سيول تغزو الفضاء.. تجربة فضائية ناجحة لكوريا الجنوبية

رنا أسامة

أنفقت حكومات على مستوى العالم إجمالي 216.27 مليار دولار على أنشطة فضائية من عاميّ 2018 إلى 2020.


نجح الإطلاق التجريبي الثاني للصاروخ الكوري الجنوبي محلي الصنع “نوري”، في وضع أقمار صناعية عدة بمداره في الفضاء الخارجي، أول من أمس الثلاثاء 21 يونيو 2022.

وعدّت وكالة رويترز هذا الإطلاق خطوة مهمة لتحسين البرنامج الفضائي لسيول، بعد فشل اختبارها الأول العام الماضي. وقد انطلق الصاروخ من مركز نارو للفضاء على الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية في الساعة 4 مساء (07:00 بتوقيت جرينتش).

ماذا تعني تجربة كوريا الجنوبية الصاروخية؟

بحسب وكالة رويترز، استغرق تطوير “نوري” عقدًا من الزمان بتكلفة 1.5 مليار دولار، ووضع قمر صناعي زائف وزنه 1.3 أطنان، و4 أقمار صناعية صغيرة الحجم طوّرتها جامعات للبحث في المدار المناسب. وقال وزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكوري الجنوبي، لي جونج هو، في إفادة صحفية، إن “الفضاء مفتوح الآن على مصراعيه لبلدنا”.

وقالت الوكالة إن الصاروخ “نوري” الذي صمّمه المعهد الكوري لأبحاث الفضاء، يُمثّل حجر الزاوية لأهداف الدولة الطموح، في ما يتعلق بشبكات الجيل السادس وأقمار التجسس والمسبار القمري، مُشيرة إلى أنه مرّ بـ3 مراحل، لوضع حمولات تزن 1.5 طن في المدار، على ارتفاع 600 إلى 800 كيلومتر فوق الأرض.

7 تجارب ناجحة

أطلقت 7 دول فقط صواريخ تحمل أقمارًا صناعية يتجاوز وزنها ألف كيلوجرام على متنها للفضاء، من بين هذه الدول كوريا الجنوبية، التي بدأت في إطلاق أقمار صناعية منذ أوائل التسعينات، عبر منصات إطلاق خارجية أو مع شركاء.

وقد اعتمدت كوريا الجنوبية كثيرًا على التكنولوجيا الروسية في مهام ارتياد الفضاء، وحققت نجاحًا متباينًا، بما في ذلك إطلاق صاروخ عام 2010، انفجر خلال دقيقتين من إطلاقه. وألقت كل من موسكو وسيول باللوم، كلٌّ على الآخر، بسبب فشل التجربة.

أغراض عسكرية

وفق صحيفة دويتشه فيله الألمانية، فإن أول تجربة صاروخية محلية بكوريا الجنوبية، من شأنها أن تضع البلاد على قدم المساواة، فضائيًّا، مع جيران لها، بما في ذلك الصين وكوريا الشمالية. وفي حين قال مسؤولون كوريون جنوبيون إن التجربة ليس لها أغراض عسكرية، يشير خبراء إلى إمكانية إعادة تلك التجربة لتوجيهها في تلك الأغراض.

وقال الأستاذ السابق في جامعة الدفاع الوطني الكورية، كوون يونج سو: “إذا وضعت قمرًا صناعيًّا على قمة صاروخ، فسوف يصبح، هذا القمر، مركبة إطلاق فضائية، ولكن إذا زوّدته برأس حربي، فسوف يصبح سلاحًا أيضًا، فالعلاقة تلازمية”.

شهية مفتوحة لغزو الفضاء

يشير دفع كوريا الجنوبية نحو صناعة فضاء محلية إلى تزايد الاهتمام العالمي بتكنولوجيا الفضاء، في وقت أنفقت فيه حكومات على مستوى العالم ما إجماليه 216.27 مليار دولار على أنشطة فضائية من عامي 2018 إلى 2020. والبلدان التي لا تملك تكنولوجيا صاروخية خاصة بها تتعاقد مع شركات خاصة.

وهذه الشركات مثل سبيس إكس التي تعد أحد الرواد من غير الدول التي لديها صواريخ تحمل أقمارًا صناعية ثقيلة للفضاء. وتعاونت سبيس إكس في مهام مماثلة سابقًا مع دول مثل مصر وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، فتتقاضى الشركة نحو 67 مليون دولار عن كل عملية إطلاق، وفق “دويتشه فيله”.

 

ربما يعجبك أيضا