هل تسرق القوات الروسية حبوب أوكرانيا؟ تحقيق يطرح دلائل وتحليلات

هالة عبدالرحمن

يتم نقل الحبوب الأوكرانية من السفن الصغيرة إلى ناقلات البضائع، حيث يتم خلطها بالحبوب الروسية، لإضفاء بعض الشريعة عبر تصديرها بشهادات روسية  على أنها حبوب روسية إلى تركيا وسوريا.


نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تحقيقًا صحفيًّا يتهم القوات الروسية بسرقة الحبوب والمنتجات الزراعية في المناطق الأوكرانية التي تخضع لسيطرتها.

واعتمد التحقيق على تحليلات لصور الأقمار الصناعية، وبيانات خط سير شحنات الحبوب الأوكرانية إلى الوجهات التي تنتقل إليها الحبوب، أظهرت أنه على بعد بضع عشرات من الأميال عن خط المواجهة، يتعرض أكثر من 200 مزارع أوكراني لسرقة حبوبهم.. فما القصة؟

أين تذهب حبوب أوكرانيا؟

وفقا للتحقيق الذي نشرته “بي بي سي” أمس الاثنين 27 يونيو 2022، تسيطر القوات الروسية على 80% من الأراضي التي يزرعها الأوكرانيون. وحسب شهادات هؤلاء المزارعين، سرقت روسيا شاحنات الحبوب، ووجهتها إلى شبه جزيرة القرم، وهو كشفت عنه أجهزة التتبع “جي بي إس” المثبتة في تلك الشاحنات.

ويعلق الخبير في معهد البحر الأسود، أندري كليمينكو، في التحقيق قائلًا: “إنهم يأخذون الحبوب إلى شبه جزيرة القرم الخاضعة للسيطرة الروسية، وينقلونها إلى موانئ كيرتش أو سيفاستوبول، ثم يحملون الحبوب الأوكرانية على متن سفن روسية ويذهبون إلى مضيق كيرتش”.

وعبر مضيق كيرتش الذي يقع بين القرم وروسيا، ينقل الروس الحبوب الأوكرانية من السفن الصغيرة إلى ناقلات البضائع، حيث يخلطون الحبوب الأوكرانية بالحبوب الروسية، لإضفاء بعض الشرعية على الأمر، عبر تصدير الحبوب المسروقة إلى تركيا وسوريا بشهادات تفيد أنها حبوب روسية، حسب تحقيق هيئة الإذاعة البريطانية.

تحقيقات تركية.. وتخمينات خبراء

وفقًا لـ“رويترز”، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنهم حققوا في مزاعم بشأن شحن حبوب أوكرانية إلى تركيا ولم يعثروا على أي دليل حتى الآن.

ونقلت “بي بي سي” عن خبيرة السياسة الزراعية في كلية كييف للاقتصاد، ماريا بوجونوس، قولها إن “القرم لا تزرع كثيرًا من الحبوب لتصديرها، ولن يكون من المنطقي لروسيا أن تستخدم سيفاستوبول لتصدير حبوبها”.

لكن في المقابل، يرى الخبير الزراعي مايك لي، إن بعض الحبوب القادمة من شبه جزيرة القرم التي تخضع للسيطرة الروسية، يمكن أن تكون جزءًا من محصول العام الماضي المتراكم بسبب الحرب وتأثر سلاسل التوريد”.

إجبار المزارعين على بيع محاصيلهم

أظهر تحقيق “بي بي سي” أنه في بعض الحالات، يجبر الروس المزارعين الأوكرانيين على بيع الحبوب بأسعار أقل بكثير من أسعار السوق، والتوقيع على وثائق تثبت شراءها “بنحو قانوني”. ويقول المزارعون إنهم مضطرون إلى قبول الأسعار المنخفضة، لأنه لا بديل لديهم، ويحتاجون إلى شراء الوقود ودفع أجور العمال.

وقالت خبيرة القانون الدولي إميلي بوتل، لـ”بي بي سي” إن هذه الإجراءات قد تعد انتهاكًا لاتفاقية جنيف، وقواعد المحكمة الجنائية الدولية التي تحكم قوى الاحتلال.

ربما يعجبك أيضا