كشاف المواهب.. ملتقط الجواهر النفيسة في عالم كرة القدم

رنا الجميعي
كشاف المواهب.. ملتقط الجواهر في عالم كرة القدم

دور كشاف كرة القدم في مصر ليس مستحدثًا، عمل فيه كثيرون في تاريخ الكرة المصرية.


يعتبر دور كشاف المواهب مهمًّا في عالم كرة القدم، لا يُرى حجم المجهود الذي يقوم به، يجوب القرى البعيدة لاكتشاف موهبة خفية، يلتقطها بعد بحث شاق، يقوم بصقلها وعرضها على الأندية الشهيرة.

في عالم كرة القدم يستمر اللغط حول دور الكشاف، ومدى أهميته، ورغم اهتمام الأندية الأوروبية بكشافي كرة القدم وتعيينهم، لا يزال العالم العربي متخبطًا بين وكيل اللاعبين الذي يعتمد على أهمية علاقاته والكشافين غير المعتمدين، تحديدًا في مصر.

كرة القدم المصرية تتخبط بين الـ”كشاف” و”الوكيل”

لا يوجد نظام معين لاكتشاف مواهب الساحرة المستديرة في مصر، بعض الأندية تلجأ إلى الوكيل الذي يدير بعض اللاعبين، وأحيانًا تلجأ إلى ما يعرف باسم الـ”كشاف”، الذي سمي بهذا الاسم لأنه يتمكن من البحث عن المواهب في القرى والمراكز. يلتقط مواهب تحتاج إلى عين دقيقة الملاحظة.

ومن هؤلاء الكشافين، كابتن مهيب غنيم الذي بدأ في عام 2007، عن طريق تأسيس أكاديمية كرة القدم في محافظة الدقهلية.

مهيب غنيم.. 15 سنة “كشاف” كرة قدم

يقول غنيم لـ”شبكة رؤية الإخبارية” إنه تخرج من كلية التربية الرياضية عام 1989، وتدرّج في السلك التعليمي حتى وصل إلى موجّه كرة رياضية، وفي عمر 39 تمكن من تأسيس أكاديمية كرة القدم، ونجح في صناعة اسم له بمرور السنوات.

كذلك نجح في التقاط مواهب كروية، مثل اللاعب محمد ياسر فوزي مواليد 2001، وعن هذا يقول: “نجحت في إيصال فوزي إلى النادي الأهلي، ولعب لمدة 4 سنوات بالنادي، وصار هدافًا، بعدها احترف في نادٍ بدولة التشيك”.

قطبا الكرة المصرية.. نادي الأهلي ونادي الزمالك

قطبا الكرة المصرية.. نادي الأهلي ونادي الزمالك

أزمات كشاف كرة القدم

يعلم غنيم جيدًا أن دوره ككشاف لكرة القدم يتعرض لبعض الأزمات، فالجهد الذي يقوم به لا تقدره بعض الأندية، ويُترك الأمر دون نظام رسمي في التعامل المادي، ويكمل غنيم حديثه: “أعلم أني لست وكيلًا للاعبين وغير معتمد من اتحاد الكرة المصرية، وبالتالي لا أجد تقديرًا جيدًا، لكني تمكنت من صناعة اسم لي في عالم كرة القدم”.

نجح غنيم في الكشف عن العديد من المواهب المصرية، من بينهم اللاعب عبدالرحمن نفاد الذي يلعب حاليًّا حارس مرمى بنادي الزمالك، حارس مرمى نادي فيوتشر، محمد أبوالعلا.

كابتن مهيب غنيم كشاف كرة قدم مصرية

لم يصنع غنيم اسمه في عالم كرة القدم بسهولة، في البداية كان ينقّب عن المواهب بنفسه، بعدها اشتهرت الأكاديمية الخاصة به، وصارت وجهة كل محبي الكرة في المحافظات القريبة، موضحًا: “بعدها صار اسمي معروفًا، والعديد من الأندية تلجأ لي الآن”.

عبدالسلام الزقازيقي.. من لاعب إلى مدرب وكشاف

تكرر الأمر ذاته مع كشاف المواهب، عبدالسلام الزقازيقي، الذي بدأ مشواره كلاعب كرة، وبعد اعتزاله في سن 25، عين مدرس تربية رياضية. ويعلق على ذلك لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: “ساعدني ذلك في إقامة دورات كرة قدم بالمدرسة، والمدارس المجاورة، وتمكنت من رؤية المواهب بعيني”. وتابع: “كنت أبحث عن المواهب داخل المناطق الشعبية بالقاهرة، مثل أرض اللواء وبولاق الدكرور”.

