الصحة والتعليم في عهد التمكين.. بصمات رئيس الإمارات الراحل خليفة بن زايد

حسام أحمد

عزز الشيخ خليفة بن زايد مكانة دولة الإمارات، منتهجًا الأسس التي أرساها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.


“عندما يفاخر الناس بإنجازات.. نحن نفاخر بأننا أبناء زايد الخير.. وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نحن نتحدث عن تاريخ من الخير بدأ مع قيام دولتنا” بهذه الكلمات أوجز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الرئيس الثاني لدولة الإمارات العربية المتحدة، المنهج الذي اختارته الدولة منذ بداية التأسيس.

وقد سار  الشيخ خليفة على خطى الوالد المؤسس منذ تسلم الراية في 4 نوفمبر 2004، ودخل مرحلة التمكين حتى وفاته اليوم الجمعة 13 مايو 2022.

إنجازات كبيرة للشيخ خليفة في مرحلة التمكين

في 18 عامًا فقط، وهي في عرف المخططين الاستراتيجيين والتنمويين مجرد خطتين تنمويتين، تبوأت الإمارات مراكز الصدارة في مؤشرات التنافسية المقياس المعياري لتقدم الأمم، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة العربية، رغم صغر مساحتها وعدد سكانها، وأصبحت أول دولة عربية وإسلامية تصل إلى المريخ، وواحدة من دول قليلة لها السبق في عالم الفضاء.

وانعكس ما حققته الإمارات في مرحلة التمكين على حياة الناس وعلى قطاع الأعمال، فبعد توليه الحكم أطلق الشيخ خليفة خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وضمان تحقيق الرخاء للمواطنين، وفي عام 2009 أعيد انتخابه رئيسًا للدولة، وتمكن من تجاوز الأزمات المالية والقلاقل السياسية التي عصفت بالمنطقة بانتهاج سياسة خارجية فاعلة إقليميًّا ودوليًّا.

القطاع الصحي في عهد الشيخ خليفة.. كفاءة متجددة شهد لها الوباء

أولت قيادة الشيخ خليفة القطاع الصحي اهتمامًا خاصًّا، وأغدقت عليه بحجم انفاق كبير وصل أحيانًا إلى 7% من حجم الميزانية الاتحادية، وقد آتت هذه السياسة ثمارها مع تفشي وباء كورونا، بالعدد الكبير من المستشفيات الحكومية والخاصة المجهزة بأحدث المعدات والكوادر الطبية، بل وبالروبوتات القادرة على إجراء الجراحات الكبرى، مثل الروبوت دافنشي.

وحسب إحصاءات وكالة أنباء الإمارات (وام) أسهم في إثبات فاعلية هذا القطاع توجه الدولة إلى بناء المدن الطبية، مثل مدينة الشيخ خليفة في أبوظبي ومدينة دبي الطبية ومدينة الشارقة، وحصلت غالبية المستشفيات الإماراتية على شهادات الجودة أو المعادلة الدولية، وقد تضاعف عدد المستشفيات من 16 في عام  1975  إلى 169 في عام 2020.

وتوفر الدولة التأمين الصحي للمواطنين بالمجان، وتقدم تغطية طبية شاملة لكل الشرائح، خاصة أصحاب الهمم وكبار السن. وفي الوقت نفسه أطلقت “الاستراتيجية الوطنية للابتكار” لتقديم خدمات طبية تكنولوجية متقدمة، وتطوير الصناعات الدوائية، وتنمية أبحاث علاج الأمراض السائدة، وتأسيس صندوق تمويل الابتكار. وفي 2017 بدأت الإمارات تشييد أول مركز في الشرق الأوسط والخليج لعلاج السرطان بتقنية “البروتون”.

الذكاء الاصطناعي يقدم الرفاهية للمرضى

الإمارات من أوائل دول العالم التي استخدمت الروبوتات في قطاع الصيدلة، لصرف الوصفات الطبية دون تدخل بشري، وشيدت ما يعرف بالغرف الذكية لتقديم خدمات ترفيهية للمرضى، وربط ملفاتهم الطبية بالمستشفيات، لتقديم رعاية شاملة وفاعلة. وحرصت الدولة من خلال وزارة الصحة على إدماج الذكاء الصناعي في الخدمات الطبية، واستخدامه في أكثر من 100 مرفق موزعة على إمارات الدولة، وفقًا لـ”وام”.

وتحتل الإمارات المركز الأول عالميًّا في عدد المنشآت “المعتمدة” وحاز أكثر من 85% من المستشفيات على الاعتماد الدولي، وقد أسفر الإنفاق طويل المدى في القطاع الصحي عن استعداد القطاع ومواكبته لأي تحديات، وأظهر نجاعة عالية في التعامل باحترافية مع وباء كورونا الأخطر في تاريخ البشرية.

قطاع التعليم.. قاطرة تنمية إلزامية بالمجان

اقترب نسبة الإنفاق على قطاع التعليم في الأعوام من 2016 إلى 2020 من 15% في المتوسط من حجم الميزانية الاتحادية، وهي معدلات إنفاق عالية إذا قورنت بمثيلاتها دوليًّا وإقليميًّا، باعتبار أن النظام التعليمي هو قاطرة التنمية، وأصبح التعليم من عام 2012 إلزاميًّا في الدولة لكل من أكمل 6 سنوات حتى التخرج في المرحلة الثانوية وبالمجان، بحسب تقرير “وام”

وتعمق هذا مع صدور قانون “وديمة” الذي يضمن حق الطفل في التعليم. وتركز استراتيجية التعليم في الدولة على بناء نظام تعليمي قائم على استيعاب مهارات القرن 21 وتوفير نظام تعليم جامعي نوعي ينافس أرقى الجامعات العالمية، واستشراف المستقبل وتشجيع الابتكار وتوسيع أعداد المستهدفين من الطلبة، وغرس ثقافة الابتكار في جميع الفئات التعليمية.

مبادرة محمد بن راشد.. واقتصاد قائم على المعرفة

مبادرة محمد بن راشد للتعليم الذكي الصادرة في عام 2012 تشمل جميع مدارس الدولة، وتهدف إلى خلق بيئة تعليمية جديدة في جميع المدارس تضم صفوفًا، مع تزويدها بشبكات الجيل الرابع فائقة السرعة. وكانت الدولة عام 1973 تدير 110 مدارس تضم 40 ألف تلميذ، وفي عام 2007 وصلت نسبة المتعلمين إلى 88.7%. وتبنت رؤية الإمارات 2021 الوصول بالتعليم إلى أعلى مستويات العالم بنظام ذكي كهدف أساسي.

ولتحقيق النجاعة اللازمة لهذه الاستراتيجية، ألزمت الدولة المدرسين بالحصول على رخصة المعلم الملزمة، التي أصدرتها الوزارة عام 2017 لرفع مستوى المعلم ومسايرة المقاييس العالمية. وفضلًا عن ذلك فإن استراتيجية التعليم العالي 2030 تشدد كذلك على تعزيز مهارات الطالب الفنية والعلمية دعمًا لنمو القطاع الاقتصادي القائم على المعرفة.

ربما يعجبك أيضا