بعد زيارة الرئيس الروسي إلى طهران.. ما مستقبل الاتفاق النووي مع الغرب؟

يوسف بنده

بعد أيام من زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، تأتي زيارة الرئيس الروسي إلى طهران، لتُزيد من تعقد مساعي إحياء الإتفاق النووي، وتُقرب إيران أكثر من معسكر روسيا والصين.


زار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إيران، أمس الأربعاء 19 يوليو 2022، في ظل تعطل المحادثات النووية الإيرانية، بسبب إصرار طهران على رفع العقوبات كافة.

وتراهن روسيا على إيران في كسر عزلتها التي فرضها الغرب عليها بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجال التجارة والطاقة، بما يساعد موسكو على اكتساب خبرة طهران في تخطي العقوبات الغربية، طوال السنوات الماضية.

شراكة استراتيجية

وقّعت طهران وموسكو، أمس، مذكرة تفاهم لاستثمار شركة غازبروم الروسية في حقول النفط والغاز الإيرانية بـ40 مليار دولار، تعد الأكبر من نوعها في تاريخ صناعة النفط. وتشمل المذكرة تطوير حقل غاز بارس الشمالي وكيش و6 حقول نفطية، إضافة الى استثمار غازبروم بـ15 مليار دولار لزيادة الضغط فی حقل بارس الجنوبي ومبادلة الغاز ومنتجات النفط والاستثمار في إكمال مشروع “إيران – ال.إن.جي”.

وهذا الاتفاق يعني أن سوق الطاقة الإيرانية، التي تراهن عليها الغرب، باتت في يد روسيا، وقرار طهران طرح الروبل الروسي نقدًا في سوق الصرف، سيبعث على زيادة التجارة مع روسيا، والاقتراب من أوراسيا الاقتصادية بدلًا من أوروبا، فبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدین 4.035 مليار دولار خلال عام 2021، لیسجل نموًّا بـ81.7 بالمئة مقارنة بالعام الذي سبقه، حسب موقع الرئاسة الإيرانية.

165832025600367200

تعقد إحياء الاتفاق

في الإعلام الإيراني، حاولت صحف المحافظين، مثل “جوان” المقربة من الحرس الثوري، إظهار زيارة بوتين، كأنها تحالف استراتيجي، نظرًا إلى وجود إرادة صارمة من النظام وشخص المرشد، علي خامنئي، لإنجاح هذا اللقاء، وتوسيع العلاقات بين موسكو وطهران في ظل توتر العلاقات مع الغرب، لكن صحيفة “ستاره صبح” رأت أن توقيت الزيارة بالتحديد يعد خطأ، فيعقد مسار المفاوضات النووية.

وأوضحت الصحيفة الإصلاحية، أن توقيت هذه الزيارة يجعل العودة إلى الاتفاق النووي تبدو صعبة. وقال المحلل السياسي، علي بيكدلي، “إن قوة موقف إيران في المفاوضات النووية ستتراجع بعد زيارة بوتين، وسيصبح موضوع المفاوضات النووية موضوعًا هامشيًّا، وستقلل الزيارة كذلك من الآمال في إحياء الاتفاق النووي، مشددًا على أن روسيا لا تريد أن تكون لإيران علاقات مع الغرب”.

غضب أمريكي

عبَّرت أمريكا عن غضبها من تقارب طهران وموسكو، فقال الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إن “بإمكان إيران الاختيار بين إحياء الاتفاق النووي أو البقاء مع روسيا، التي هي نفسها باتت معزولة في المجتمع الدولي”. وأشار مالي، إلى أن “فرص إعادة إحياء الاتفاق النووي تتضاءل يومًا بعد يوم”، وأن “إيران تقترب أكثر من المعدات اللازمة لصنع قنبلة نووية”.

ووقع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أيضًا على أوامر تنفيذية سهل من خلالها فرض العقوبات على دول مثل الصين وفنزويلا وروسيا وإيران، التي تحتجز على نحو غير قانوني، المواطنين الأمريكيين كرهائن. وشدد وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، التزام بلاده بمواصلة “بذل جهودنا الحثيثة لإعادة جمع الأمريكيين المحتجزين كرهائن أو المحتجزين ظلمًا مع أحبائهم”، حسب تقرير صحيفة “الرياض“.

2022 07 19 20 06 36 692377

اتفاق بديل

تصطدم رغبة إدارة بايدن في التوصل إلى اتفاق يكبح المساعي النووية والتهديدات الأمنية لإيران، بإصرار طهران على تلبية مطالبها كافة. فقد صرح وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، خلال اتصال مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: بـ”أنه لا شك في إرادة إيران التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام، داعيًا أمريكا إلى أن تكون واقعية، بالتوصل إلى اتفاق”.

وأمام التعنت الإيراني، تبحث إدارة بايدن عن اتفاق بديل، فقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “نحن على اتصال مع حلفائنا وشركائنا بشأن بدائل للاتفاق النووي، لأن الإشارة التي نتلقاها من إيران هي أنها لا تريد العودة إلى هذا الاتفاق”. وقال برايس: “إذا اتضح أن إيران لا تنوي العودة إلى الاتفاق النووي، فسنتخذ مسارًا آخر”، حسب موقع “ناطقان“.

ربما يعجبك أيضا