وعمل الزقازيقي مدربًا بالنادي الأهلي، ونجح في الكشف عن العديد من لاعبي الكرة المصرية، من أبرزهم لاعب كرة نادي بيراميدز ومنتخب مصر، رمضان صبحي، والظهير الأيمن لنادي الزمالك، أحمد عيد. ويعمل الزقازيقي الآن مدربًا في نادي زد.

اللاعب رمضان صبحي

 كيف يمكن التقاط الموهبة؟ وما معناها؟

تكمن مهارة كشاف كرة القدم في عينه الباحثة عن اللاعب الماهر، تلك المهارة لا تتأتى لأحد بسهولة، ويقول غنيم إنها موهبة أيضًا، شارحًا: “أعرف اللاعب الجيد عبر استلامه للكرة وتحركاته، كذلك سرعته داخل الملعب”.

ويحكي غنيم عن تمكنه من التقاطه للاعب جيد بمجرد رؤيته داخل وسيلة المواصلات، قائلًا: “رأيته جالسًا، لم يكن حتى واقفًا على قدميه”، وبالفعل اختبره بعدها في الملعب، ووجد لديه الموهبة، كذلك الزقازيقي يعرف الموهبة الجيد بسهولة، ويقول بثقة : “أعرف اللاعب الموهوب حتى وإن كان في عمر 4 سنوات”.

ويقول غنيم إن الموهبة أمر فطري يولد به الشخص، إنها مهارة غير مكتسبة، أما التعلم فهو أمر آخر. ويعلق الزقازيقي إن الموهبة بعكس التعلم، اللاعبون الذين لديهم موهبة قليلون جدًّا، أما التعلم فهو مكتسب، يجب على اللاعب غير الموهوب أن تكون لديه الإرادة للتعلم، وأن يحب كرة القدم ليتمكن من التعلم.

عبده البقال.. أشهر كشاف كرة قدم في مصر

دور كشاف الكرة في مصر ليس مستحدثًا، عمل فيه كثيرون في تاريخ الكرة المصرية، كان أشهرهم عبده البقال، الذي نجح في التنقيب عن نجوم مثل رفعت الفناجيلي وعلي زيوار وعبدالعزيز عبدالشافي والخطيب وآخرين.

يقول عنه غنيم كان يعمل لدى النادي الأهلي قديمًا، وكان يبحث عن اللاعبين في محافظات مثل طنطا وبني سويف، ويختلف دور عبده البقال عما يقوم به غنيم، لأنه يعمل بمفرده غير تابع لنادٍ، وعلى عكسه يعمل الزقازيقي لدى نادي زد.

نادي الأهلي قديمًا

نادي الأهلي قديمًا

 

المدرب والكشاف ووكيل اللاعبين

يرى الزقازيقي وظيفة الكشاف مهنة حيوية يحتاجها عالم كرة القدم المصرية، وأن وظيفة المدرب غير مستقرة لأن النادي يستطيع الاستغناء عن خدماته في لحظة، والكشاف حر لا يعمل لدى مؤسسة ما. والمشكلة التي تقابل الكشاف في رأيه أنها غير مقننة “ويحتاجون إلى نقابة تجمعهم”،

ويقول الزقازيقي إن وكيل اللاعبين ليس كشافًا، وليست لديه مهارة التقاط المواهب، لكنه ناجح في تكوين علاقات، تجعل اللاعب يحترف بالخارج.

هل يوجد كشافين كرة قدم في أندية الخليج؟

عن أندية الخليج فيقول غنيم إنها لا تعتمد على مهنة الكشاف، وإنهم يركزون أكثر في التواصل مع وكيل للاعبين، بخلاف ما يحدث في الأندية الأوروبية التي صارت تهتم مؤخرًا بالكشافين، ويعد ستيف والش، واحدًا من أبرز الكشافين، فقد قدم اللاعب الجزائري رياض محرز الموجود حاليًا في نادي مانشتسر سيتي، والفرنسي نجولو كانتي المتوج بدوري أبطال أوروبا مع تشيلسي.

ربما يعجبك أيضا