طهران تستغل شتاء أوروبا للضغط خلال المحادثات النووية

يوسف بنده

ما زالت إيران تراهن على سياسة النفس الطويل خلال محادثاتها النووية، فلم تقبل بالتنازل عن شروطها للعودة للإتفاق النووي وتستغل أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا خلال فصل الشتاء كورقة ضغط.


أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الجمعة الماضية 2 سبتمبر 2022، رد طهران على مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بشأن إحياء الاتفاق النووي.

وقد أفادت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، أنه عقب رد إيران الأخير، فإن المفاوضات النووية بين طهران والقوى العالمية، تعرضت للخطر. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله: “إننا ندرس رد إيران بشأن الاتفاق النووي، لكنه ليس مشجعًا على الإطلاق، ويبدو أننا نتراجع إلى الوراء”.

عقبة المطالب الإيرانية

حسب وكالة “إرنا“، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الاثنين الماضي: “إن الهدف من المفاوضات هو إلغاء العقوبات، وإن مَن تخلوا عن التزاماتهم يجب أن يعودوا إليها”، وحدد رئيسي 4 شروط أساسية، هي: “ضمانات مطمئنة، وتحقق موضوعي وعملي لرفع العقوبات، ورفع العقوبات دائمًا، وإغلاق ملف المطالبات السياسية المتعلقة بالضمانات”.

وتشدد إيران على مسألة إغلاق ملف المواقع النووية المشبوهة في إطار العودة إلى الاتفاق النووي، في حين قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايرين جان بيير، الجمعة الماضية: “إن إحياء الاتفاق النووي لا ينبغي أن يكون مشروطًا بالتحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بالتزامات إيران، بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”، حسب شبكة “العربية“.

 اتفاق محتمل

حسب تقرير قناة 12 الإسرائيلية، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية قيّمت، في تقرير سرّي، أن أمريكا وطهران، رغم سلبية رأي أمريكا إزاء موقف إيران من الاتفاق، ستتوصلان إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة. ووفقًا للتقرير الإسرائيلي، لا تزال الحكومة الأمريكية ترى إحياء الاتفاق النووي الطريقة الوحيدة للسيطرة على البرنامج النووي الإيراني، حسب “إيران إنترناشونال“.

ويبدو أن إيران تراهن على حاجة أوروبا إلى الطاقة الإيرانية شتاءً، فقد قال مستشار فريق التفاوض النووي، محمد مرندي: إن “الغرب بحاجة إلى الاتفاق، لأن الشتاء على الأبواب”، حسب وكالة “إيمنا“. وقد كشفت صحيفة “بوليتيكو” أن الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، سيشارك في “اجتماع سري” مع أعضاء بالكونجرس، 14 سبتمبر الحالي، لتقديم إيضاحات حول الاتفاق مع إيران.

السيناريو الأسوأ

أمام الغضب الإسرائيلي تظهر طهران استعدادها لسيناريو تعرض منشآتها النووية للقصف، فقد صرح قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، بأن الدفاعات الجوية مستعدة للرد على أي تهديدٍ كان، حسب وكالة “فارس“. وقد أوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، الأربعاء الماضي، عدم السماح لإيران مطلقًا بامتلاك سلاح نووي، حسب “سي إن إن“.

وقد كشف نائب وزير الدفاع الإيراني، مهدي فرحي، أمس السبت، أن إيران جهزت 51 من مدنها وبلداتها بأنظمة دفاع مدني لإحباط أي هجوم أجنبي محتمل، وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل وأمريكا. وقال فرحي: “أصبحت المعارك معقدة، بما فيها الهجمات الإلكترونية والبيولوجية والإشعاعية، والتي حلت محل الحروب التقليدية”، حسب صحيفة “أخبار الخليج” البحرينية.

ربما يعجبك أيضا