في قمة الناتو..إسبانيا تحذر من تنامي الوجود الروسي في إفريقيا

آية سيد
إسبانيا

أعربت إسبانيا عن قلقها من تنامي الوجود الروسي في إفريقيا، ما يخاطر بنشر انعدام الأمن إلى جنوب أوروبا.


حذّر وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، أول من أمس الثلاثاء 28 يونيو 2022، من تنامي الوجود الروسي في دول شمال إفريقيا.

ووفق ما أوردت وكالة رويترز للأخبار قال ألباريس إن وجود روسيا يتصاعد في منطقة ينتشر فيها الاضطراب السياسي ونشاط الجماعات المسلحة، مدافعًا عن التحول في السياسة الخارجية الإسبانية تجاه القارة الإفريقية وبلدانها، لا سيما التدخل الروسي هناك.

تحول السياسة الخارجية الإسبانية

قال ألباريس في حوار مع محطة “أنتينا-3” الإسبانية، قبل ساعات من افتتاح قمة الناتو في مدريد: “ثمة وجود روسي متنامٍ في إفريقيا، وفي دول شمال إفريقيا”. ونقلت رويترز عن مصادر حكومية ودبلوماسية أن إسبانيا تغير سياستها الخارجية تجاه إفريقيا، في حين تضغط على الاتحاد الأوروبي والناتو كي يدعماها في التصدي للهجرة الوافدة من إفريقيا، والتي فاقمتها الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال ألباريس إن بؤرة الإرهاب العالمي تقع في منطقة الساحل، وهي منطقة تتسم بالمؤسسات الضعيفة، والمجالس العسكرية المتزايدة، وأزمة غذاء وحركات هجرة. وبحسب المصادر الدبلوماسية، تنوي إسبانيا الاستفادة من قمة الناتو في زيادة التركيز على إفريقيا ومشاركة المعلومات الاستخباراتية، التي تشمل القضايا المتعلقة بالهجرة.

مشاركة المعلومات الاستخباراتية

أفاد تقرير منفصل لرويترز أن إسبانيا تأمل في الحصول على التزام من الناتو بمراقبة “التهديدات الهجينة”، التي تشمل إمكانية استخدام الهجرة غير الشرعية كوسيلة للضغط السياسي من الجهات الفاعلة المعادية. ولفت إلى أنها ستضغط أيضًا على الناتو كي يخصص الموارد لتأمين الجناح الجنوبي للحلف.

وبحسب تصريح للأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرج، لصحيفة إل باييس الإسبانية، سوف يعزز الناتو التعاون مع الدول الجنوبية ويوافق على حزمة مساعدات لموريتانيا، في إطار “الحرب ضد الإرهاب، وتعزيز دفاعاتها وأمنها”. وقال المحلل الدفاعي في معهد إلكانو الإسباني، فليكس أرتيجا، إن الحضور الموسع للناتو قد يدفع موريتانيا للمساعدة في التنسيق مع الدول الأخرى في منطقة الساحل.

إسبانيا

مهاجرون ينتظرون النزول من زورق تابع لخفر السواحل الإسباني في جزر الكناري

الوجود الروسي في إفريقيا

بحسب تقرير رويترز، تقول إسبانيا إن النفوذ المتنامي لروسيا في الدول المضطربة مثل جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي يخاطر بنشر انعدام الأمن إلى جنوب أوروبا. وتقول مدريد إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يستخدم الهجرة والجوع كجزء من جهده الحربي.

وفي هذا السياق، استشهدت إسبانيا بوجود مجموعة فاجنر الروسية في مالي، وحظر روسيا تصدير الحبوب الأوكرانية، وسياسة بيلاروسيا، حليفة موسكو، بالسماح للمهاجرين بدخول الاتحاد الأوروبي العام الماضي.

جهود إسبانيا لاحتواء التهديد

ذكر التقرير أن رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، عقد مجموعة من الاجتماعات الثنائية على مدار الأسابيع الأخيرة مع رؤساء دول ومسؤولين من نيجيريا، والمغرب، وموريتانيا، لبحث التعاون الاقتصادي، والاتجار بالبشر، وبناء القدرات لمراقبة الحدود، ومكافحة الإرهاب.

وفي شهر يونيو، أرسلت الحكومة إلى البرلمان مشروع قانون تنمية جديد، يهدف هذا القانون إلى توصيل التمويل إلى منطقة الساحل. ووفق شبكة رويترز للأخبار، فإن هذا التشريع سوف يمثل توسعًا كبيرًا في التمويل الحالي للسيطرة على الهجرة المخصص لـ8 دول إفريقية.

 

ربما يعجبك أيضا