حروب إعلامية في الباسيفيك.. أمريكا تسعى لإنشاء «ناتو آسيوي»

آية سيد
الكواد-ناتو آسيوي

إن مشاركة كوريا الجنوبية بمثابة مؤشر على ارتباط الأمن العالمي بين أوروبا والهندوباسيفيك.


وجهت كوريا الشمالية اتهامًا إلى الولايات المتحدزة بإنشاء تحالف عسكري شبيه بحلف شمال الأطلسي (ناتو) في آسيا، بهدف إسقاط حكومة بيونج يانج، وتطوير دفاعات أقوى بجوارها في القارة.

انتقادات كوريا الشمالية تأتي وسط مخاوف من إعدادها أول اختبار نووي منذ 5 سنوات، وبعد اتفاقية بين رئيس كوريا الجنوبية والرئيس الأمريكي لنشر المزيد من الأسلحة الأمريكية في حالة الضرورة لردع كوريا الشمالية، بحسب ما نشرته رويترز أمس الاثنين 27 يونيو 2022.. فماذا يحدث؟

خطوة لتأسيس ناتو آسيوي

نقلت رويترز، عن بيان لوزارة خارجية كوريا الشمالية، اليوم الأحد، أنه “بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع اليابان وكوريا الجنوبية، تتخذ أمريكا خطوة مكتملة لتأسيس ناتو آسيوي”، في إشارة إلى تدريبات عسكرية أجرتها مؤخرًا القوات الأمريكية واليابانية والكورية الجنوبية.

وبحسب رويترز، أجرت أمريكا أيضًا تدريبات مع القوات الكورية الجنوبية، التي ضمت حاملة طائرات أمريكية، للمرة الأولى منذ أكثر من 4 سنوات. ومن جانبها، شددت كوريا الشمالية على أن تلك التدريبات ليست سوى تجهيز لحرب تهدف إلى الإطاحة بها.

وقالت وزارة خارجية كوريا الشمالية: «هذا يثبت نفاق الخطاب الأمريكي عن “المشاركة الدبلوماسية” و”الحوار دون شروط مسبقة”، بينما يكشف في الوقت نفسه عدم وجود تغيير في الطموح الأمريكي الذي يهدف إلى الإطاحة بنظامنا بالقوة».

تعزيز الدفاعات

قالت وزارة خارجية كوريا الشمالية إن العداوة الأمريكية أرغمتها على تطوير دفاعات أقوى، في حين لم تشر صراحة إلى برامجها النووية أو الصاروخية، وفق رويترز. وقالت، في بيانها: “الواقع يجعلنا نشعر بالحاجة إلى بذل جهود شاملة لتطوير دفاعات أقوى قادرة على هزيمة جميع أنواع الأعمال العدائية لأمريكا”.

جاءت هذه الانتقادات قبل يوم من مغادرة رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، لحضور قمة الناتو في مدريد بإسبانيا، التي تنعقد من 28-  30 يونيو 2022، وهو أول زعيم كوري جنوبي يحضرها.

وبحسب رويترز، قال مستشار الأمن القومي لكوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي، إن كوريا الجنوبية تخطط لتشكيل وفد في مقر الناتو ببروكسل، بهدف تعزيز شراكتها مع الناتو ولعب دور أكبر في الأمن العالمي.

الناتو الآسيوي

في ضوء تأكيد حضور رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، قمة الناتو في مدريد، ذكرت صحيفة جلوبال تايمز الصينية أن هذا أثار قلق الدول الآسيوية حول إمكانية إنشاء ناتو أسيوي في المستقبل.

وفي حوار أجرته الصحيفة مع رئيس معهد أبحاث التكنولوجيا المستقبلية ونائب وزير الخارجية الياباني السابق، كازويوكي هامادا، قال إن الحرب الروسية الأوكرانية دفعت كيشيدا إلى التفكير في تعزيز موقفه بأن توسع الناتو، أو ما يُعرف بـ”الناتو العالمي”، ضروري للاستعداد لحالة الطوارئ في تايوان.

ورأى هامادا أنه في ظل انتهاء الحرب الباردة واختفاء حلف وارسو، يصبح من غير المناسب اقتراح فكرة “ناتو عالمي”، الذي سيؤدي إلى حرب باردة أو ساخنة جديدة.

انتقادات صينية للناتو الآسيوي

كانت الصين قد شنت هجومًا لاذعًا على استراتيجية أمريكا في منطقة الهندوباسيفيك، مركزة على الحوار الأمني الرباعي “الكواد” وتحالف “أوكوس”، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية. وقالت الصين إن واشنطن تسعى إلى إنشاء ناتو آسيوي “لقمع” صعود بكين.

في هذا الشأن، قال وزير الخارجية الصيني، وانج يي، إن “الهدف الحقيقي لاستراتيجية الهندوباسيفيك الأمريكية هو إنشاء نسخة هندوباسيفيكية من الناتو”، مضيفًا إن أمريكا تؤجج الخصومة الجيوسياسية في المنطقة. وأشار وانج إلى تحالف الكواد، الذي يضم أمريكا والهند، وأستراليا واليابان. وانتقد أيضًا تحالف أوكوس العسكري بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا.

نفي أمريكي

في مؤتمر صحفي للسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، ومنسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي، نفى كيربي الاتهامات الصينية بمحاولة إنشاء ناتو آسيوي. وعن مشاركة كوريا الجنوبية في قمة الناتو المقبلة، قال هذا لا يدور حول نسخة آسيوية من الناتو. إن الناتو تحالف أمني عابر للأطلنطي، وهو التحالف الأكثر فاعلية وحيوية في العالم.

وأضاف كيربي إن مشاركة كوريا الجنوبية بمثابة “مؤشر على ارتباط الأمن العالمي بين أوروبا والهندوباسيفيك. لافتًا إلى أن نفس أنواع الاعتداءات على الوحدة والسيادة الإقليمية التي نراها في أوروبا يمكن أن تحدث في الهندوباسيفيك. وشدد على أن مشاركة كوريا الجنوبية في القمة “لا تدور حول إنشاء نسخة من الناتو في الباسفيك”.

ربما يعجبك أيضا