدّة التوتر في سوريا. وذكر الكرملين، في بيان الاثنين، أن بوتين وأردوغان بحثا هاتفيًّا، عقد قمة بينهما، وناقشا الوضع في سوريا، حيث ينشر البلدان قوات مسلحة.

وأضاف البيان أن الجانبين شددا على أهمية عقد اجتماعات ثلاثية تضم معهما إيران. وحضّ أردوغان بوتين على تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وقد لعبت إيران دور وساطة بين تركيا وسوريا، بعدما أعلنت القوات التركية عزمها شن عملية عسكرية واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد)، وهو ما عارضته دمشق.

مصالحة القوقاز

تمثل الدول الثلاث إيران وتركيا وروسيا، الدول الضامنة أيضًا لصيغة 3+3، لتسوية النزاع والتطبيع بين الدولتين المتحاربتين في منطقة القوقاز، أذربيجان وأرمينيا، إلى جانب جورجيا، فتوجد ترتيبات لعقد قمة 3+3 لبحث مستقبل منطقة القوقاز بعد تحرير مرتفعات ناغورقراباخ من يد القوات الأرمينية لصالح أذربيجان.

وتمثل منطقة القوقاز أهمية بالغة بالنسبة إلى الدول الثلاث الضامنة، فتمثل لروسيا بوابة لوصول تجارتها إلى كل من إيران وتركيا، فضلًا عن منطقة الشرق الأوسط، وتمثل لإيران وتركيا بوابة مهمة للعبور نحو آسيا الوسطى والصين وشرق أوروبا.

ربما يعجبك أيضا