هجوم إرهابي يستهدف معبدًا سيخيًّا في العاصمة الأفغانية.. ما القصة؟

علاء بريك

قتلى وجرحى على يد تنظيم داعش في ولاية خراسان انتقامًا من إساءة مسؤولين هنود للإسلام.


حادث إرهابي جديد يهز العاصمة الأفغانية كابول بعد استهداف جماعة تتبع تنظيم داعش الإرهابي معبدًا سيخيًّا ردًا على تصريحات أدلى بها مسؤولون في الحزب الهندي الحاكم.

والحادث لم يكن الأول من نوعه، وأعلن داعش مسؤوليته عن هجومٍ سابق ضد السيخ أسفر عن أكثر من 20 قتيلًا في معبدٍ آخر في كابول.

دوافع الانتقام

بحسب شبكة سي إن إن، أعلنت جماعة إرهابية تتبع لتنظيم داعش مسؤوليتها عن هجومٍ استهدف معبد جورودوارا السيخيًّ في العاصمة الأفغانية، يوم السبت 18 يونيو 2022، وأسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 7 آخرين. وكان هذا الهجوم “انتقامًا” لإساءة وجهها أعضاء في الحزب الهندي الحاكم “بهاراتيا جاناتا” للنبي محمد.

ولجأ إلى المنطقة الواقع فيها المعبد نحو 150 سيخيًّا على الأقل بعد سقوط حكومة الرئيس الأفغاني السابق، أشرف غني. وفي لحظة الهجوم كان في المعبد 30 شخصًا استطاع بعضهم الخروج من المكان. وفي مارس 2020، تعرّض المعبد أيضًا إلى هجوم إرهابي شنته جماعة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي راح ضحيته 25 شخصًا على الأقل، بحسب صحيفة هندو تايمز.

لحظة الهجوم

في ساعات الصباح الأولى من يوم، السبت 18 يونيو 2022، حاول 7 مسلحين اقتحام المعبد، ولكنَّ الشرطة الأفغانية تمكّنت لاحقًا من القضاء عليهم جميعًا، وقالت الجماعة المنفذة للعملية عبر منشور على تيليجرام إنَّ “الانغماسي”، أبو محمد الطاجيكي، استطاع الدخول إلى المعبد بعد قتله الحراس.

وتابعت الجماعة قولها أيضًا إن عناصرها اشتبكت مع قوة تابعة لحكومة طالبان حاولت الوصول إلى المعبد، ولكنَّ عناصر الجماعة استهدفت القوة بتفجير انتحاري و4 عبوات ناسفة، واستمر الاشتباك مع القوة لمدة 3 ساعات وأسفر عن مقتل الطاجيكي، وفق ما نقلته شبكة سي إن إن.

تلاشي السيخيّة والهندوسيّة في أفغانستان

كانت أفغانستان موطنًا لعشرات الآلاف من أتباع الديانة السيخيّة والهندوسيّة، ولكن لم يتبقَ اليوم فيها سوى 159 شخصًا، بحسب صحيفة هندو تايمز، وكان العديد من أبناء الأقليتين يتقدمون باللجوء إلى الهند، ولكنّ الحكومة الهندية أوقفت منح التأشيرات في الفترة الأخيرة.

وبعد الهجوم الأخير، منحت وزارة الشؤون الداخلية (MHA) تأشيرات طارئة لـ 111 هندوسيًّا وسيخيًّا من أفغانستان، كان أصحابها قد تقدموا بطلب للحصول على التأشيرة في سبتمبر 2021، لكن الموافقة لم تأتِ إلا بعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان (ISKP)، حسبما قال عضو يمثل الطائفة.

احتجاجات واسعة

أثارت تصريحاتٌ للمتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند أزمة بين العالم الإسلامي والحكومة الهندية على خلفية إساءتها للنبي محمد، وبعدها أعلن الحزب تعليق عمل المتحدثة باسمه، نوبور شارما، وطرد متحدثًا آخر. وقال الحزب، في بيان عبر موقعه الرسمي، إنه يحترم الأديان كافة ويدين بشدة إهانة أي شخصيات دينية.

وتظاهر آلاف المسلمين إلى الشوارع في احتجاجات ضخمة في أنحاء الهند وبلدان مجاورة، للتنديد بهذه التصريحات، وأطلقت الشرطة النار على الحشود في بلدة رانتشي في شرق الهند. وقال ضابط في الشرطة في رانتشي، طالبًا عدم ذكر اسمه، إن “الشرطة أُجبرت على إطلاق النار لتفريق المتظاهرين، وأصيب بعضهم بالرصاص، ما أدى إلى مقتل شخصين”.

ربما يعجبك أيضا