ملخص كتاب لماذا يصبح الكثير من الرجال غير الأكفاء قادة؟

إعداد – علياء عصام

المؤلف

توماس تشامورو بروميتش، أستاذ علم نفس أرجنتيني، نشر الدكتور توماس 9 كتب وأكثر من 130 ورقة علمية.

يعد توماس تشامورو واحدًا من أكثر علماء الاجتماع غزارة في جيله، وأحدث مؤلفاته كتاب بعنوان “لماذا يصبح الكثير من الرجال غير الأكفاء قادة (وكيفية إصلاح ذلك)؟ والذي نشر في 2019 .

السؤال الأساسي لماذا معظم قادتنا غير أكفاء؟

يتمحور السؤال الأساسي في كتاب تشامورو حول التساؤل لماذا معظم قادتنا من الرجال غير أكفاء، سواء في مجالات الأعمال أو السياسة، وكيف ينعكس هذا سلبًا على أتباعهم ومرؤوسيهم  والنتائج السلبية لهذا القصور والذي ينعكس بالتالي على الإنتاجية ومعدل الأداء ككل.

لماذا يجد الرجال غير الأكفاء طريقهم إلى السلطة مفروشًا بالورود؟

يوضح توماس الأسباب التي تجعل مجتمعاتنا تُنتج هذه النماذج باستمرار، ويُعطي  لمحةً عن الخطوات اللازم اتباعها لتحسين نوعية قادتنا.

يغترّ الرجال عادةً بمواهبهم أكثر من النساء، ويصادفون نجاحًا أكبر في حيواتهم المهنية أيضًا. فالأمر يمكن وضعه كالتالي: من أفضل الطرق لخداع الآخرين لدفعهم للاعتقاد بأنك أفضل مما أنت عليه هو خداع نفسك أولًا.

النساء قد يكن أفضل

وعلى الرغم من أن النساء أثبتن طيلة سنوات قدراتهم القيادية، بعد أن نجح العديد منهن في تولي مناصب مهمة فإن قليلات منهن وصلن إلى مناصب قيادية، وفي المقابل هناك الكثير من الرجال غير الأكفاء يتولون مناصب مهمة.

يقول توماس، في كتابه، إن النساء هن قادة أفضل، وإنهن يتمتعن بمهارات  أكبر من الرجال في التعامل مع الأشخاص، كما أنهن أكثر إيثارًا، وأكثر قدرة على التحكم في دوافعهن، بالإضافة إلى تفوقهن على الرجال في التحصيل الدراسي في الجامعات.

وأحد أسباب عدم حصول الكثير من النساء على مناصب قيادية رغم كل المزايا التي يتمتعن بها، يعود إلى النظرة الخاطئة إلى سمات مثل الثقة المفرطة على أنها صفة عظيمة، ومن يتمتع بها يصلح أن يكون قائدًا.

يرى توماس أن هذه النظرة الخاطئة كانت سببًا في وصول العديد من الرجال غير الأكفاء إلى مناصب قيادية في السياسة والأعمال، مما قلل في المقابل من فرص الأشخاص الأكفاء، من الرجال والنساء على حد سواء.

على الرغم من أن توماس يبدو في كتابه متحيزًا للنساء، فإن رسالة الكتاب الأساسية  لا تقف على تقديم حجج على تفوق المرأة على الرجل، أو أحقيتها للمناصب القيادية أكثر من الرجل، وإنما الارتقاء بمعايير القيادة بشكل عام.

يؤكد توماس أنه يجب منع وصول الرجال غير الأكفاء إلى المناصب القيادية، بدلًا من التركيز فقط على إزالة العقبات التي تمنع النساء من تولي المناصب المهمة.

يقول توماس: من الضروري تجنب التحيزات عند تقييم القادة، من خلال الاعتماد بشكل أقل على تقييمات الأشخاص، واستخدام بيانات الأداء بدلاً من ذلك.

التواضع سمة أساسية

يرى توماس أن أهم سمة من سمات القادة الناجحين هو التواضع فهم أولئك الذين يركزون على تماسك الفريق في أداء العمل بدلًا من التركيز على التقدم المهني والتارجيت والإنجاز، وقدم توماس أنجيلا ميركل كنموذج ناجح في مجال السياسة وكذلك رجل الأعمال الأمريكي وارين بافيت والذي تعلم مهارات القيادة بنفسه.

ويلفت توماس في كتابه  أنه دائمًا ما يتم تجاهل أسلوب القيادة الهادئ القائم على التواضع على حساب الثقة المفرطة والكاريزما والغوغائية والصوت العالي مشيرًا أن الثقة الحقيقية يسهل ملاحظتها في حين يصعب التمييز ما إذا كان الشخص يصلح أن يكون قائدًا جيدًا أم لا.

ويحذر عالم الاجتماع من الوقوع في مغالطة ما نراه هو ما نعتمد عليه في تقييم النجاح بالنسبة للقادة .

لماذا يتبوّأ غير الأكفاء دفة القيادة ؟

يقدم توماس في كتابه ثلاثة أسباب أساسية وراء وصول غير المؤهلين  من الرجال للقيادة

الأولى

انعدام قدرتنا على التمييز بين الثقة والكفاءة

الثانية

حُبّنا للشخصيات المتمتّعة بالكاريزما

الثالثة

 قصور مقاومتنا لجاذبية الأفراد النرجسيين

خطوات منع وصول غير الأكفاء للسلطة؟

يقترح توماس عدة خطوات يجب اتّباعها لمنع وصول غير المؤّهلين للمناصب الإدارية والقيادية.

1 – اتّباع الإشارات والسعي وراء الصفات الجيدة التي تُنتج قادة جيدين حقيقيين وبدلًا من السقوط في فخ الأشخاص النرجسية والكاريزمية، علينا تشجيع من يتمتّعون بالكفاءة والتواضع والنزاهة.

2 – الابتعاد عن الثقة في غرائزنا. فمعظمنا يحب اتّباع الحدس و تقليل التركيز على الانطباعات التي يصنعها الأشخاص أثناء المقابلات الوظيفية أو الإعلامية وانطباعات المرة الأولى.

3- وجوب مساعدة نساء أكثر للوصول إلى المناصب القيادية، وبالتالي تغيير نوعية معاييرنا أثناء اختيار النساء.

بقدرِ ما نعمل على هذه الخطوات نفسح المجال لقادةٍ أفضل وأكثر كفاءة، ومع ذلك فإن التقدّم يبدأ بكل واحد منا. إذا كنا نريد تحسين مستوى كفاءة قادتنا علينا أولًا تحسين كفاءتنا في الحكم على القادة واختيارهم، خاصة حينما يكونون رجالًا.

ربما يعجبك أيضا