هل ينهي تحالف روسيا وإيران وتركيا الأزمة السورية؟

يوسف بنده

تحركات وتصريحات سبقت القمة الثلاثية في طهران التي تجمع قادة إيران وروسيا وتركيا، مؤشر على رغبة التعاون لحل الأزمة السورية بما يضمن مصالح الدول الثلاث.


تحتضن العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الثلاثاء 19 يونيو 2022، قمة ثلاثية بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا، لبحث الملف السوري في إطار محادثات «أستانة».

تعد القمة مهمة لموسكو التي تتحدى حصار القوى الغربية بسبب الحرب الأوكرانية، بالإضافة إلى وجود تعاون مع إيران وتركيا في مجالات التجارة والترانزيت والطاقة، فضلًا عن الدور التركي في الحوار الروسي الأوكراني للتوصل إلى صيغة للتفاوض والمصالحة.

صيغة للمصالحة

وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، سيصل إلى طهران، اليوم، لبحث نتائج القمة مع نظيره الإيراني، حسين عبداللهيان، كون طهران تلعب دور الوساطة للمصالحة بين دمشق وأنقرة، بالإضافة إلى معارضتها إلى جانب موسكو، شن تركيا أي عمليات عسكرية جديدة داخل سوريا، وتعتزم الاستفادة من التحولات الإقليمية وعزم روسيا على إثبات حضورها في المنطقة، لدعم المصالحة.

وكشفت صحيفة «الجريدة» الكويتية، أن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، سيعرض على نظيريه الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان، اقتراحًا لحل أزمة شمال سوريا، ينص على تسلم الجيش السوري المناطق التي توجد فيها قوات سورية الديمقراطية “قسد” المدعومة من أمريكا، والتي يهيمن عليها الأكراد، مع تقديم ضمانات إل بمنع أي تحرك للمنظمات الكردية في المنطقة.

خطوات جادة

تشير الأوضاع إلى وجود خطوات جادة لحل الأزمة السورية، للتفرغ لملفات أخرى بين الدول الثلاث، فكثفت روسيا من عملياتها العسكرية داخل سوريا مؤخرًا، لإثبات حضورها أمام الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن عملية التسوية السورية ستكون في قلب الاهتمام خلال زيارة بوتين، مضيفًا: “صيغة أستانا مهمة جدًا وأظهرت قابليتها للتطبيق”.

وأفاد «المرصد السوري» بوصول تعزيزات عسكرية جديدة، تضم أفرادًا ومعدات ثقيلة، لقوات الحكومة السورية برفقة قوات روسية إلى محاور القتال في ريف منبج شرقي حلب، وأعلن وزير الخارجية الإيراني، أمس، أن عودة اللاجئين السوريين الى ديارهم، والمساعدة في استتباب السلام والاستقرار والأمن في سوريا من الموضوعات الرئيسة على جدول أعمال القمة الثلاثية.

أردوغان والرئيس الإيراني

قلق تركي

يبدو أن تركيا لديها قلق من الجماعات الكوردية المسلحة، وتسعى للحفاظ على ورقة الضغط العسكرية، حتى الوصول إلى صيغة سياسية، فدفعت بتعزيزات عسكرية تزامنًا مع القمة، وحسب تقرير صحيفة «الشرق الأوسط»، يسعى أردوغان خلال القمة إلى تأمين موقفي روسيا وإيران من العملية التي تواجه معارضة من جانب موسكو والولايات المتحدة، بهدف إقامة منطقة عازلة بعمق 30 كم داخل سوريا.

في الوقت نفسه تريد تركيا التحرك بالتنسيق مع موسكو وطهران، بسبب وجود بعض الميليشيات الإيرانية الداعمة للنظام في المناطق التي ستستهدفها العملية التركية، لتجنب المواجهة مع قوات النظام أو القوات الروسية أو الميليشيات الإيرانية، ويشدد أردوغان على أن هدف العملية «ينحصر فقط في تأمين حدود تركيا الجنوبية»، في الوقت نفسه ترفض إيران الضربات الإسرائيلية المتواصلة على مواقع سوريا.

تحالف ثلاثي

يراقب الغرب الذي تضرر من الحرب الروسية الأوكرانية، القمة الثلاثية في طهران، ويراهن بوتين على إيران وتركيا في تخطي العقوبات الغربية، وحسب تقرير وكالة «ارنا» الإيرانية، قال رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتونوف: “هذه رحلة مهمة لبوتين لأن الكرملين لا يريد أن يسمح لنفسه بالعزلة دوليًا. ولدى إيران تجربة طويلة في الالتفاف على العقوبات الغربية، تستفيد منها روسيا”.

ويضيف التقرير: “تعتبر المحادثات الثلاثية بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة إلى الشرق الأوسط علامة على استمرار نفوذ بوتين في المنطقة، فضلًا عن سعي قادة روسيا وإيران لتقليل اعتماد البلاد على الدولار الأمريكي، وتمثل تركيا بوابة مهمة لعبور التجارة والطاقة الروسية إلى الخارج”.

ربما يعجبك أيضا