انقلاب عالمي.. توني بلير: هيمنة الغرب تتراجع مع صعود الصين

رنا أسامة

حذر بلير، في خطابه، من أن العالم يشهد نقطة تحول تاريخية، يمكن مقارنتها بنهاية الحرب العالمية الثانية أو انهيار الاتحاد السوفيتي.


قال رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، إن الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت تراجع هيمنة الغرب، مع صعود الصين كقوة عُظمى بالشراكة مع روسيا، في انقلاب للمشهد العالمي.

جاء ذلك في خطاب ألقاه بلير يوم 16 يوليو 2022، بمنتدى لدعم التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا في ديتشلي بارك، غربي مدينة لندن، خلال محاضرة بعنوان “بعد أوكرانيا.. ما الدروس الحالية للقيادة الغربية؟”، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

نقطة تحول تاريخية

حذر بلير، في خطابه، من أن العالم يشهد نقطة تحول تاريخية، يمكن مقارنتها بنهاية الحرب العالمية الثانية، أو انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن هذه المرة يبدو واضحًا أن الغرب ليس في الكفة الراجحة.

وقال: “العالم سيصبح ثنائي القطب وربما متعدد الأقطاب”، متوقعًا أن يحدث “التغيير الجيوسياسي الأكبر من الصين لا من روسيا”. وحسب رويترز، أوقعت الحرب الروسية الأوكرانية آلاف القتلى، وتسببت في أخطر أزمة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، عندما سادت مخاوف من أن العالم على شفا حرب نووية.

الحرب الروسية الأوكرانية 1

حرب اقتصادية

بينما الكرملين يقول إن روسيا ستتجه إلى قوى مثل الصين والهند لمواجهة حرب اقتصادية يشنها الغرب، يرى بلير إلى أن الحرب أوضحت أن الغرب لا يمكنه الاعتماد على الصين “للتصرف بالطريقة التي نعتبرها منطقية”.

وواصل الرئيس الصيني، شي جين بينج، دعمه لروسيا في ظل محاولة الغرب محاصرتها اقتصاديًّا، وانتقد ما عده “انتهاكات غربية”عبر فرض عقوبات، في حين صاغت موسكو وبكين شراكة استراتيجية، وفق رويترز.

قوة عظمى ثانية

وفق خطاب بلير، كان اقتصاد الصين في عام 1979 أصغر من اقتصاد إيطاليا، لكن بعد الانفتاح على الاستثمار الأجنبي باتت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لتصبح القوى العظمى الثانية بعد الولايات المتحدة.

وتوقع أن يتفوق الاقتصاد الصيني على الأمريكي في غضون عقد من الزمان، وهي تقود حاليًّا بعض تقنيات القرن 21 مثل الذكاء الاصطناعي والطب التجديدي والبوليمرات الموصلة.

الصين قوة عظمى

أمر طبيعي

رأى بلير، الذي كان رئيسًا للوزراء في بريطانيا من 1997 إلى 2007، إن مكانة الصين كقوة عظمى أمر طبيعي ومبرر، قائلًا إنها ليست الاتحاد السوفيتي، ومن المرجح أن تكون روسيا وإيران حليفتيها.

وأضاف: “أعاد الرئيس شي تأسيس السلطة العليا للحزب الشيوعي، ولم يخف ازدراءه للانحلال الغربي، أو إعجابه الشخصي ببوتين. إنه يعتزم البقاء في السلطة لمدة عقد آخر على الأقل، وطموحه الواضح العلني هو إعادة تايوان إلى كنف بكين، وسط مخاوف من لجوء الصين إلى لقوة بدلًا من الإقناع”. ودعا الغرب لعدم السماح للصين بالتجاوز عسكريًّا، بزيادة الإنفاق الدفاعي والحفاظ على التفوق العسكري.

ربما يعجبك أيضا