ملخص كتاب – رواية «الخروج من التابوت» للكاتب «مصطفى محمود»

حسام السبكي

حسام السبكي

تعتبر رواية “الخروج من التابوت” للكاتب “مصطفى محمود”، إحدى روايات التراث الأدبي القديم، التي تحكي حقبة في تاريخ الهند، وتعرض القصة لأحد “المشعوذين”، الخارقين للعادة، بحسب ما يحكي أحد علماء الآثار المصريين، والذي يمثل بطل الرواية.

فعلى الرغم من كون “الشعوذة” و”الخرافات”، مما عفا عليه الزمان، إلا أن ما قام به “المشعوذ” من أفعال خارقة لكل القوانين، جعلته يفكر مليًّا في أمر “الرجل الفقير”، القابع في أعلى قمة “القلعة الحمراء”، يحيط به زمرة من الفقراء.

وقد حاول “كاكوما”، إثناء عالم الآثار المصري الدكتور “توفيق”، عن الاستغراق في البحث خلف “المشعوذ”، وتذكيره بأن العلوم والحضارة أولى وأهم، وأكثر إفادة من “معجزات” ذلك “المشعوذ”، إلا أن محاولاته وفقًا لسير أحداث الرواية، قد باءت جميعها بالفشل، أمام إصرار عالم الآثار المصري على متابعة أسرار ذلك “المشعوذ”.

يبدو أن الدكتور “توفيق” قد حاد عن الهدف الذي جاء من أجله إلى الهند، وهو البحث في تاريخها العريق، وآثارها العظيمة، في خضم التفكير العميق في أمر “الفقير الهندي”، محتقرًا كل ما درسه من علوم وتاريخ، وما قوله عن “القلعة الحمراء” التي رفعها أشخاص بالجهد والعرق، قبل أن يرفع “الفقير الهندي” نفسه ببعض التمتمات وأمور الشعوذة، عن ذلك ببعيد.

أثمرت جهود عالم الآثار المصري أخيرًا في البحث عن من يصدقه في أمر “الفقير الهندي”، والذي أطار النوم من عينيه، حتى وجد “أمري خان” المرافق للوفد المصري، والذي حدثه عن “براهما واجيسوارا”، ذلك “الروحاني”، الذي له من المعجزات والأعمال، ما يشيب لرأسه الولدان.

ويحكي “أمري خان” عن صديقه “براهما واجيسوارا”، أنه دفن نفسه حيًا لأيام، وذلك يحيى تحت التراب طويلًا، كما أنه يتحكم في سرعة نبضات قلبه، وتمدد شريان يديها وانقباضها، وغير ذلك من الهبات غير الطبيعية.

وبحكم معرفة “أمري خان”، بـ”براهما واجيسوارا”، فقد حدث عالم الآثار المصري عنه، قائلًا إنه ليس فقيرًا كما يعتقد الكثيرون، فقد عاش حياة مرفهة، في قصر كبير في “كلكتا”، ودرس في “أوكسفورد”، ليخلع بذلته الأنيقة، ويهجر بيته وزوجته، ويهيم على وجه، غارقًا في العلوم الروحية، من قلب الجبال والغابات حافيًا وعاريًا، لا تستره إلا خرقة بالية.

هدم كل المعارف والعلوم الأبدية، كانت الشغل الشاغل لـ “براهما واجيسوارا”، وما بقاءه حيًا لأيام تحت التراب مدفونًا، وكذلك نزوله في أقصى أعماق بئر المياه، لأداء صلواته، إلا غيض من فيض خرق كل القوانين الطبيعية والبشرية المعتادة.

لم يرتح الدكتور “توفيق” من حيرته، حتى خاض جولة تعليمية كاملة مع الـ “براهما واجيسوارا”، وهو يناقشه ويجادله حول العلوم والقوانين التي دأبنا على دراستها منذ الصغر، فتبين لعالم الآثار المصري، أن معلوماته السابقة بالغة التواضع، في حضرة “عالم” بكل الأديان والقوانين والعلوم.

الرواية مشوقة للغاية، وتستحق القراءة، وربما ينسج من وحيها روايات أخرى، حول القوانين الطبيعية والعلمية، التي يثبت في كل يوم، عدم صحتها إلى حدٍّ بعيد، مع أحداث وفعاليات عدة، تضرب بالكثير منها عُرض الحائط.



للاطلاع على عرض الكتاب كاملا .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا