رؤية للدراسات: هل يعتزل الإخوان المسلمون العمل السياسي؟

يوسف بنده

في ظل استمرار الصراعات بين أجنحة وانقسامات جماعة الإخوان المسلمين، فمن الصعب الحديث عن عودة مشروع سياسي يعيد تنظيمهم.


أتت تصريحات القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، حول عدم خوض الجماعة صراعًا جديدًا على السلطة بعد الإطاحة بها من الحكم، ليؤكد بها موقف الجماعة الرافض للعنف.

ولفهم تلك التصريحات من المهم الإِشارة إلى سياقاتها التي تأتي في إطار بيئة سياسية تتباين رؤيتها تجاه واقع الجماعة السياسي، فيبرز قطاعان رئيسان يتنازعان قيادة الجماعة، وهما جبهة إبراهيم منير، وجبهة محمد حسين، إضافة إلى قطاع ثالث يرفض مسارات كلتا الجبهتين، ويرى أنهما لا يعبران عن أزماته الحقيقية.

حرب بيانات

منذ أكتوبر 2021 والجماعة تعيش “حرب بيانات” مُتعارضة دون حسم، فقد أصدر منير قرارًا بإيقاف 6 من قيادات الجماعة، منهم حسين، وإحالتهم إلى التحقيق بدعوى مخالفته اللائحة الداخلية لترد القيادات الموقوفة بإعفاء منير. وتستمر تلك الممارسات بين الطّرفين، فيؤكد كل طرف استمرار سيطرته التنظيمية وهيكلة جناحه بتعيين نواب ومتحدثين اعلاميين وقرارات بفصل وبيانات، واتهام الآخر بإضعاف التنظيم وبث الفرقة به.

وكل جبهة تحاول القول إن الشرعية معها. وفي مقابل تلك التباينات لا يزال أطراف الصراع التنظيمي عاجزين عن طرح مشروع سياسي، فضلًا عن فقدانه أي أدوات ضغط له في ظل مجمل أدائه السياسي والانقسام التنظيمي الذي يشهده. مع انعدام رغبة النظام الحاكم في تحريك الصراع الصفري القائم، فمجمل التحديات وموازين القوى السياسية تغيرت، دون أن يتفاعل التنظيم جديًّا أمام أيّ من تلك المتغيرات.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا