حرب أوكرانيا تكشف السلاح الأكثر ضعفًا بين معدات الجيوش الأقوى.. ما هو؟

هالة عبدالرحمن

الخسائر التي لحقت بالمروحيات قد تدفع الولايات المتحدة لتجنب الاعتماد على هذه الطائرات في حال نشوب حرب مع الصين أو روسيا، اللتين يمكنهما استخدام مجموعة من الأسلحة المضادة للطائرات.


أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية، ضعف أحد أهم أسلحة الجيوش الحديثة، بعد فشل موسكو تحقيق أهدافها سريعًا بناءً على مزاعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في بداية الحرب.

وجددت الطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة الخفيفة والمحمولة، الجدل حول ضعف المعدات العسكرية الثقيلة في ساحات القتال الحديثة، بما في ذلك المروحيات التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من خطط الجيوش للمناورة والقتال، وفقًا لموقع “بيزنس إنسايدر”.

هجوم روسي فاشل

محلل الدفاع والفضاء، ساش توسا، أشار في مقال بمجلة “أفييشن ويك”، في 10 مايو 2022، إلى أن “التقدم التكنولوجي في أجهزة الاستشعار والأسلحة المضادة للطائرات التي استخدمت في الحرب الأوكرانية دليل على أن مهام الهجوم الجوي والمروحيات القتالية عمومًا باتت أقل قابلية للتطبيق في تلك المعارك”.

ونوه بأنه خلال الساعات الأولى من العملية العسكرية في كييف، حاولت قوات النخبة الروسية المحمولة جوًا الاستيلاء على قاعدة “هوستوميل” الجوية القريبة من كييف بهجوم جوي، بمشاركة عشرات المروحيات من طراز مي-8، التي تحرسها مروحيات هجومية روسية من طراز كا-52 أليجاتور، لكن الهجوم الجوي الروسي فشل، واستطاعت القوات الأوكرانية صده.

هل ينبغي تحييد المروحيات مستقبلًا؟

وفقًا توسا، اعتبر الفشل صدمة للعديد من المراقبين العسكريين، نتيجة لاستخدام أوكرانيا للمدفعية ومضادات الطائرات المحمولة على الكتف، في إحباط الهجوم الروسي المعتمد على المروحيات.

وأضاف أن “الخسائر التي لحقت بالمروحيات قد تدفع الولايات المتحدة لتجنب الاعتماد على هذه الطائرات حال نشوب حرب مع الصين أو روسيا، اللتين يمكنهما استخدام مجموعة من الأسلحة المضادة للطائرات”.

فشل المروحيات

تعتمد عقيدة الهجوم الجوي الأمريكية، التي حاول البنتاجون غرسها في قوات الحلفاء الأفغان والأوكرانيين، على التفوق التكنولوجي والعددي في أنظمة الأسلحة المتقدمة، ولكن لم تستطع القوات الأوكرانية الاستفادة من هذا في المعارك المعتمدة على المروحيات.

وبحسب للتقرير، فإن روسيا فقدت نحو 200 طائرة هليكوبتر، وخسرت أوكرانيا طائرات عديدة ولكنها غير مؤكدة. توجد عدة عوامل وراء الخسائر الفادحة لكلا الجانبين، ومنها عدم امتلاك أيًا منهما قدرات الطيران الليلي، لذلك يتعين عليهم المخاطرة بالطيران أثناء النهار، بالإضافة إلى عدم وجود تدابير مضادة قوية من شأنها مساعدة الطائرات على صد التهديدات القادمة من مضادات الطائرات.

دروس مهمة لجيوش العالم

قال الضابط الأمريكي المتقاعد، جريج كوكر، لـ”انسايدر”: “في ظل غياب قدرات الطيران الليلي، يمكن للطيارين الأوكرانيين والروس تبني عدد من التكتيكات والتقنيات والإجراءات لزيادة قدرتهم على البقاء. يجب أن يستغلوا التضاريس المتاحة أو يحلقوا على ارتفاع خارج مدى الأنظمة التي تسقط طائراتهم”، مشيرًا إلى إمكانية تأجيل استخدام الطائرات المروحية إلى أن توجد حاجة حقيقية لاستخدامها.

لا شك أن الحرب الأوكرانية تقدم دروسًا مهمة لكل جيش، بما في ذلك الولايات المتحدة، في حالة نزاع قريب أو محتمل مع الصين أو روسيا، وسيتعين على طائرات الهليكوبتر الأمريكية العمل بفعالية في البيئات المتنازع عليها لأن الخصم يتمتع بقدرات دفاع جوي قوية.

ووفقًا لـ”انسايدر” يجب على القادة العسكريين الأمريكيين توقع خسائر أكبر في هذه النزاعات. ويقول الطيارون الأمريكيون، أن التمسك بالأسس التي جعلت الطيران الأمريكي فعالاً للغاية يمكن أن يساعد في تقليل التهديدات المستقبلية، والتغلب عليها.

ربما يعجبك أيضا