طهران تدرس رد واشنطن على المقترح النووي.. وسط تبادل التصعيد

يوسف بنده

يبدو أن واشنطن وطهران قد اقتربتا من اتفاق نووي ولو مؤقت لحين الانتهاء من انتخابات الكونجرس الأمريكي. مع وجود ملفات ما زالت عالقة كالسماح بتفتيش المنشآت النووية ورفع اسم الحرس الثوري من العقوبات.


أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الأربعاء 24 أغسطس 2022، أن بلاده تدرس الرد الأمريكي على مقترحاتها بشأن النص “النهائي“، لإحياء الاتفاق النووي.

وحسب التليفزيون الإيراني، قال ناصر كنعاني، إن طهران “تلقت عبر المنسق الأوروبي، رد الحكومة الأمريكية على آراء إيران بشأن حل القضايا المتبقية في مفاوضات رفع العقوبات، والمراجعة الدقيقة لآراء الجانب الأمريكي بدأت، وطهران ستعلن رأيها”.

تنازلات إيران

قال متحدث الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الأربعاء الماضي: “نحن أقرب إلى اتفاق مما كنا عليه قبل أسابيع قليلة، لأن إيران قررت تقديم تنازلات”. وأضاف: “ما زالت توجد فجوات كثيرة في المفاوضات ولم نتوصل بعد إلى نتيجة”. وقال: “الطريقة الوحيدة هي أن تجيب إيران عن أسئلة الوكالة”، حسب “روسيا اليوم“.

وكان مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا محمد مرندي، قد قال: “إن إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية لم تكن شرطًا مسبقًا لإكمال الاتفاق النووي. وإنه لن يجري تنفيذ أي اتفاق، ما دام لم يغلق ملف الاتهامات المزورة ضد إيران نهائيًّا”. وكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، قد أعلن أنه لا يوجد لدى إيران مواقع نووية غير معلنة.

غضب إسرائيلي

تبدو إسرائيل غاضبة من احتمال توصل إيران إلى اتفاق، ولو مؤقتًا، لحين الانتهاء من انتخابات الكونجرس الأمريكي التي تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي بين واشنطن وطهران، فقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، مسودة الاتفاق النووي المحتمل مع إيران بأنها “صفقة سيئة” وأن أي اتفاق محتمل مع طهران لا يفرض التزامًا على إسرائيل.

وقال لابيد، الأربعاء الماضي، إن هذا الاتفاق يساعد إيران بـ100 مليار دولار سنويًّا، وطهران لا تبني مدارس ومستشفيات بهذه الأموال، بل تستخدمها لـ”إضعاف الاستقرار في الشرق الأوسط”. وكان مسؤول الخارجية الأوروبية، جوزيب بوريل، قد أعلن  الثلاثاء الماضي، أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران هذا الأسبوع، حسب صحيفة “الشرق“.

85 004320 iran drohnes base 700x400

تصعيد عسكري

يبدو أن واشنطن سعت لإظهار عدم رضوخها للمطالب الإيرانية في ما يتعلق بالحرس الثوري والتهديدات الإيرانية الإقليمية، فحسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، استبق الرد الأمريكي على تعديلات طلبت إيران إدخالها على المقترح الأوروبي لإعادة إحياء الاتفاق النووي، بإعطاء أوامر لجيشه بشن سلسلة ضربات نادرة ضد الحرس الثوري شرقي سوريا.

وقد عبّر المحافظون في إيران عن غضبهم من هجمات أمريكا ومن الاتفاق النووي المحتمل، فكتب حسين شريعتمداري، بصحيفة كيهان المقربة من معسكر المرشد الإيراني، علي خامنئي: “هذه الهجمات الوقحة مرتبطة بالاتفاق النووي، وإذا لم يُشطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية، فستبرر واشنطن هجومها الأخير بحجة مقاومة الجماعات الإرهابية”.

استعراض للمسيرات

تزامنًا مع التصعيد الأمريكي ضد مليشيات إيران سوريا، انطلقت الأربعاء الماضي، المناورات المشتركة للطائرات المسيرة للجيش الايراني وهي مناورات مشتركة بين كل القوات والصنوف الأربعة التابعة للجيش الإيراني. وتجري هذه المناورات بمشاركة 150 طائرة مسيرة من مختلف الأنواع والطرازات وتغطي الأراضي الإيرانية كلها، حسب وكالة «فارس».

وقد كشف الجيش الإيراني عن قاعدة عسكرية جديدة تحت الأرض مخصصة للطائرات المسيرة، بدون طيار. ويمثل سلاح المُسيرّات تهديدًا إيرانيًّا جديدًا لدول الجوار، إضافة إلى البرنامجين النووي والصاروخي، فقد استفادت الميليشيات الموالية لإيران في اليمن والعراق في استهداف مصالح خليجية، منها الهجوم على منشآت النفط السعودية.

ربما يعجبك أيضا